دخلت الحرب على المتمردين الحوثيين في اليمن منعطفا جديدا، مع ارسال دول خليجية الالاف الجنود الاضافيين المزودين بالأسلحة الثقيلة، الى أرض المعركة، ما يشير إلى أن التحالف العربي عازم على حسم المعارك بريا بعد اضعاف قدرات مليشيات جماعة أنصار الله الشيعية ومليشيات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأكدت صحف خليجية أن التعزيزات قد أرسلت بشكل أساسي الى محافظة مأرب شرق صنعاء، حيث تدور اشتباكات عنيفة ومحورية مع الانقلابيين الشيعة. ولم يصدر تأكيد رسمي من السلطات في الدول المعنية، إلا أن وكالة الأنباء الاماراتية أكدت الأحد أن السعودية أرسلت قوات من النخبة إلى مأرب، وهو ما أكدته أيضا مصادر عسكرية في مأرب، موضحة أن ألف جندي سعودي وصلوا الى المحافظة مع عدد من الدبابات والمدرعات. وأكدت مصادر محلية في محافظة مأرب، أن وحدات من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية تحركت مساء الأحد بالفعل من معسكر اللواء 107 في صافر باتجاه مديريتي حريب وبيحان. وأكدت قناة الجزيرة القطرية أن الدوحة التي تشارك في الضربات الجوية التي ينفذها التحالف العربي منذ مارس/اذار ضدّ مواقع المتمردين الحوثيين وقوات حليفهم صالح، أرسلت بدورها الف جندي وقد صلوا الأحد الى اليمن مع مئتي مدرعة عبر منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية. ويعدّ هذا أول انتشار معلن للقوات قطرية في اليمن، ليرتفع عدد جنود قوات التحالف في جبهات القتال البرية إلى نحو عشرة آلاف جندي، بحسب القناة القطرية. وتأتي هذه التعزيزات الكبيرة في أعقاب اعتداء حوثي غادر أودى الجمعة بحياة 60 جنديا من دول التحالف، بينهم 45 جنديا من الامارات. وكان مسؤولون إماراتيون قد أكدوا استمرار العمليات العسكرية رغم الحزن، حتى تطهير صنعاء من المليشيا الشيعية واعادة الشرعية التي انقلب عليها الحوثيون بقوّة السلاح. ويؤكد محللون أن الاستعدادات الجارية حاليا، تشير إلى أن ساعة البدء في عملية عسكرية برية كبرى اقتربت، وسيتم إطلاقها لتحرير محافظاتمأرب والجوف وصعدة، ثم العاصمة صنعاء. وأوضحوا، أن العمل جار على قدم وساق لتحرير محيط العاصمة أولا من الحوثيين وحلفائهم ومن ثمة تطويق صنعاء وفرض حصار على مقاتلي مليشيا أنصار الله وقوات صالح. وفي سياق التطورات الميدانية، قتل واصيب عدد من مقاتلي مليشيا الحوثي الاثنين في كمائن لمسلحي المقاومة الشعبية، استهدف مركبات كانت تقل مسلحين في محافظتي البيضاءوإب، بحسب مصدر قبلي. وأوضح المصدر أن سبعة على الأقلّ من مسلحي جماعة 'أنصار الله' الشيعية المتمردة قتلوا في هجوم بقذائف أربي جي في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء وسط اليمن، بينما نجح مسلحو المقاومة في الانسحاب من المكان. وأفاد مصدر في المقاومة الشعبية، ايضا بأن مسلحي المقاومة، هاجموا دورية تقل عددا من مسلحي الحوثي في مديرية العدين، بمحافظة إب، وسط البلاد ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين. وسبق أن قتل وأصيب مسلحون حوثيون خلال الأيام والأسابيع الماضية في سلسلة كمائن شنها مسلحو المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في عدد من المحافظات. وقال شهود عيان إن طيران التحالف قصف في وقت من مبكر الاثنين مواقع للحوثيين ما أدى الى مقتل قرابة 16 شخصا بينهم خبراء ألغام، وتدمير آليات عسكرية تابعة لهم. وأكدوا أن "طيران التحالف شن خمس غارات جوية على المعهد التقني في منطقة سعوان بصنعاء، والذي يتمركز فيه مسلحون حوثيون، كما نفّذ 4 غارات على كلية الطيران والدفاع الجوي بحي عصر". وأشار شهود العيان إلى أن "طيران التحالف شنّ ايضا غارات على معسكر الحفا في شارع خولان، ومخازن للأسلحة في جبل نقم، المطل على صنعاء". وأوضحوا، أن أعمدة الدخان تصاعدت من أماكن القصف مع اشتعال مكثف للنيران، دون معرفة الخسائر الناجمة عن ذلك. وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قد أكدّ على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة باليمن وخاصة منها القرار 2216. وشدّد على أن أية حلول سياسية يجب أن تؤدي إلى التطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية وانسحاب المليشيا الانقلابية من جميع المحافظات وتسليم السلاح وعودة الشرعية. وأثنى خلال لقائه مساء الأحد في مقر إقامته في الرياض بالمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على الجهود والمساندة التي تقدمها قوات التحالف العربي للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن والتي كان لها الدور الكبير في الانتقال من مرحلة المقاومة إلى الانتصار وتطهير المدن من القوى الانقلابية. وأكد أن الشرعية تنشد السلام وعودة الدولة والسلطة المغتصبة بقوة السلاح الى مؤسساتها الرسمية . وأضاف، أن ما تقوم به المليشيات الانقلابية من استهداف منازل السكان الآمنين بمختلف الأسلحة الثقيلة في محافظاتتعزوإب والحديدة ومأرب، إلى جانب استهدافها المنشآت الطبية وفرق الهلال الأحمر اليمني والصليب الأحمر الدولي وقيامها بحملات اعتقال تعسفية للمواطنين والصحفيين والناشطين الحقوقيين والسياسيين في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية، تؤكد استمرار تلك المليشيات في غيّها . وقال، إن ما تقوم به مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح جرائم حرب مكتملة الأركان لا يمكن السكوت عنها وترك مرتكبيها دون عقاب. ودعا المجتمع الدولي الى الإسهام الفاعل والوقوف إلى جانب الشعب اليمني في إعادة الإعمار وبناء ما دمرته المليشيات الانقلابية. وتأتي تصريحات هادي متناغمة مع موقف الدول المشاركة في التحالف العربي التي ترى أن حل النزاع يجب أن يستند إلى قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 والذي يدعو المتمردين الى الانسحاب من جميع المناطق التي سيطروا عليها وقبول الحكومة "الشرعية". ويقول مراقبون، إن تصريحات هادي تأتي في الوقت الذي كثّفت فيه المقاومة الشعبية وقوات التحالف ضغوطها العسكرية على المليشيات المتمردة، وتضييق الخناق عليها في المناطق التي تسيطر عليها بعدد من المحافظات. ويرّجح هؤلاء أن تقود الضغوط العسكرية في نهاية المطاف إلى أمرين، أولهما رضوخ الحوثيين ومليشيا صالح للشرعية، أو القضاء عليهما. وقالوا، إن الوصول إلى هذه المرحلة مسألة وقت فقط، خاصة مع بدء التحضيرات العسكرية لمعركة تحرير صنعاء، ومع ما تحرزه المقاومة الشعبية والجيش الوطني من تقدم ميداني.