ريما سنوات فقط.. ونرى السعودية وهي تناشد الدول الكبرى والهيئات الدولية لمنع اليمن وسوريا والعراق وليبيا ولبنان والبحرين.. من التدخل في شئونها الداخلية. ضمانتها الوحيدة في البقاء كدولة ونظام هي الحليف الأمريكي، وقد بدأت هذه الضمانة تهتز.. على ضوء خلفيات عدة، أهمها رعاية المملكة للإرهاب، ومسئوليتها عن هجمات 11 سبتمبر الإرهابية. الرئيس الأمريكي الحالي، والمرشحون الأوفر حظاً لخلافته، يصرحون بدرجات متفاوتة من الصراحة أن العلاقة "الكاثوليكية" بين البلدين لم تعد اليوم استراتيجية كما كانت عليه منذ ثمانية عقود. "الأمر معقد" حسب وصف الرئيس أوباما للعلاقة الراهنة بين البلدين، في مقابلته مع مجلة "دي أتلانتيك"، والتي اتهم فيها السعودية بزعزعة أمن المنطقة، ونشر التطرف والتزمت والإرهاب على المستوى العالمي، وإفساد إسلام الدول المسلمة ك"إندونيسيا". أصبحت هذه قناعة معظم النخبة السياسية الأمريكية تجاه السعودية، واكتفاء بآراء الخلفاء المرشحين، للرئاسة الأمريكية، أعلنت الديمقراطية "هيلاري كلينتون" تأييدها لمشروع قانون مساءلة المملكة عن غزوة مانهاتن، وتقديم المملكة كمتهمة ومسئولة أمام القضاء الأمريكي. بشكل أكثر حدة اتهم المرشح الديمقراطي الآخر "بيرني ساندرز"، العائلة السعودية الحاكمة بتمويل "الوهابية المتشددة التي فرّخت القاعدة وداعش وتنظيمات متطرفة.. خرجت من رحم هذه الأيديولوجية الأصولية، مضيفاً: " أعتقد، تماماً، أن المملكة السعودية تلعب دوراً خطيراً جداً في إثارة الأصولية في جميع أنحاء العالم". مرشحو الحزب الجمهوري أكثر حدة ومكاشفة، بدءا ب"تيد كروز" الذي يعارض السياسة السعودية في إسقاط أنظمة المنطقة، وهو وإن كان يتحدث بدبلوماسية عن منابع الإرهاب الإسلامي، لكنه يحمل نفس الرأي المبدئي للمرشح الجمهوري الآخر والأكثر إثارة للجدل، "دونالد ترامب". هذا الأخير يرى بحق أن السعودية لا تستطيع البقاء إذا لم تقم الولاياتالمتحدة بحمايتها، وأن عليها دفع المال (الجزية) لأمريكا لقاء حمايتها من الزوال.. وصولا إلى تأكيد دورها في هجمات 11سبتمبر، مضيفاً بأسف: "لقد هاجمنا العراق، ونحن نعلم أنهم ليسوا من أسقط مركز التجارة العالمي.. كما لو أنه يقول: كان يجب أن نبدأ بالحرب على الإرهاب بإسقاط النظام السعودي.