سحقاً لجنود لايأبهون لوطنهم ودينهم وعرضهم..سحقاً لهم ولتلك الضمائر المحنطة بداخلهم.. جنود لايعرفون من أيام الشهر سوى أواخره حين تأتي المرتبات والريالات الهزيلة.. سحقاً لهم حين لم يلبوا نداء الواجب في جبهة ثرة،ولم ينتفضوا حين دق ناقوس الخطر.. سحقاً لهم حين يسقط أبرياء من أجل أن ينعم هؤلاء بالأمن والأمان والسكينة والراحة.. 6000 الآف جندي هم قوام اللواء 115 مشاة ، بلودر والذي دس كل جنوده رؤوسهم في التراب وولوا الأدبار حين انهالت عليهم قذائف الحوثي..
سحقاً لكل من سمع النداء والتحف الذل والخوف والمهانة وآثر البيت على ساحات النزال.. في ثرة اليوم سقط الشهداء،وجُرح الأبطال فقط ليذودوا عن الدين والأرض والعرض والكرامة والوطن، والتافهون يفترشون الموائد ويتدثرون بالحرير.. سيتحدث التاريخ يوماً عن بطولات اجترحها الرجال في ثرة،وستلعن الأجيال أيضاً أشباه الرجال ممن خنعوا واستكانوا ولم يلبوا النداء والواجب.. سيتحدث التاريخ عن دماء شهداء ثرة التي روت الأرض،وسيلعن التاريخ أيضاً تلك الدماء الفاسدة بين جنبي الأصنام وأنصاف الرجال، ممن فقدوا رجولتهم وآدميتهم.. حين يستميت الرجال رغم لعلعة الرصاص وهدير المدافع وزمجرة الهاونات فاعلم أنهم قد نذروا حياتهم وأرواحهم في سبيل الدفاع عن دينهم وعرضهم ووطنهم وكرامتهم.. وحين يولي الأدبار أنصاف الرجال ومن يعتلون المناصب والكراسي وهرم السلطة، فاعلم أنهم أضعف وأوهن من بيت العنكبوت،وأن نساءهم اللآتي في خدورهن هنّ الرجال.. لم يعد للرجولة أهمية،ولم يعد للمتفيقهين قيمة، ولم يعد للمتشدقين مكان بيننا،طالما وهم قد وضعوا في إحدى آذانهم (طينا) وفى الآخرى عجينا، ولم تُحرك فيهم أصوات المدافع ولعلعة الرصاص وزئير الرجال شيئا..
اليوم إن لم تتفض الرجولة، وتثور الدماء، وتزحف الرجال صوب (ثرة) فليعلنوا استقالتهم من الوجود، ولينزعوا عنهم صفة الوطنية والرجولة.. لايوجد بين البطولة والنذالة سوى شعرة وخيط رفيع، وقليلون من يتجاوزون هذه الشعرة ليكونوا، بينما يفضٔل الغالبية أن يظلوا متقوقعين في عالم الخوف والمهانة والخنوع.. فياترى متى سيثور الكل، وينتفضوا ليكونوا مع من (كان)،ويتغلبوا على ذلك الذل الذي تملكهم وأسكنهم بداخله..