مساحة الحرب هي في الوقت الضائع خصوصاً بعد ان انتقلوا من ساحة الحرب الى طاولة الحوار في جنيف برعاية دولية. وتعز لم تسقط في المهلة المحددة قبل انعقاد مؤتمر جنيف لتقوية موقف صالح والحوثيين في جلسة المشاورات وتم إسقاط محافظة الجوف وقبلها محافظات كثيرة في كل اتجاه.
تعز لم تسقط رغم الحصار الإقتصادي على مداخلها لأجل ان ترفع راية الإستسلام لقوات صالح والحوثيين .
الإصرار على اسقاط تعز في الواقع السياسي ان من يحكم تعز حكم اليمن وَاذا لم تحكم تعز انت لا تحكم اليمن لذلك تعزيزات قوات صالح والحوثيين تصل اليها من كل اتجاه لأجل اسقاطها من خط صنعاءتعز وخط الحديدةتعز ولم يتحقق لهم ذلك انصدموا في مقاومة شرسة بحسب مراقبين سياسيين محليين وعرب واجانب ولم يتوقع ذلك الكثير ايضاً لأن ابناء تعز يغلب عليهم الطابع المدني الثقافي واسلحتهم في بيوتهم يعتبرون حملها جزء من شخصية التخلف لكنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على حمل السلاح لأسباب عديدة مذهبية وتاريخية وسياسية وطارئة على المحافظة.
ما عدا المختصين في هوية تعز وتاريخها الثقافي والاجتماعي والوطني يدركون مكامن القوة لديها في السلم والحرب.
تعز الثقافة والفكر السياسي والوطني لها ثقل وتأثير على المشهد السياسي حتى وان تم إقصائها من أن تقود الدولة لأسباب متعددة منها المذهبية والمناطقية والإجتماعية تبقى تعز هي المؤثرة بحكم التعليم والفكر الوطني والسياسي ولدى ابنائها ولاء كبير لها وللوطن ومنذ ازل التاريخ الا من كان حامل مباخر وجزء من مافيا الوطن والقرصنة.
الرئيس السابق علي عبد الله صالح يدرك ذلك جيداً حين انطلق الى حكمه منها ومنها سقط حكمه والامام احمد جعل منها عاصمة لتقوية حكمه واستمالة قلوبهم خوفاً من تمردها
وجعلتها الدولة الرسولية عاصمة للحكم على مساحة حكم هذه الدولة من حضرموت جنوبا وشرقا الى مكه شمالاً وغرباً في عصرها.
وتعز كسرت شوكة الأتراك وحصون تعز شاهدة على ذلك ومدفن جنهم في بني خيله جبل حبشي بحربهم مع بني الشيخ عبد الصمد المختار الهاشمي شاهد على هذا التاريخ حين اردوا ان يأخذوا اوقاف الشيخ عبد الصمد المختار لخزينتهم الخاصة بدلاً من ان تكون للخير والمساجد دفنوا 70 من عساكر الأتراك في مدفن جهنم مما جعل الأتراك ومعهم مرتزقة من المشائخ يتآمرون عليهم وعلى نهب أراضي الأوقاف كما يحصل الان بمسميات متعددة .
تعز هي حمير ومذحج والمعافر وكنده والسادة الاشراف : ابطال مخلاف شرعب واسود جبل ذخر( جبل حبشي ) وشجاعة سامع والوزاعية وحمير وموزع مقبنة وصبر صبر وحلم ماوية والتعزية والجند سكاسك كنده والجند تاريخ دخول الاسلام الى اليمن جامع معاذ بن جبل ومعافر هي الحجرية العريقة يعفر بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر ( هود عليه السلام) ومنها ملوك الدولة العامرية في الأندلس والمعافر تاريخياً كل مديريات الحجرية سامع وحيفان وجبل ذخر (جبل حبشي) والوازعية والصلو وخدير والمواسط والقبيطة والمقاطرة والمعافر والشمايتين
تعز قلعة المقاطرة التاريخية بشموخها ونضالهم ضد الأتراك وانتفاضتهم ضد الحكم الإمامي
الحجرية ذات المخزون العلمي والأدبي والمهني لليمن الحجرية كوادرها تصدر الى ارقى الجامعات والمستشفيات العالمية والإدارة . كان البريطانيين تقلقهم تعز وهي تمد احرار الجنوب ضد الاستعمار بالأسلحة من مخازن صاله والدعم المعنوي القتالي من إذاعتها في الجند وكانت مقر لحركات الجنوب وعقد اللقاءات الوطنية ومنها انطلق القائد عبد الرقيب عبد الوهاب والقائد محمد صالح فرحان لفك حصار السبعين عن صنعاء.
تعز ثقافتها ومدنيتها هويتها وفخراً لها حتى وان ظهرت ثقافة السلاح والحرب لأسباب الكل يعرفها سوف تعود سريعاً الى طبيعتها وثقافتها الأصيلة ، حاولت أجهزة المخابرات ان تذبح أفراد من هذا الطرف والطرف الاخر لكي تشوه سمعة تعز ويتكالب العالم على ابنائها انهم دواعش لكن أبناء الوطن والعالم يدركون من هي تعز وثقافة ابنائها ونقل أبنها حقيقة هويتها وثقافتها ومعاناتها الى العالم بكل اللغات التي هي جزء من ثقافة ابنائها وفخر للوطن .
الان وصلنا الى الوقت الضائع من الحرب الى حوار جنيف الذي قد يخرج الى سلام قد يكون لصالح طرف او لصالح الجميع او لصالح الوطن او قد يفشل حوار جنيف في إيجاد حل سياسي وتستمر الحرب وتكون أقوى مما عليه الان .
والألم على الجرحى والأبرياء الذين سقطوا في هذه الحرب في عدنوتعز ولحج والضالع وصنعاء وصعدة وأبين وشبوة ومأرب والجوف والبيضاء وذمار واب والحديدة وكل المحافظات وعلى الجوعى والمشردين من وطنهم .
وسبق ان حذرنا كل القوى السياسية وقراصنة الحرب في مقالات سابقة ( قدموا تنازلات سياسية لأجل الوطن حتى لا يتحول مواطنيكم الى لاجئين في الاوطان ) هذا ما حدث للأسف .
اليمن شعب مسلح ومستحيل ان يحكم هذا الشعب بقوة السلاح وكما نصحنا قبل هذا الحرب ان للحرب فاتورة يدفعها الشعب والوطن وفي الأخير لن يكون الا العودة للحوار والحل السياسي .
ان قوى التحريض الطائفي والإرهاب من داخل الوطن وخارجه تسعى الى ان يكون اليمن ضمن قائمة دول الحروب الطائفية في المنطقة لتدمير نسيجه الاجتماعي وطمعاً في موقعه الجغرافي الاستراتيجي وللاسف ان تجد بعض أبناء الوطن مجند لهذه الاجندة الخارجية .
ان الحرب هي دمار الاوطان وان المشاريع الطائفية والمذهبية والقبلية نماذج فاشلة لاتبني دولة حديثة وهناك مخرجات مؤتمر حوار وطني ومبادرة خليجية وقرارات دولية ذات صلة تطبيقها يَصْب في مصلحة الوطن واستقراره واستقرار المنطقة ويمكن التعديل في الملاحظات على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وفق هيئة الرقابة على المخرجات بتوافق سياسي مسؤول بعد ان توسع عضويتها بحسب طلب القوى السياسية .
ان جرح الوطن عظيم وان مساحة الجرح تتسع ان لم يكن هناك علاج من ساسة الحنكة والحكمة وليس ساسة العمالة والسذاجة التي تقود الوطن للكارثة