أمام تحالف أقذر قذارات الكون والتاريخ الذي تقوده أقذر عقول الجريمة، فإن السؤال: لماذا قصفوا مجلس عزاء آل الرويشان؟ أو لماذا يقصفون مجالس العزاء والزفاف أصلاً؟ وما هي، أو من هم الأهداف من الشخصيات العسكرية الذين استهدفهم العدو وحجمهم، وحجم العوائد العسكرية على حربه حتى لا يكترث بقتل مئات الأبرياء؟ الانزياح مع هذا السؤال، في الحالة السعودية العدوانية الإجرامية، غباء.. والانشغال بالبحث عن إجابات أسوأ من السؤال نفسه. الإجرام السعودي الإماراتي الخليجي، الذي يملأ أفقنا وكل تفاصيل حياتنا في الليل والنهار منذ ما يناهز العشرين شهراً، ظاهرة إجرامية خارج قواعد المنطق والأهداف والغايات.. إجرام لا تحركه الضرورات ولا تستحثه السياسات والاستراتيجيات وأهدافها المنشودة؛ إنه إجرام لمجرد الإجرام، قتل لمجرد الرغبة في إشباع جوعهم النفسي المزمن للقتل، وتمزيق الأجساد، وتلوين التراب بالدم. لماذا اليمنيون؟ لأننا الشعب المسكوت عنه، لأننا الدم المستباح بتواطؤ حثالة الارتزاق والخيانة (هادي ومحسن واليدومي والعتواني والعرادة والمخلافي وياسين نعمان والعليمي) وبقية الديدان البشرية المغلولة من أمعائها على جفنة (اللجنة الخاصة) والمستنقعة في وحل الشرعجية الفندقية. بلا سابقة وبلا ذنب.. ولكن لمجرد أن صبية الحكم الدمويين في الإمارات والسعودية أرادوا أن يشيِّدوا من نقصهم التاريخي إمبراطوريات متخيلة، ولم يجدوا سوى جارهم الفقير الذي أمنوا من مساءلة العالم عن دمه فأطلقوا براكين شرورهم نحونا. ترسانة المال والسلاح مدعومة بترسانة النقص وعمى البصيرة عن قراءة التاريخ، قتلت منا الكثير غيلة وجبناً وغدراً، لكنها في المقابل شيدت لمستعمرات النفط الطارئة جسراً للزوال. يراهنون على قدراتهم في شراء السلاح المصحوب بصمت البائع وميوعة الأعراب الأشد نفاقاً، ونراهن على دمنا الذي سيسحقهم، وعلى الرجال البواسل وعزائمهم الأشد فتكاً من f16 والإبرامز وصناديق المال والمرتزقة.