الكثير منا لازال يحمل الضغينة للحزب المنقرض في الجنوب، و لازلنا نضع اللوم عليه في كل ما آلت اليه الأمور في الجنوب، هناك الكثير من الحقيقة في هذا الخصوص، بل فعلا الحزب هو السبب و لهذا هناك فئة قليلة تحاول أن تستثمر هذه الحقيقة و تحاول أن تبرر استمرار الوحدة و كيف كانت الوحدة هي سبب الخلاص من جبروت الحزب في الجنوب. ربما لو بقي الحزب في الجنوب لكان تبلور و تغير مع الزمن كما تغيرت سياسات الأحزاب في روسياالصين و فيتنام و منغوليا، حتى كوبا بدأت تتغير و لو ببطء. لن نقارن الجنوب بدول أوروبا الشرقية و السبب هو ان الغرب الاوروبي ساعد و احتضن الكثير من دول شرق أوروبا، الجنوب للأسف ليس جار لأوروبا و انما جار للجمهورية العربية اليمنية و عُمان و المملكة العربية السعودية، حبذا لو اتحد الجنوب مع عُمان على سبيل المثال، اعتقد بأن الكثير سيشاطرني الرأي بأن اوضاع الجنوب كانت ستكون افضل بكثير من ما عليه الان في النواحي الصحية و التعليمية و الأمنية، مع احترامي للأخوة التقدميين واللبراليين.
الى متى سنستمر في رمي اللوم على الحزب، الغالبية العظمى من سكان الجنوب هم فئة الشباب و دون الأربعين عام و لم يعيشوا لفترة طويلة تحت ظل نظام الحزب، و لذلك لا نراهم يضعوا اللوم على الحزب بل انهم يحاولوا جاهدين في تحسين الأوضاع، معظم قادة و رجالات الحزب الجنوبيين الان في أواخر الستينات و منتصف السبعينات، بل البعض الان في حالة خرف لا يتذكر اي شيء.
علينا أن نعيش في الحاضر و نتوقف عن لوم الآخرين لإخفاقاتنا، تذكروا أن سلطة الحزب قد انتهت منذ من اكثر من عشرين عاما، لماذا اذا لم نغير شيء خلال هذه الفترة؟
الذي يستعمل عذر خيار الوحدة ام النظام الشمولي في الجنوب لم تعد صالحة في هذا الوقت، ابحثوا عن عذر اخر، كفانا العيش في الماضي، هذا العذر لم يعد يتمشى مع مجريات الأمور في الساحة الجنوبية الان، التحدي الأكبر للجنوب الان هو الأمن، شكرًا للدول التي ساعدت الجنوب في محاربة الارهاب، لو لم تدعمنا هذه الدول لكانت اوضاعنا الأمنية الان اسوء من العراق و سوريا و لكانت داعش تحكم الجنوب و بمساعدة طاهش الحوبان.