لم أسمع يوماً أن دولة الإمارات العربية المتحدة أرسلت جيوشها لاحتلال أي دولة ، ولم أسمع أنها أرسلت شيوخ تكفيريين غلاظ لنشر مناهج وكتيبات كي تروج وتغسل أفكار الشباب وتغرر بهم.. ولم أسمع أو أرى أن إماراتي فجر نفسه هنا أو هناك. بل رأيت في الإمارات التسامح الديني والقبول بالآخر واحترام جميع الطوائف والأديان السماوية ، والكل متعايش على قلب رجل واحد. لا أخفيكم سرا أني زرت الإمارات مرتين فوجدت أبراجها تعانق السحاب ، وشوارعها تنافس الصين ، ونظافتها تشبه اليابان. لقد زرت دول شتى فوجدت بصمات الإمارات في كل المجالات ، وجدت المستشفيات الطرقات الجامعات الأحياء السكنية ومساجد تفوح منها رائحة الطيب والتسامح على نفقة الإمارات. نعم هذا رصيد الإمارات وهذا وجهها المشرق الذي يسر الناظرين. كيف لا والإمارات العربية المتحدة بناها صاحب القلب الرحيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله عليه طوبة طوبة على مبدأ الطيب والنقاء والقبول بالآخر ، ولم تبنى أو تشيد دعائهما وجدرانها على سحق الجماجم وظلمات السجون والتسلط الكهنوتي والظلم والأحقاد.. فقد يقول البعض عني مبالغ وربما منافق أو أن لي مآرب أخرى ، لكن كيف أطبل لدولة لها سمعتها ومكانتها وهي في غنى عن ما نقول ونكتب ، ولها رجال يعشقونها ويحبونها أكثر من حبهم للحياة. دولة رائدة تمتلك امبراطورية إعلامية وتغرق بالكتاب والأدباء والمثقفين وصوتها مسموع في كل أصقاع الدنيا. وبالمقابل إذا نظرت إلى حالي فأنا بعيد عنها كل البعد فلست مقيم على أراضيها كي أبالغ أو أروج لمصلحة أو لمكرمة ما. لكن ما دفعني لهذا هو دجل وسفاهة الإخوان المسلمين الذين إذا خاصموا فجروا ، هل يعقل أن يأتي رجل فاسق ويتحفنا بنبأ كاذب ويبيع الأوهام للسامعين ، ويزعم أن الإمارات دولة ظالمة ومارقة ومحتلة ، وأن جيشها يحتل اليمن الجنوبي وأجزاء من ليبيا. كيف لي أن أصدق رجل متخلف لا يستطيع تزيين لحيته البشعة ولا تنظيف فمه الذي تعج رائحته من بقايا الطعام النتن .. كيف لي أن أصدق ما يقول وما يفتري!! ثم كيف لي أن أستقي معلوماتي من قناة الجزيرة التي أصبحت مطبخ قذر تروج فيه كل الإشاعات والأكاذيب ، وتزور فيها الحقائق وتفاجر بالخصومة ولا تتورع بنقل الحقائق ، وتطلق عليها "إمارات الرعب"، بزعم أنها تمتلك بحر من السجون السرية في عدن وحضرموت ، فبطبيعة الحال من لديه نظرة ثاقبة يدرك تماما أن الجزيرة كانت بالأمس مهنيتها على المحك ، أما اليوم فقد سقطت سقوط إعلامي مدوي وفقدت مهنيتها ومصداقيتها ، ولا يوجد لديها ذرة من شرف المهنة والإعلام . الخلاصة: ماهي المناجم التي تريدها الإمارات من اليمن القات السلاح الخناجر الزي اليمني البدائي القديم أو نقل ثقافة الأميه والحكم القبلي الفريد.. وماذا تريد من ليبيا الذين أصبحوا يأكلون بعضهم بعضا وعقولهم أشد من الصخر وصلابة الحديد. حيث أن الإمارات ليست بحاجة أموال ، فالكل يعلم أنها تسبح على حقول النفط ، ولديها تضخم مالي واستثمارات هائلة ، فهي مثل النحلة تعطي ولا تأخذ. أخيراً: تدخل الإمارات هو بتكليف دولي لإنقاذ الشعوب من التخلف وشبح التصحر الديني ، والقضاء على الحركات السيئة القذرة التي تنموا وتتكاثر ، فقد أصبحت رياحها تعصف في شوارع الخليج وأوروبا ، بل كانت ستطيلها الأيادي القذرة والعقول المتحجرة ، حيث وصلت إلى عقر دارها ، والهدف هو هدم وتدمير ما بناه الموحد العظيم زايد الخير على مدى خمسة عقود من الزمن الجميل والخير والعطاء!!