العام الدراسي الجديد أقبل علينا، بالتزامن مع مرض الكوليرا، ولم تقم التربية بأي عمل يذكر الا في بعض المدارس من رشد مبيدات. وبعد تصريح الدكتور عبدالناصر الوالي مدير مكتب الصحة في عدن" افتحوا المدارس ولا تقلقوا"، ففوجئ الطلبة بعدم وجود مدرسين ولا كتب، وهذا ما لمسته في عدة مدارس في مديرية المنصورة. هل هناك رحمة بالأسر التي تعمل جاهدة على تربية اولادها وبناتها، وتوفير ما يحتاجونه للذهاب إلى المدارس حتى يتعلمون؟ ،أم انه يذهبون إلى المدارس للمشاجرة فيما بينهم دون رقيب او حسيب. فهل يرضيك هذا يا مدير مكتب التربية والتعليم في عدن، بأن الكتب المدرسية تباع في شوارع العاصمة؟ وبأسعار ليست في متناول الجميع؟ من أين للأسر الفقيرة ان تقوم بشراء كتب لابنائها الطلاب؟، ثم من أين تأتي الكتب التي تباع في الأسواق؟ هل من رقابة عليها؟ واين دور مطابع الكتاب المدرسي في عدن؟ على المسؤولين في مكتب التربية والتعليم ان يعترفوا، ليس بالتقصير ، ولكن بالغياب التام للأشراف على المدارس. ان ما يحصل في مدارس عدن، هو تأكيد على ان المدارس الحكومية في طريقها إلى الانقراض لمصلحة التعليم الأهلي والخاص. فمن أين للأسر الفقيرة ان تدرس اولادها في هذه المدارس التي يتعامل مالكوها بالعملة الصعبة. اسئلة كثيرة، قد لا يتجرأ أحد على الاجابة عليها، لكن نضع معاناة طلاب عدن امام معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله لملس، ومحافظ العاصمة عدن اللواء عيدروس الزبيدي، ونحن على ثقة بانه سيعملون جهدهم، كما نجحوا في العام الماضي من اخراج العملية التعليمية إلى بر الأمان، رغم شحة الإمكانيات. ان طلاب عدن بحاجة ماسة اليوم إلى الاهتمام، فالأجيال التي سبقتهم، (منذ فجر الوحدة المشؤومة) لم تلق اي اهتمام بالتعليم، نظرا للسياسة الخبيثة التي كانت صنعاء تمارسها في بلادنا بهدف اخراج اجيال يتحكم فيها الجهل والتخلف. نثق في وزير التربية والتعليم ومحافظ العاصمة بأنهما سيوليان العملية التعليمية اهتماما كبيرا، فبلدنا بحاجة إلى جيل متسلح بالعمل والمعرفة. *من محمد مثنى الورد