المحاولات لإعادةِ قطعان الشمال إلى عدن والجنوب عامة لن تتوقفَ وستبقى الهاجس الذي يراود كل قوى الاحتلال ومكوناته التي ستستخدم كافة الأساليب القذرة . فالمجرم العجوز -الذي لا يزال يلعب بأوراق القاعدة والإرهاب- وإصلاحييه وأذنابه يلجئون ،وسيلجئون أكثر، إلى تحريك خلاياهم في عدن لاستهداف المؤسسات والمصالح والأمن ؛ بغية ضرب مفاصل .
الدولة ووأد أية جهود تعتقد تلك الجماعات القادمة من الشمال أنها -أي الجهود- مداميك لدولة جنوبية وليدة . المخلوع وأنصاره الحوثيين ستبقى الأحلامُ تراودهم في غزوٍ ثالث يسيطرون به -عسكرياً- على الجنوب والعاصمة عدن على وجه التجديد ، وهذان الخطران ( علي محسن والإرهاب .
وعفاش وأنصاره) عدوان واضحان يسعيان إلى إبقاء الجنوب مرتعاً للفيد والغنيمة وتحت الوصاية الشمالية التي تنطلق من مُعتقَد "الأصل والفرع" .
الأخطر من هذين العدوين الظاهرين هو العدو الذي ربما يتمترس معنا في الخندق الجنوبي ذاته ، وهو "الشرعية اليمنية" المُناطة بإعادة قطعان الشمال و"خنازيره" إلى عدن معززةً بتشريعات "اليمننة" التي يُتفرض أن تكون قد انتهت وأُسقطت في الجنوب بغزوة 2015م وما تلاها من نتائج بعد عاصفة الحزم .
فعودة الحكومة إلى عدن تعني عودة كل الوزراء الشماليين وطاقمهم الإدارية وحراساتهم ، ولا ونستبعد أن تتخذ الحكومة -بعد استقرارها في عدن- إجراءاتٍ بنقل وحدات عسكرية "شمالية" من مأرب أو تعز أو الجوف إلى عدن ، فهذا في صلب مهامها بصفتها حكومة يمنية وفقا لمنطلقات الشرعية .
في واقع الأمر أن نشوة النصر التي نعيشها في الجنوب بالسيطرة على الأرض وإجلاء كل من وما هو شمالي لن تدوم طويلا ولن تقدم لنا أدنى الضمانات نحو استعادة الدولة وإعادة بنائها بعد تطهيرها من الاحتلال الشمالي ومخلفاته .. نعم نشوة النصر بحاجة إلى عمل سياسي يتولى إدارة شؤون الجنوب إداريا واقتصاديا وعسكريا بعيدا عن أيادي القطعان القادمة من الشمال بعباءات جنوبية وأخرى شمالية خالصة واضحة الهدف .
خلاصة القول الجنوب اليوم بحاجة ماسة إلى "كيان سياسيي" بمثابة حكومة مصغرّة أو مجلس إنقاذ يحكم الجنوب ويتولى شؤونه بعد أن يفرض هذا الكيان نفسه على دول التحالف ويقدم نفسه للعالم كحامل لقضية شعب ، فذاك أقصر الطرق للإمساك بتلابيب النصر وقطع دابر القطعان من العودة إلى عدن واليمننة ثانية .