تعاني يا حكومة..ها هي ترقد في أحد مستشفيات القاهرة تحت وطأة مرضٍ عضالٍ أنهك روحها وجعلها رهينة الألم والأمل. هذه ال مها خدمت الوطن أكثر منكم، وبأقل التكاليف. يا رئيس الوزراء.. يا وزير المالية.. يا حكومة الوفاق.. يا كلّ من يقدر على فعل شيء،هذه مها البريهي، قدَّمت الكثير لهذا الوطن ولديها منجزٌ تفاخر به.. فالتفتوا إلى من يعمل بصمتٍ أثابكم الله. لو لم يكن في رصيدها سوى تلك الفلاشات السياحية التي كانت تُقدِّمها بصوتها لكفاها ذلك، فقد كانت تحرص على إظهار اليمن بوجهه الجميل الذي يليق به.. بعد أن ساءت سمعة اليمن ولم يعد هناك شيء قادر على ترميم الصورة المشروخة التي انطبعت في أذهان الآخر عن هذا البلد الجميل، الذي لا ذنب له سوى عقوق أبنائه والتنكُّر الدائم له. لماذا الحكومات-دائماً- لا ترى الرائعين !! لماذا لا ترى سوى اللصوص والمُبتزِّين الذين يساومونها مقابل عدم تفجير أنبوب نفط، أو ينهبونها مقابل إطلاق سراح سائح تم اختطافه في غفلة من عيون الدولة، التي كنا نقرأ في مناهج زمان أنها العين التي تسهر لينام المواطن مطمئناً.
مها البريهي تمتلك قطعة أرض بمساحة خمس لبن، هي كلُّ ما لديها، وتعبت كثيراً حتى استطاعت شراءها.. كانت تحلم ببناء بيتٍ على هذه الأرض، يضمُّها هي وأسرتها لتستقرَّ، بدلاً من التنقُّل في بيوت الإيجار.. وحين أصابها المرض عرضت هذه الأرض للبيع، ووضعت رقم ابنها ليتواصل معه الراغبون في الشراء، وقالت إنها ستبيع الأرض، التي ليس لديها سواها، كي لا تضطر إلى أن تمدَّ يدها لأحد. فماذا أنتم فاعلون!!