ستظل عملية عاصفة الحزم الحاضر القوي في مشهدنا اليمني الملبد بالغيوم، والذي ينذر بهبوب عواصف عاتية لا شك و لا ريب ، نجحت العملية في عدن و الضالع و لحج و أبين و شبوه و حققت نجاحاً في مأرب شمالاً رغم ما يلف هذا النجاح الحذر! من تكتم و غموض أما تعز فمازالت تنزف إجتراحاً لا أظنه منصفاً من يخالفني بأنها تقاتل و تستميت و لو من أجل تعز التي يرى التعزيون أن الجميع خذلها ! ومع هذا فالتحالف أيامنا هذه يؤكد عزمه تحرير تعز النازفة إلا أن المتغير النصر جنوباً الذي دحر الإنقلابيين ! من خمس مدن جنوبية كاملة لا يزال الحلقة الأقوى و العامل الذي يدفع بالتحالف شمالاً لإنجاز ما أنجز جنوباً و لكن ! هناك حالة من الإستياء العام الشعبي الساخط على دور الحكومة و الرئاسة ! أحدهم قال لي أن رجوع الحكومة بعد تفجير مقر إقامتها بفندق القصر هزيمة بحد ذاته ! و لا أخفيكم فأنا أشاطر ذلك المواطن البسيط رأيه.
و مع هذا و برغم غياب الحكومة إلا أن ما وراء الأكمة ليس هروب ! الحكومة بل أن ما وراء الأكمة صراع و تباينات أضحت واضحة جلية في سياسة الحكومة و التحالف و الرئيس هادي ! بيد أن المواطن البسيط كان يطمح بعد نصر يوليو إلى الإستقرار و توفير الخدمات التي عانى الناس كثيراً إنعدامها فترة حرب مارس ، و أعتقد أن خارطة طريق الرياض تحالف و رئاسة و حكومة ترى أن أستعادة صنعاء و الشمال السبيل الأمثل لإستقرار عدن و الجنوب ! بمعنى أن نفوذ الأخوان المطعم بالمنشقين من حزب عفاش يعرفون جيداً من أين يأكل الكتف !
ولعل آخر دليل على طرحي و لن يكون الأخير طبعاً أصرح به عبد العزير جباري / مستشار الرئيس هادي قال بالحرف : أن إيران تسعى إلى قيام دولة شيعية في الشمال ! و في قيام دولة في الجنوب بمساعده عملائها في الجنوب ! أيعقل هذا التصريح يا سادة ؟ صفاقة و وقاحة وانكشاف واضح لغريزة العفاشيين ! المقنعين بقناع الدفاع عن الشرعية !جباري يريد أن يقول لناهي الوحدة أو الموت ! و لأن لكل مقام مقال آثر أن يكون ديبلوماسياً ! و لكن ألم يعي قادة العاصفة في التحالف أن هناك إجماع شمالي عام مفاده أننا لن نرضى بيمن بأقليمين إلا بضمانه أن لا نرى الجنوب مستقلاً بذاته ! و مع هذا فالمنعطف دقيق و حساس فمقابل إجماع الشمال هناك إجماع جنوبي شعبي لا نخبوي !
فلله در هذا الشعب ليس له قائد ! حارب بنفسه و انتصر لنفسه ! و هذا لا ينقص من حقه في أن يحقق ما يصبو له. إذاً يبدو أننا سننتظر معركة الشمال رغم سياسة الأسلم و لا حرب و لا خدمات جنوباً ! فمازال علي بابا و الأربعين حرامي يحكمون صنعاء !!