التطوع هو العمل الذي يقوم به اي فرد او مؤسسة او جمعية سواء كانت اهلية او حكومية بدون اي مقابل او مردود مادي وذلك للاسهام في تطوير وتنمية المجتمع وكذلك للشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع الذي يعيش فيه ذلك الفرد او الجماعة بما يعزز روح الانتماء والحب للوطن, ولا يقتصر العمل التطوعي على الاعمال المادية او العينية او البدنية بل يشمل كذلك التطوع الفكري والثقافي والتوعوي واحيانا التطوع بالخبرة الفردية, وقد يكون الشخص المتطوع قد ساهم او سخر نفسه او جزء من وقته او ماله وبدون اجبار من احد ولكن عن قناعة ورضاء لمساعدة المجتمع للقيام باعمال تتطلب الجهد والوقت ووفرة في الايادي العاملة, هنا يكون لهذه الاعمال الحاجة الماسة لجعل كل قوى وطاقات المجتمع تنصب في اتجاه التنمية والمشاركة المجتمعية الشاملة . وفي حال تم دمج فئات كثيرة ومن مختلف الاعمار في جوانب تطوعية عديدة فان ذلك يزيد من التفاعل والتواصل بسهولة ويسر بين كل افراد المجتمع الواحد كما يؤصل لثقافة المشاركة مع الاخرين في الاعمال الجماعية ويحد بشكل اكبر من الرغبة الى الفردية ويبعث الثقة والفخر والاستقرار الاجتماعي والنفسي للمجتمع ككل وكذلك تتغلب نزعة الانتماء للوطن والمجتمع على النزعة الانانية الشخصية . ويعتبردور الشباب مهم ومحوري ومن اهم السبل المستخدمة في الاعمال التطوعية في المجتمع, وصارت الحاجة ماسة بشكل اكبر في وقتنا الحاضر نظرا لتعقد وصعوبة ظروف الحياة اليومية وزيادة احتياجاتها بشتى الجوانب , فلهذا فان فئة الشباب هي اكثر الفئات التي ممكن لها ان تنجح في جعل العمل التطوعي مفيد ومثمر ويعطي نتائج ايجابية في اوقات قياسية وذلك لوجود طاقات فائضة لديهم ومن المهم شغل اوقات فراغهم و توجيهها للاعمال المفيدة والخيرية. ويتميز الشباب ايضا باندفاعهم وحماسهم وتسلحهم بالقوة والنشاط وكذلك قدرتهم على ايجاد طرق قد يكون الابداع جزء رئيسي في تنفيذها , ويعزز لديهم الشعور بالمسؤولية والانضباط وحب العطاء. وعلى جميع المؤسسات سواء كانت اهلية او رسمية والتي توجد لديها الرغبة للمشاركة في الاعمال التطوعية ان تقوم بتعريف المتطوعين باهمية وفوائد ما سيحققه عملهم التطوعي، وكذلك زيادة نشر ثقافة التطوع عبر الاعلام بشتى وسائلة والقاء المحاضرات وتوزيع بروشورات تثقيفية والمساهمة في إيجاد التسهيلات وتذليل الصعوبات ومنح الحوافز ورحلات الترفيه للمتطوعين وكذلك دمج المتطوعين في اطار جمعيات ومؤسسات ومراكز لتسهيل تجمعاتهم والاستماع الى ارائهم والمساعدة في تطبيق بعض مقترحاتهم التي ستؤدي الى الاسراع في الاستفادة من نشاطاتهم التطوعية. وبأعتقادي ان العمل التطوعي يعد جانب من جوانب تقدم الشعوب ورقيها فكلما زاد تطور شعب ما زاد انخراط افراده في الاعمال التطوعية وزاد ايمانهم بأن هذه الاعمال التي يقومون بها قد تساعد بشكل سريع في تطور مجتمعاتهم. لا شك اننا بحاجة ماسة للتوعية وشحذ طاقات الشباب للقيام بالاعمال التطوعية بما يؤدي الى نشر هذه الثقافة واحترام الاعمال التطوعية وجعلها ميزة لمن يؤديها, ففي كثير من البلدان المتحضرة تعتبر المساهمة المجتمعية والتطوع جزء من نقاط القوة للفرد عندما يتقدم للحصول على وظيفة او فرصة عمل.