قالت مصادر مصرية رسمية إن القاهرة أبلغت الرياض خشيتها من أن ما تصفه مصر ب«المبالغة» في الانفتاح على أذرع جماعة الإخوان المسلمين في الدول العربية و«محاولة الاعتماد عليها لإنهاء الأزمة» في اليمن أو لملمة الوضع في سوريا سيؤدى حتما لعواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي لأن الإخوان إذا ما وصلوا للحكم في بلدان عربية بدعم سعودي لن يهدأ لهم بال وسيسعون للسيطرة على جميع العواصم العربية. وبحسب أحد من تحدثوا لصحيفة «الشروق» المصرية «فإن السعودية نفسها ورغم السياسة الأمنية الداخلية الصارمة يمكن أن تجد نفسها في مواجهة مأزق مرتبط بالإخوان مثل كل دول الخليج العربي وفي هذا فإننا نتحدث مع الإخوة في الإمارات لمحاولة إثارة الأمر بهدوء في إطار مجلس التعاون الخليجي». وبحسب مصادر القاهرة فإن هناك حالة استياء في أوساط المعارضة السورية لتسارع وتيرة الاتصالات السعودية مع الإخوان في سوريا بدعم تركي متوازٍ مع الدعم التسليحي التركي لفصائل سورية محسوبة على الإخوان بصورة أو بأخرى. وتقول مصادر دبلوماسية أوروبية تتحدث ل«الشروق» إن العواصم التي يمثلونها أبلغت القاهرة بصورة غير مباشرة أو مباشرة أن تصور المستقبل السياسي لسوريا ما بعد الأسد لا يمكن أن يستثنى الإخوان بالصورة التي تريدها القاهرة. وبحسب المصادر الأوروبية ذاتها فإنه لا يمكن توقع أن تقابل السعودية التزايد في حراك حزب الله اللبناني لدعم بشار الأسد في سوريا دون أن تتحرك الرياض لتجييش ما تراه البديل «السني المحتمل» أي القوى السنية التي لا تنخرط تحت لواء داعش حيث ترى تحرك حزب الله «حراكا شيعيا مدعوما من إيران العدو الأكبر لها في النهاية». في الوقت نفسه، قالت المصادر المصرية الرسمية في القاهرة إنها تلقت رسائل لا لبس فيها عن ارتفاع منسوب عدم الارتياح في أوساط الفصائل اليمنية المعارضة للتمدد الحوثي بسبب تزايد الدعم السعودي لإخوان اليمن. ويقول المصدر إن قيادات الفصائل اليمنية أبلغت القاهرة عدم ارتياحها للوصفة السياسية التي يمكن أن تخرج بها الاتصالات السعودية الجارية حاليا مع إخوان اليمن، ويضيف «أظن أنهم لا يمانعون في أن يكون للإخوان نصيب ولكنهم يرون أن السعودية تتجه لمنح الإخوان الغلبة وليس مجرد المشاركة». السعوديون بدورهم وبحسب مصادر دبلوماسية عربية وغربية لا ينوون تغيير استراتيجيتهم وأفكارهم إزاء اليمن إطلاقا، ويقول سفير أوروبي في القاهرة «فيما يتعلق باليمن فإننا نعلم بكل وضوح أن الرياض غاضبة مما تراه تقاعسا من القاهرة عن الدعم، وهم في آل سعود لا ينوون الإصغاء للرأي المصري، أما في سوريا فقد يختلف الأمر قليلا، حيث ستسعى الرياض بالتأكيد لضمان دعم مصري ما، لكنها ستتحرك لصياغة شيء ما وتطلب من القاهرة دعمه ولن تتحرك بالمشاركة مع القاهرة». ويقول مصدر حكومي مصري: «إننا نبلغ السعوديين أننا نتفهم قلقهم من التمدد الإيراني وإننا نشاركهم بعضا من هذا القلق لكننا في الوقت نفسه لا نريد مواجهة قوى دينية بقوى دينية أخرى». ويقر المصدر الحكومي الرسمي بأن الرياض تتهم القاهرة بمناوأة حراكها لتجميع صياغات سياسية ذات قاعدة إخوانية في كل من اليمنوسوريا، ويقول «إننا لا نستطيع أن ندعم وصول الإخوان للحكم في أي دولة عربية، هذا ملف مغلق بالنسبة لنا». لا يتوقف المسئولون المصريون في مختلف القطاعات عن ترديد العبارات نفسها حول التوافق التركي القطري لدعم وصول الإخوان للحكم في أكبر عدد ممكن من العواصم العربية تنفيذا لما يصرون على أنه تحرك تقوم به بعض الدوائر السياسية في العاصمة الأمريكية لإيصال الإسلاميين للحكم حيث يدور الحديث عن البيت الأبيض وليس الخارجية الأمريكية في هذا السياق».