ما زالت الأزمة العراقية هي القضية الرئيسية في تغطية الصحف البريطانية الصادرة الجمعة للقضايا العربية وقضايا الشرق الأوسط. والبداية من صفحة الرأي في صحيفة الديلي تليغراف، حيث نطالع مقالا للسفير السعودي لدى بريطانيا الأمير محمد بن نواف آل سعود بعنوان "الهجمات الجوية الأمريكية ستكون تصريحا بالقتل لجيراننا المسلمين". ويقول الأمير في مقاله إن الوضع المتفاقم والمنذر بالخطر في العراق أمر مثير للقلق بدرجة كبيرة. ويضيف أنه على الرغم ما أسماه "بالادعاءات الكاذبة" ضد المملكة العربية السعودية من الحكومة العراقية التي يقول أن سياساتها الإقصائية تسببت في الأزمة الحالية، إلا أن المملكة ظلت تؤيد وتدعم سيادة ووحدة العراق. ويضيف أن السعودية ترفض أي تدخل أجنبي، ولهذا فأنها تنظر بغرابة إلى دعوة رئيس الوزراء العراقي للرئيس أوباما والحكومة الأمريكية لشن هجمات جوية على مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام. ويقول إن الهجمات الجوية لن تقضي على المتطرفين، الذين لا تدعمهم السعودية، ولكنها ستكون بمثابة "تصريح بقتل" لكثير من المدنيين العراقيين والأسر البريئة. ويصف السفير السعودي هذا الطلب من الرئيس أوباما بأنه "جنون يكشف عن حكومة لم تعد ترى بوضوح ولم تعد تهتم بشعبها" الذي عينت أصلا لخدمته والعناية به. ويشدد الأمير بن نواف على مايراه حجر الأساس في سياسية حكومة بلاده في هذا الصدد المتمثل في سعيها الحثيث إلى "السلام والاستقرار للمجتمع الدولي ومنطقتنا وبلادنا و(ابناء) شعبنا ، شيوخا أو شبابا، رجالا أو نساء، سنة أو شيعة". فرصة وننتقل إلى من صحفيفة التايمز وتحليل لكاثرين فيليب بعنوان "المالكي يحول الأزمة العراقية الى فرصة" له. إلتقى المالكي زعماء من الشيعة والسنة يوم الثلاثاء في محاولة لإظهار تماسك الوحدة الوطنية. وتقول فيليب إن الولاياتالمتحدة أوضحت إنها تريد أن يستقيل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ولكن جعله يمتثل لرغبتها أمر مختلف تماما. وتقول فيليب إن واشنطن اخفقت مرارا في اجبار المالكي على تنفيذ ما تطلبه حتى في أوج تدخلها العسكري عندما كان لديها أكثر من 300 ألف جندي على الارض. والآن مع رحيل القوات الامريكية، أصبح نفوذ الولاياتالمتحدة في أقل صوره. وتضيف أن تقدم المسلحين جنوبا تعثر في الأيام القليلة الماضية، نظرا لعدم وجود مناطق حاضنة لهم هناك، وقد طلب العراق من واشنطن شن هجمات على المسلحين، ولكن لم يعد لها حاجة ماسة الآن لمنع هجمات على العاصمة. وتقول فيليب إن المالكي يغتنم الأزمة، مستخدما تهديد المسلحين السنة لحشد الشيعة وراءه، مصورا نفسه على أنه القادر على انقاذهم من كارثة هو شخصيا مسؤول عنها إلى حد كبير على خلقها. وترى فيليب أن تعمق الفجوة المذهبية والطائفية أدى بالساسة الشيعة الذين طالبوا سابقا بإقالة المالكي إلى تأييده ودعمه. وتقول فيليب إنه حتى الآن لا توجد أي مؤشرات على أن المالكي سيحاول التقارب مع السنة ومنحهم حصة من السلطة. وقد أوقفت رسميا المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات ابريل/نيسان. وتضيف أن المالكي إلتقى زعماء من الشيعة والسنة يوم الثلاثاء في محاولة لإظهار تماسك الوحدة الوطنية، وانتهى الاجتماع بتبادله كلمة واحدة فقط مع أرفع مسؤول سني في الاجتماع وهو أسامة النجيفي. تقول فيليب إن البيان الصادر في نهاية الاجتماع أظهر تأييدا كبيرا للمالكي "من دون أي كلمة لوم لسياساته الاقصائية الطائفية". ونقلت فيليب عن البروفيسور توبي دودج الاستاذ في كلية لندن للاقتصاد، الذي أعد كتابا عن حكم المالكي السلطوي، إن المالكي لا يمكن أن يغادر السلطة طواعية. وتقول فيليب إنه في حال استقالة المالكي، فإن بديله سيكون من ائتلاف دولة القانون، التحالف الشيعي الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات ابريل/ نيسان، وسيتطلب موافقة رجال الدين الشيعة. الإمارات تساعد الاصلاح في مصر تعهدت الامارات والسعودية والكويت بتقديم مساعدات تقدر ب 16 مليار دولار على الاقل للرئيس المصري المنتخب حديثا عبد الفتاح السيسي ونقرأ في صحيفة الفاينانشال تايمز تقرير بعنوان "الإمارات توظف مستشارين لمساعدة الاصلاحات في القاهرة". ويقول التقرير، الذي اعده سيميون كير وهبة صالح، إن الإمارات تحول مساعدتها لمصر من المساعدات المباشرة الى تطوير القطاع الخاص، حيث تسعى الى المساعدة في بناء قواعد اقتصادية أقوى في البلد العربي المحوري. ويقول التقرير إن أبو ظبي والسعودية اللتين تنظران إلى مصر بوصفها الخط الأمامي في معركتهما ضد المد الاسلامي، وقررتا الحفاظ على الاستقرار المادي للبلاد خلال الصيف. وتقول الصحيفة إن مطلعين على الأمور يقولون إن ابو ظبي استعانت بخدمات شركة لازاد للاستشارات المالية لمساعدة القاهرة في إدارة ديونها. وتقول الصحيفة إن الإمارات، التي تعد واحدة من أقوى الأصوات في المنطقة ضد الإسلام السياسي، تعهدت مع السعودية والكويت بتقديم مساعدات تقدر ب 16 مليار دولار على الأقل للرئيس المصري المنتخب حديثا عبد الفتاح السيسي الذي أطاح بالإخوان المسلمين من الحكم. وتضيف الصحيفة أن بعض المساعدات الخليجية لمصر جاءت في صورة منتجات نفطية للمساعدة في الحد من ازمة الطاقة وانقطاع الكهرباء في أشهر الصيف الحارة. وتقول الصحيفة إن محللين ورجال أعمال يرون أنه مع توقع أن يصل العجز في الموازنة في مصر في العام الذي يبدأ في يوليو/تموز الى 12 بالمئة، لا يمكن لمصر تجنب إجراء اصلاحات اقتصادية والاعتماد على المساعدات الخليجية. وترى الصحيفة أن من بين الاصلاحات الرئيسية التي يجب على مصر اتخاذها الحد من الدعم على الوقود الذي يمثل خمس الإنفاق الحكومي.