لست ادري اين اختفت النقابات الجنوبية , ما اذكره اننا وفي مرحلة مضت من مراحل الثورة الجنوبية كنا نسمع عن نقابة زعيط واتحاد معيط وهلم جرا من النقابات التي كانت تدعي انها جزء من مكونات الثورة , ..هذه الايام ما نلاحظه هو ظهور ما يسمى بالنقابات التي تأسست في الوقت الذي كان المخلوع لازال يحكم قبضته على الجنوب, فالرجل عمد الى انشاء مثل تلك الكيانات الممسوخة وشكلها من عناصر المؤتمر الشعبي العام المنبطحة حتى يضمن تسبيحها بحمده,, حيث وعلى مدى عقود حكم المخلوع لم نسمع ان ايا من نقابات الفنتازيا المقرطسة اعلنت اضرابا , او احتجت او استنكرت او تفوهت او طلعت نخس حول اي قضية مست حقوق عمال المؤسسات الحكومية , بل ان معظم تلك النقابات تأسست بالتوافق مع مدراء الهيئات والمؤسسات الحكومية ,وظلت العلاقة القائمة بين تلك النقابات ومدراء الادارات علاقة تبادل منفعة ( هب لي شل لك) فالنقابيون والنقابيات الذين يتشدقون اليوم بالدفاع عن حقوق منتسبيها كانوا في عهد المخلوع جزء من منظومة الفساد صرفت لهم الفلل والسيارات , وبدلات السفر وغرقوا في مشاريع فساد حتى اخمص اقدامهم. تلك الكائنات الهجينة لا تبدو انها تخلصت من العامل الرئيسي العفاشي ,ولذا فما ان اتت المقاومة الجنوبية لتتولى مقاليد الامور في الجنوب حتى خرجت تلك السلالة العفاشية من قواقعها وبدأت تنشط وتواجه عوامل التعرية الثورية وبكل وقاحة محاولة الظهور بجلباب القانون وبعباءة الثورة التي كانوا والى الامس من ألد اعدائها. في مؤسسة الكهرباء كان من البديهي ان تجري تعديلات ادارية واصلاحات مالية , وما ان نزلت لجان التقييم الى مؤسسة الكهرباء والمنشآت التابعة لها حتى تعالت اصوات ما يسمى النقابة ,حيث بدأت قيادة نقابة (النقانق) تلك بالاستنفار لمواجهة اي محاولة للتغيير ,بل استماتت في محاولتها افشال عمل لجنة التقييم والإصلاحات المالية والإدارية . في مصافي عدن لم نسمع في تاريخ مصفاة عدن ان تلك النقابة الكرتونية انتصرت لعامل من عمال المصفاة او وقفت في صفه , فهي لم تكن موجودة اصلا , وان وجدت فهي شكلية متزوجة بإدارة المصفاة زواج (شغار )لا تجرؤ على الكلام ولو بلغة الاشارة . تلك الخلية العفاشية تحولت في عشية وضحاها الى مهبط العدالة الانسانية في جمهورية افلاطون المثالية ,رئيس وأعضاء تلك النقابة اعمت بصائرهم سطوة جلادهم عفاش فلم ترق قلوبهم لآنات المرضى والمكلومين من سكان مدينة عدن الصامدة الذين هم جزء لا يتجزأ منهم , ليقطعوا (الوقود)شريان الحياة الاخير فيها بل واستمروا في غيهم رغم الصرخة التي وجهتها المنظمات الانسانية في وجوههم لإنقاذ المدينة من وباء الكوليرا الذي بدا يجتاح المدينة معللين تعنتهم بمطالب لا ينبغي المطالبة بمثل تلك التصرفات اللانسانية منها مطالبتهم برواتب وحوافز ومكافآت. كل تلك الممارسات لم تكن ذات طابع حقوقي ولم تبرز بحسن نية , بل كان وراءها سيدهم ورب نعمتهم , هو من امرهم بالقيام بذلك الاضراب الابتزازي المخجل وبفاتورة ذات دفع مسبق. تلك النقابات التي سرقت نقطة من (قاف) القيم لديها وأضيف الى (ياء) التبعية لتصبح (نفايات) ومخلفات لنظام المخلوع البائد في الجنوب انكشفت واتضح للعيان وجهها القبيح وان توشحت بعلم الجنوب , فإصرارهم على الاضراب وصك اذانهم عن سماع صرخات الوجع الذي تعيشه العاصمة اظهر معدن تلك الجماعات المترعة بإرث الماضي العفاشي البغيض . بل واتضح لكل ابناء الجنوب ان النقابات التي كثر الحديث عنها منذ مجيء قادة المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي الى السلطة المحلية للعاصمة وبعض المحافظات الجنوبية ما هي إلا جزء من خلايا عفاش الواقعة تحت تأثير التنويم المغناطيسي المرحلي لكنها بدأت تصحو وتتكشف.