سلّمت الأممالمتحدة كلاً من المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله، مسودة وقف إطلاق النار تمهيدا لمفاوضات الكويت. تم تقديم ملاحظات الوفد الوطني على المسودة، وتأجيل الموافقة أو عدم الموافقة عليها حتى معرفة رد الأممالمتحدة على الملاحظات. في حالة التعاطي الإيجابي مع الملاحظات، سينتظر الوفد الوطني مسودة المباحثات السياسية لدراستها وتقديم الملاحظات عليها. لا صحة لما تروجه قنوات الفتنة وبعض المرجفين، بأن المؤتمر الشعبي العام يسعى لإفشال مفاوضات الكويت يوم 18 أبريل، ومقاطعتها مسبقا. الوفد الوطني المكون من المؤتمر وأنصار الله، سيحدد موقفه النهائي في ضوء مدى التعاطي الإيجابي من قبل الأممالمتحدة مع ملاحظاته على المسودتين العسكرية والسياسية، بصفتها راعيا أمميا لمفاوضات الكويت. إذا أصرت مسودة ولد الشيخ على وقف العمليات العسكرية في الأرض، واستمرار القصف الجوي بذرائع مختلفة، وتسليم المعسكرات والأسلحة إلى هيئة أركان الجيش التابع لما تُسمّى (الحكومة الشرعية)، فإنه بتلك المسودة يدق أول مسمار في نعش مفاوضات الكويت. المسودة لم تذكر الإرهاب وضرورة مكافحة الجماعات الإرهابية التي تسيطر على بعض مناطق تعز ومأرب والجوف ومعظم المناطق الجنوبية، ولو بكلمة واحدة. القراءة الأولية لمسودة وقف إطلاق النار التي تقدمت بها الأممالمتحدة من خلال مبعوثها الخاص إلى اليمن، تدل بوضوح على أن غرفة القيادة المشتركة لعمليات العدوان في الرياض وليست الأممالمتحدة هي من أعدت وصاغت مسودة وقف إطلاق النار اعتبارا من تاريخ 10 أبريل القادم. ثمة مخاوف مشروعة من أن تكون مسودة المباحثات السياسية صناعة سعودية أيضا، بهدف توظيف مفاوضات الكويت، لتحقيق ما عجز عنه العدوان خلال عام ونيف.. مع الأخذ بعين الاعتبار قيام القوات السعودية خلال هذا الأسبوع بإرسال مئات الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية وعربات المدفعية وراجمات الصواريخ، إلى الجوف ومأرب وفرضة نهم وجنوب غرب تعز وصحراء ميدي، لتثبيتها في الميدان من قبل خبراء الأممالمتحدة الذين سيشرفون على إجراءات وقف العمليات العسكرية على الأرض. لنحذر محاولات شق الصف الوطني لأنها تمهد للاستفراد بشريكي المقاومة الوطنية المناهضة للعدوان والمدافعة عن السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية، وإضعاف وإرباك موقف الوفد الوطني في المفاوضات السياسية والعسكرية من أجل وقف العدوان. المفاوضات وسيلة لوقف العدوان ومواصلة الصمود وليست غاية. الغاية التي لا يجوز التفريط بها هي وقف العدوان السعودي على اليمن، ومنعه من تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية. غايتنا الكبرى هي حماية سيادة واستقلال ووحدة الوطن، وتطهير اليمن من داعش والقاعدة وأخواتهما، ومنع الإرهاب من الحصول على ملاذ آمن في اليمن. غايتنا الكبرى هي الوفاء لأرواح الشهداء ودماء الجرحى، وتضحيات الشعب والجيش واللجان الشعبية، وعدم خيانة مطالب الملايين التي غمرت ميداني السبعين والروضة وجميع شوارع وأحياء صنعاء، صباح وعصر يوم السبت 26 مارس 2016 بمناسبة مرور عام على صمود شعبنا في وجه العدوان وجرائمه الفاشية.