دائماً ما نسمع من الذين عاشوا في دوله الجنوب قبل أن تقام ما سميت "الوحدة اليمنية" ونرى هؤلاء وهم يتغنون ، بها ويتحلون في ذكرها ، وكأنهم يصفون معشوقتهم الجميلة التي اختفت .. وبينما هم في وصفهم خطر في بالي تساؤلا ! ما هو أجمل ما أحبوا في هذه المعشوقة الجميلة "دولة الجنوب سابقاً" ؟!!! كانت إجابتهم لي بشيء ليس مستحيلاً في أعراف الدول ومطالب مواطنيها .. لكنه مستحيل في ظل وجود احتلال قبلي همجي متخلف للجنوب .. فقد كانت إجابتهم : هو شعورنا "بالأمن والأمان" .. هاتان الكلمتان المتلازمتان لبعضهم ولا نستطيع فصلهما عن بعضهما فاذا فصلنا الاولى عن الثانية اختلت الثانية وذهبنا بها الى مسرح الجريمة والبلطجة .. فاذا وجد الأمن توفر الأمان الذي يتمناه كل مواطني الجنوب ويحلم بأن يعيش في وطن مبني على النظام والقانون .. وهذا ابسط ما يحلم به مواطن وما يمكن ان يوفره وطناً لأبنائه .. واتسأل هل ضياع الوطن منا هو وراء شعورنا بفقداننا الأمان او انه يعود الى بعض ابناء هذا الوطن الذي لم يكنوا له الحب والوفاء .. بل جسدوا مصالحهم ومكاسبهم في افساد هذا الوطن وعملوا مأجورين على تدمير سكينة الوطن .،والذهاب به الى مسرح الجريمة كي يجلسون على مقاعد هذا المسرح مع أسيادهم ينتظرون أن تفتح الستارة ويتمتعوا بالنظر لهذه المسرحية العبثية بأمن الوطن والمواطن .. ؟!!!
هؤلاء احبوا مصالحهم أكثر من حبهم لهذا الوطن الغالي وذهبوا به الى فوهة بركان مشتعل غير سألين فيمن يموت او يعيش.. أرواح تُرهق دون ذنباً اطفالاً ونساء وشيوخ وشباباً بعمر الورد تضيع وتزهق ارواحهم بسب مطامع وسياسات اشخاص لا تعرف قلوبهم الرحمة والإنسانية .. كم من روح طيبه ذهبت تحت وطأة -ما يسمى- بالإرهاب الذي ظهر الينا بإشكاله المتنوعة سوى أكان إرهاباً تحت مسمى ديني والدين بريءً منهم أو إرهاباً في نشر السلوكيات السيئة من بلطجة وسرقات ونشر المخدرات بين ابنائنا وما شابه ذلك .. وهنا اتساءل ايضاً هل نشرت هذه الاشياء من قله الوازع الديني او شعور بعض شبابنا بالإحباط واليأس والضياع والنظرة التشاؤمية للمستقبل ؟! دعونا نسال أنفسنا هل العيب بهذا الوطن ام العيب فينا لأننا لم نعطي لهذا الوطن الغالي مكانته وقدره الكافي في قلوبنا . ولم نستطيع أن نحميه ممن اراد احتلال واخراب هذا الوطن الغالي علينا بل كنا في أحيان كثيره معاول هدم للوطن . فإن لم نكن أمنا وأمان للوطن والمواطن فسنضيع كل شيء .. تعالوا جميعاً يامن احببتوا هذا الوطن نضع ايدينا بأيدي بعض ونشد عليها ونعمل معاً على نزع كل شوكه مضره به . ونزرع المبادئ والقيم العظيمة في قلوب زهور المستقبل لكي تتفتح وتزين هذا الوطن الغالي ونحقق الأمن والأمان في سبيل ودرب استعادة الحلم المنشود ومستقبل دولة الجنوب ..