أفادت مصادر دبلوماسية أن قادة عسكريين من حول العالم سيجتمعون غدا الأربعاء في العاصمة السعودية لتقييم مسار الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف ب"داعش". وقال مصدر دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية إن اللقاء الذي يستمر يومين ويأتي استكمالا لمحادثات أجريت سابقا، سيجمع "كل الدول المنخرطة" إلى جانب الولاياتالمتحدة في الحرب ضد التنظيم المتطرف، بما في ذلك دول الخليج. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "أعتقد أن الاجتماع سيكون بمثابة تقييم عام للوضع الذي نحن فيه ولما يتعين فعله الآن". من جانبه، قال مصدر دبلوماسي آخر إن الاجتماع "سيكون أقرب إلى لقاء لتبادل المعلومات" وفرصة للتنسيق، وليس منتدى يتم خلاله اتخاذ قرارات حاسمة. وتتزامن هذه المحادثات التي تجرى على مستوى قادة الجيوش ونوابهم، مع الصعود المثير للتنظيم المتطرف في ليبيا بعد أن سيطر على أراض واسعة في العراقوسوريا. وكثفت الدول العربية غاراتها التي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية منذ مطلع فبراير حين وزع التنظيم شريطا يظهر احراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا داخل قفص حديدي. كما نفذت مصر أمس الاثنين سلسلة غارات استهدفت مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا على خلفية قتل التنظيم 21 قبطيا ذبحا بكل وحشية. وبث تنظيم الدولة الإسلامية الأحد تسجيل فيديو يصور قطع رؤوس 21 مصريا مسيحيا مما جر مصر بشكل مباشر إلى الصراع في ليبيا وأثار قلقا من امتداد نفوذ الإسلاميين المتشددين الذين ينشطون بالفعل في سورياوالعراق. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، في بيان مساء الاثنين، أنه تقرر عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن غد الأربعاء، مشيراً إلي أن وزير الخارجية سامح شكري سيجري مشاورات تمهيدية مع سفراء كل من السعودية والأردن والبحرين والإمارات في إطار التنسيق المشترك ولوضع استراتيجية للتحرك تمهيدا لعقد الجلسة الطارئة. وتوجه شكري إلى نيويورك لقيادة التحرك الدبلوماسي في الأممالمتحدة وحشد الدعم الدولي الداعم للتحرك في ليبيا ضد الإرهاب، كما طالب الرئيس المصري بدوره بتفويض أممي لمحاربة داعش في ليبيا. وعقد شكري اجتماعا في نيويورك مع مندوبة الأردن باعتبارها العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، ومع مندوب ليبيا بهدف التنسيق والتحضير للتحرك المرتقب في مجلس الأمن لبحث الحادث الإرهابي وتداعياته وسبل مواجهة خطر الارهاب في ليبيا باعتباره يهدد الأمن والسلم الدوليين. كما أبدت دول الخليج بدورها دعمها الكامل لمجهودات دول المنطقة في مكافحة الإرهاب، حيث أرسلت الإمارات العربية المتحدة سربا من سلاح الجو التابع لها لدعم غارات الجيش الأردني على معاقل داعش في سوريا. وقالت الإمارات اليوم إنها تقف إلى جانب مصر في حملتها على الإسلاميين المتشددين في ليبيا بعد قتل 21 مصريا هناك ودعت إلى اجتثاث تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة.