عندما يقوم رجال من القبائل وإفراد من المقاومة الجنوبية في مديرية ألمحفد واحور برفد الجهود الامنية للسلطات،من خلال محاربة الجماعات المسلحة ومنع مرورها في مناطقهم بحس وطني ودون تكليف او مقابل ،فاعلم بأن دولة النظام والقانون تتشكل بعفوية من خلال تلك المواقف الايجابية علي الارض وعندما يتم القبض علي اخطر القيادات المطلوبة(الزنجي) للأمن في منطقة تبعد أكثر من 300 كيلو عن مركز السلطة ويقتل القاضي الشرعي لتنظيم ألقاعدة في احور علي بعد حوالي 200 كم من عدن فاعلم بأن الجنوب اصبح قرية صغيرة تضيق جغرافيا علي الارهاب من خلال الوعي ،وعندما تعلم بان ابناء الجنوب في سطوح الوديان وسفوح الجبال وأعالي ألفيافي والهضاب تتألم قهرآ بمايحصل من جرائم قتل وتفجيرات ،طالت الكثير من شرائح المجتمع في عدن خاصة فاعلم بان الشعب الجنوبي اصبح كالجسد الواحد حين يتداعا لعضو منه اذا اشتكي الم حزن وجراح في كل حدب وصوب من الارض الجنوبية،عندما ترفض تلك الرجال الاذعان لإشكال التهديد والوعيد ولاترضخ لوسائل الضغط الاخري التي مارستها تلك الجماعات مثل نصب نقاط التقطع لأبناء المنطقة للضغط عليهم ، وتكليف الوساطات لإغرائهم بالمال بأرقام خرافية ،مقابل تسليم المقبوض عليهم وتأبي الرجال المخلصة الاذعان لكل وسائل الترهيب والترغيب،فاعلم بأن المبادئ والقيم الجنوبية كالمعدن النفيس يظل ثمين مهما بلغ حجم الاهمال ،وعندما تعلم بان اهالي الضحايا لم يستسلموا للعصبيات كاظمين غيظهم وغضبهم وجراحهم ،ولم يجعلوا من تلك الدوافع مبرر للتخلي عن ادبيات الواجب بالرغم من صعوبة الموقف خصوصآ وجثامين ضحاياهم لازالت امامهم مضرجة بالدماء حينها لم تدفن بعد فاعلم بأن طبيعة تلك الرجال وتكوينها يتوق للنظام والقانون ولم يكن قانون القبيلة خيارهم ولكن غياب دولة النظام والقانون وغياب العدالة هي من جعلتهم يتخذوها كيانهم تنظيمي البديل عندما تعلم بأن تلك الرجال تعاملت مع الموقف وفق ادبيات امنية مسؤولة بداية بالكشف عن العملية بكل شفافية ووضوح والتواصل مع الجهات المسئولة وتحريز مابحوزتهم ومباشرة التحقيق معهم حرصآ منهم لانتزاع معلومة قد تسهم في تعزيز امن عدن والجنوب عامة وحرصآ منهم علي استقلال الوقت تحسبآ لأي طارئ ،فاعلم بان حضور الدولة لايتجسد بعدتها وعتادها وعدد افراد امنها وجيشها بقدرما يجسده الوعي والحس الوطني للشعب وعندما تعلم بأن تلك الرجال لم ترضخ او تغير من قناعاتها ومبادئها مواقفها مقابل المال والمغانم الاخري فاعلم بان ذلك يدحض محاولات منظومة الاحتلال حينما ادارت عمليات التقطع كعمل منظم في فترة معينة في الماضي وفي مساحة محدودة من تلك المنطقة ،بهدف النيل من مواقف تلك المنطقة ومن عزائم رجالها الشرفاء في محاولة لتشويه الدور الوطني حينها ، حينما رفضت الخنوع والهيمنة والاذلال وقارعت ظلم الاحتلال في المراحل الماضية ،عندما تقوم السلطات والتحالف بواجب الدعم والمساندة الحقيقية تجاه المقاومة الجنوبية ورجال القبائل في المحفد وفي احور وخاصة منهم الذين يخوضون حربآ حقيقية مع تلك الجماعات اليوم ،فاعلم بان ذلك سيعزز من موقفهم ويرفع من معنوياتهم وقدراتهم خصوصآ وهم قد ضحوا بخيرت رجالهم في المواجهات السابقة ،وحربهم لازالت قائمة تتخللها الدماء الزكية لمن سقطوا خلال تلك المواجهات واجزم أن توفر الدعم الحقيقي والاسناد اللازم بأنهم سيتجهون شرقآ لملاحقتهم ومحاربتهم وهذا ماسيكون عامل محفز قد يجعل باقي المناطق الجنوبية ورجالها يحذوا حذوهم وحينها ستكون النهاية الحقيقية للارهاب والجريمة والتمرد وحينها لن تكون البيئة الجنوبية مجرد طارد للارهاب