قال رياض ياسين، المكلف بأعمال وزير الخارجية من قبل الرئيس المستقيل، عبدربه منصور هادي إن مجلس التعاون الخليجي وافق على طلب الرئيس الذي سلم إلى الرياض رسالة طالب فيها بتدخل عسكري خليجي في اليمن، كما طالب الأممالمتحدة بعمل حظر جوي على المطارات الخاضعة لسلطة أنصار الله. وأوضح ياسين متحدثاً لقناة (الجزيرة) أن الرد كان إيجابياً، وأن المختصون والعسكريون سيجرون الترتيبات. وأعلن وزير الخارجية السعودي أن دول الخليج ستتخذ إجراءات لحماية أمنها، في إشارة للتدخل العسكري. وكشفت مصادر مقربة من (هادي) أن طائرات سعودية يقودها مصريون قد وصلت إلى مطار عدن الدولي. وتسارعت الأحداث الميدانية، أمس، بوتيرة عالية بين أنصار الله (الحوثيين) والرئيس المستقيل، عبدربه منصور هادي، فيما أعلنت المملكة العربية السعودية استعدادها الاستجابة لطلب هادي ومدّه بقوات درع الجزيرة. واندلعت، أمس، المواجهات في واحدة من أهم نقاط التماس (مناطق الصبيحة في لحج) المدخل الشمالي الغربي لمدينة عدن، فيما نجا اللواء الركن محمود الصبيحي من محاولة اغتيال برصاص مسلحين متطرفين ضمن لجان هادي، يعتقد انتماؤهم للقاعدة.. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية إن مليشيات هادي المعروفة ب(اللجان الشعبية) في منطقة كرش الحدودية بين تعزولحج، هاجمت موقعاً ونقاطاً للجيش تابعة للواء 35 مدرع، بمبرر أنهم من أبناء الشمال. وأضافت المصادر أن مليشيا هادي المسنودة من تنظيم القاعدة هاجمت موقع الجشم ونقطة عسكرية في الحميدة وأخرى في حمام الحويمي والاستيلاء على كامل آلياته. فيما وصل الجنود (المطرودون) من أبناء المحافظات الشمالية إلى مقر اللواء 35 في منطقة المخا. وأكد ل"اليمن اليوم" مصدر في اللجان إن لجان هادي استولت، أمس، على 4 مدرعات ومصفحة عسكرية وعدد من الأطقم في موقع الجشم، إضافة إلى 6 مدرعات وعدد من الأطقم في نقاط الكتيبة سالفة الذكر. وكان مسلحو لجان هادي سيطروا، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، على مقر لواء لبوزة التابع لمحور العند، والمتمركز في كرش ونهبوا كامل آلياته. وفي المقابل تقدم مسلحو الحوثيين باتجاه المقاطرة ونصبوا نقطة تفتيش على مدخل المديرية. وقال للصحيفة مصدر محلي إن مسلحي الحوثيين وصلوا، أمس، إلى هيجة العبد في سوق الربوع، قادمين من مناطق مديرية التربة تعز، كما نصبوا نقطة تفتيش هي أقرب إلى الموقع العسكري في جبل التربة وتتكون من 12 طقماً ومصفحتين وقرابة 200 مسلح، بينهم العشرات من أبناء الصبيحة. وفي مناطق الصبيحة، ولكن من جهة مديرية المضاربة ورأس العارة الساحلية (المدخل الشرقي لمدينة عدن)، تصدى مسلحو هادي وحلفاؤه لمسلحي الحوثيين الذين حاولوا التوغل والتمركز في مناطق استراتيجية، مسنودين بالعشرات من أبناء قبائل الصبيحة. وقال ل"اليمن اليوم" رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري بمناطق الصبيحة، الشيخ علوان العطيري، إن مسلحي لجان هادي والحراك تصدوا للحوثيين، مشيراً إلى أن الحوثيين كانوا قد استقطبوا، في وقت سابق، العشرات من شباب الصبيحة ونقلوهم إلى صنعاء. وتوقع العطيري مشاركة شباب الصبيحة مع الحوثيين في المواجهات. ولفت العطيري إلى أن عدداً من مشايخ ووجهاء المضاربة ورأس العارة تواصلوا مع مشايخ ووجهاء من المقاطرة التي بدأ الحوثيون التوغل فيها وبما يشكل تهديداً للمضاربة ورأس العارة. وأضاف: طالبناهم بتحديد موقف، وهل سيكونون معنا أم مع الحوثيين؟ وأبدى رئيس الحراك الجنوبي في الصبيحة، والتي تضم مديريات (طور الباحة، المقاطرة، المضاربة، ورأس العارة)، تخوفه من أن تكون الحرب التي يقودها هادي ذريعة أو سبباً لدخول الصبيحة ووقوعها تحت سيطرة الحوثيين. إلى ذلك قالت مصادر عسكرية في قاعدة العند ل"اليمن اليوم" إن تعزيزات ثانية وصلت من لجان هادي ومسلحي جماعة أنصار الشريعة إلى منطقة العند وانضمت إلى بقية المقاتلين المحاصرين لقاعدة العند العسكرية، منذ السبت الماضي. وتأتي هذه التعزيزات بعد ساعات من مغادرة الضباط والجنود المنتمين للمحافظات الشمالية للقاعدة الجوية في العند بأسلحتهم الشخصية، عقب إمهال القاعدة واللجان (المليشيات) لهم ساعات لخروجهم منها. وكانت قوات المارينز الأمريكية غادرت على متن طائرتين عموديتين، السبت الماضي، قاعدة العند العسكرية، بعد اقتحام مليشيات عبدربه منصور هادي، المسنودة من تنظيم القاعدة، مدينة الحوطة وتنفيذ عمليات إعدام جماعية في حق جنود وضباط قوات الأمن الخاصة والأمن العام والنجدة ذبحاً ورمياً بالرصاص. نجاة الصبيحي وتعرض موكب اللواء الركن محمود الصبيحي، أمس، لإطلاق نار أثناء مروره وسط مدينة الحوطة. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر مسئول في محلي لحج إن الصبيحي، والمحافظ أحمد عبدالله المجيدي، وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة علي ماطر، نفذوا زيارة للسجن المركزي في منطقة صبر مديرية تُبن، وأثناء عودتهم تعرض موكب الصبيحي لإطلاق نار من قبل المليشيات (لجان هادي)، قيل بعد ذلك إنها كانت عن طريق الخطأ، فيما قال مصدر آخر بأن مسلحي أنصار الشريعة (القاعدة) المنتشرين في أوساط اللجان هم من أطلق النار. درع الجزيرة وعلى صعيد الأزمة وامتداداتها الإقليمية، لفت وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إلى إمكانية التدخل العسكري، استجابة لطلب قدَّمه الرئيس المستقيل هادي. وقال الفيصل خلال اجتماعه مع نظيره البريطاني، تيليبر هاموند، أمس، في الرياض، إن انقلاب الحوثي يهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم، وأنه إذا لم يتم إنهاء الانقلاب سلمياً سنتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المنطقة. وفيما قال هادي، أمس، خلال لقائه بمشايخ من العوالق بشبوة، إنه لا يدعو للحرب على الإطلاق، قال الدكتور رياض ياسين، المكلف من قبله بالقيام بمهام وزير الخارجية، إن هادي طلب من الأممالمتحدة وقوات (درع الجزيرة) التدخل لمواجهة الحوثيين. وأضاف ياسين لقناة (الجزيرة) أنه سلَّم طلباً من (هادي) بتدخل قوات درع الجزيرة، وأن الرد كان إيجابياً، وأن "دول التعاون الخليجي تدرس هذا الطلب". وكان هادي طلب من مجلس الأمن الدولي، أمس الأول، في رسالة رسمية التدخل العسكري تحت البند السابع، إلاّ أن المجلس أصدر قراراً مخيباً لآمال هادي تحت البند السادس.
