تبحث الإدارة الأمريكية عدة خيارات "عدوانية" للرد على الانتهاكات الروسية المزعومة لاتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، فيما ترفض موسكو جميع محاولات الابتزاز. وعقد وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، أمس، في شتوتغارت الألمانية اجتماعاً مع مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين أمريكيين من أجل وضع استراتيجية للتصدي "للعدوان الروسي"، وذلك قبل يومين من انطلاق أعمال قمة السبع الكبار في بافاريا الألمانية. في هذا السياق تمكنت وكالة "أ ب" من الاطلاع على جزء من تقرير أعده مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسي، بشأن الخيارات المتاحة أمام الولاياتالمتحدة، في حال خروجها من اتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى رداً على "الانتهاكات الروسية". ومن تلك الخيارات نشر صواريخ مجنحة في أوروبا أو آسيا، ونشر صواريخ بالستية متوسطة المدى مجهزة بتقنية متقدمة تتيح تصحيح مسارها بعد دخولها الغلاف الجوي مجدداً. ولم يؤكد البنتاغون صحة ما نشرته وسائل إعلام حول نيتها نشر صواريخ مجنحة في أوروبا، بل اكتفى بالقول على لسان المتحدث جوي سويرس: "جميع الخيارات التي يجري النظر فيها، غرضها منع روسيا من تحقيق تفوق عسكري ملحوظ بفضل انتهاكاتها". وكان كارتر قد حذر خلال إفادته أمام الكونغرس الأمريكي، في فبراير/شباط الماضي، من أن "الانتهاكات الروسية" للاتفاقية الموقعة في عام 1987 تعد "طريقاً باتجاهين" وتتيح لواشنطن إمكانية الرد بطريقتها الخاصة. وذكرت "أ ب" أن الإدارة الأمريكية تدرس 3 خيارات للرد على الانتهاكات المزعومة، وهي: استحداث دفاعات قادرة على اعتراض صاروخ يخرق الاتفاقية. نشر "قوة مضادة" في أوروبا تسمح بتدمير الصواريخ الروسية بضربة استباقية. الاعتماد على قدرات "الضربة التعويضية"، وهو خيار ينطوي على احتمال استخدام القوات النووية. وأعادت الوكالة إلى الأذهان تصريحات روبرت شير، أحد مساعدي كارتر المعنيين بالسياسية النووية، والذي أكد في أبريل/نيسان الماضي أنه "بإمكاننا أن نهاجم هذا الصاروخ في مكان وجوده في روسيا". أما مسؤول آخر في البنتاغون، هو برايان ماكوين، فقال في ديسمبر/كانون الأول الماضي إن هذا الخيار ينص على نشر صواريخ مجنحة في أوروبا. بدوره قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فيكتور أوزيروف، إن روسيا معنية بتطبيق اتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، لكنها في حال أقدمت واشنطن على تعزيز قواتها المنتشرة في شرق أوروبا، ستلجأ إلى دائرة واسعة من الخيارات المتاحة لتقديم رد مناسب. ونفى أوزيروف مجدداً كافة الاتهامات الأمريكية، مشيراً إلى أن واشنطن أقرت بعدم امتلاكها أدلة تثبت الانتهاكات المزعومة. وأكد أن البرلمان والحكومة لا ينظران حالياً في إمكانية الخروج من الاتفاقية. لكنه اعتبر أن محاولات ابتزاز روسيا بتهديدات حول نشر صواريخ في أوروبا عديمة الفائدة، نظراً للقدرات النووية الهائلة التي تملكها روسيا. وقال: "من المستحيل ابتزاز روسيا، بل لا بديل عن التوصل إلى اتفاق معها إلى أساس الشراكة. ويسمح مستوى جاهزية القوات المسلحة الروسية بالتصدي لأية مخاطر".