تحل علينا مناسبة الذكرى الحادية والخمسين لثورة الرابع عشر من اكتوبر الخالدة في ظروف مأزولة لم يسبق لها مثيل وفي هذه الاثناء تتداعى الخواطر .. كما ان اسئلة حائرة وكثيرة تلح على الاذهان سيما على ما يبدو في عقول الجيل الجديد ولعلها تبحث عن اجابات عليها.. ولسنا بصددها الان وعن الاهمية التاريخية لهذه الثورة من المفيد ان نشير الى ما حملته من قيم ومبادئ وادبيات الثورة في هذه المناسبة .. والتي نعتبرها استثنائية في الزمان والمكان.. حيث يحتشد شعبنا الجنوبي بهذه المناسبة ومن كل المحافظات الجنوبية والشرقية والمكان – عدن .. هذه المدينة الفاضلة ... الذي كانت وما زالت وستظل الملاذ الآمن والعاصمة الابدية لجنوبنا الجديد القادم الذي يرسم لوحتها ابناء هذه الشعب العظيم الذي لم تقهره قوى الظلم والظلام .. إنها عدن قاهرة الغزاة. ان ثورة 14 اكتوبر احد اهم الاحداث التي شهدها الوطن العربي في تاريخه الحديث .. بل انها من كبريات ثورة التحرر الوطني في العالم أجمع ، حيث كان لها تأثيرها العميق في تغيير موازين القوى في العالم ومثلت نهاية للحقبة الاستعمارية . ومنعاً للالتباس ومحاولات التشوية التي عرفناها خلال سنوات مضت فلا بد من التذكير بأن هذه الثورة انطلقت اساساً من اجل استعادة الحرية ثم لإحداث تغيير في وجه الحياة مناجل اعادة بناء الانسان والارض والتحرر من الجهل والفقر والمرض والعزلة. ومن اهم انجازاتها : استعادة الحرية المسلوبة منذ 19 يناير 1839م. انجاز الاستقلال الوطني الناجز اجلاء قوات الاحتلال الاجنبي . اعادة توحيد مناطق الجنوب العربي في ست محافظات . ومن اجل مشاهد الايام التي تلت انتزاع الاستقلال. ان قادة الثورة كانوا يواصلون الليل لعقد اتفاقية الصلح بين القبائل والمناطق وتجميد الثأر ذلك كي يسعد الجميع ويتفرغ لمعركة البناء والإعمار واستبشرت الجماهير بذلك خيراً وكان سرعان ما تشوش المشهد وفي هذه التناولة السريعة من انصاف الاشارة الى ان ابطال الثورة من سائر الفصائل احتلوا مكانة رفيعة في الوجدان العام ، فهم قد قدموا النموذج وتحلوا بالفداء والشجاعة واتصف غالبيتهم بنكران الذات والتحرر من المنافع الشخصية . اما الاخطاء والخطايا التي عرفناها بعد الاستقلال فإما انها في تقديري "نتيجة للاختراقات او غياب الديمقراطية واصرار بعض الاجنحة على رؤيتها وترتب على ذلك الغاء الأخر بكل المساوى المدمرة لذلك الالغاء وفقدان صف عريض من القيادات وذلك الاضطراب الذي اصاب قيم الثورة . حتى جنود الاحتلال اعترفوا في شهادات منشورة وانطباعات لهم بتميز الاداء النضالي للأبطال ... قال احدهم عن ابطال ثورة ردفان عام 1964م. ( انهم شجعان الى ابعد الحدود يعرفون جيداً طبيعة بلادهم الصخرية واضاف.. هم بارعون في المناورة وفي نصب الكمائن وسرعة الانتقال من موقع الى موقع اخر وقال ايضاً عن مقاتلي وابطال الثورة). (انهم كانوا يختفون في كهوب ويحتمون فيها ويحاربون ببسالة كلما كانت البادرة في ايديهم يستميتون في مواقعهم مع الغارات الجوية ولا يتزحزحون عنها). في الوجه الاخر من الصورة المشرقة . هل يمكن نسيان كيف دهش الوفد البريطاني في محادثة جنيف بشأن الاستقلال وفوجئ بأن المفاوض الجنوبي استعد بكل شيء من حجج ومن وثائق وخرائط ونحو ذلك واتبع اسلوباً في المحادثات لم تكن معه أمام الطرف الاخر سوى التسليم بحق شعبنا في الاستقلال .. وللحديث بقية. تحية لثورة 14 اكتوبر في عيدها السنوي .. وتحية عطره لأبطالها الميامين...