وأنت في أرضك .. مهما حاولت كجنوبي أن تنظر للوحدة بوجه آخر بعيدا عن النكاية السياسية أو الأخذ بالعزة باعتبارك جنوبي وترى أن لك الحق أكثر من غيرك في الأولوية باتخاذ القرار أو تكون من ذوي الدرجة الأولى في أي مجال, تجد كل الأبواب مغلقة ومسدودة أمامك لأن تكون حتى من الدرجة الثالثة أو الرابعة أو حتى كلاجئ قادم من دولة ما لتكون وحدوياً. هنا في الجنوب وخاصة في عدن وأنت جنوبي يجبرك الدخلاء من ضعفا النفوس وفاقدي الخلاق السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي بأن تشهر قلمك وسيفك معا للمحاجة والإنصاف مهما كلف الثمن ليس إلا انتصارا للحق ومحاربة للفساد والعنصرية المشوهة معا التي تمارس يوميا ضد أبنا هذا الجزء من الكرة الأرضية, إذ إن القادم من خارج هذه المنطقة الجغرافية يرى أن كل شي ملك له ولا يحق لأهلها التصرف بها أو الاستفادة منها دون أي اعتبار لكرامته الإنسانية وظروفه المعيشية الصعبة مع أن الظالم المستبد الباسط على حقوق الآخرين والمقصود في مقالي هذا على سبيل المثال لا الحصر, وهو ليس بحاجة لما يمتلك من مال وتوسع تجارته تمتد إلى كل أنحا العالم, لأن يسرق أو ينهب أو يحتال على بسطاء غالبيتهم لا يقلون سنا عن والديه. في مساحة أرض زراعية بسيطة تعتمد عليها عشرات الأسر من أهالي (ألبان) بدار منصور مديرية دار سعد محافظة عدن لعقود من الزمن, ليمد ذراعيه عليها كالإخطبوط ليحاصر أهلها بجدرانه الملتوية من جميع الاتجاهات وتضييق حرية تنقلهم المعتادة مع أبلهم وأغنامهم وبقرهم على مراعيهم كي يستفيدوا من ثروتهم الحيوانية والزراعية منذ وجد أبائهم وأجدادهم عليها, رغم التغيرات السياسية والصراعات المتلاحقة في هذا البلد بما فيها الاستعمار البريطاني بقي هولا البسطاء بعيدا عن الاستهداف ليتحولوا في زمننا هذا كضحية لممارسة أكبر مؤسسة تجارية في اليمن يتباهى أصحابها بفعل الخير وبناء المساجد وإعانة المحتاجين وإنفاق الصدقات للثكالى واليتامى والمعدمين وووو إلخ... حتى وجدناهم على حقيقة أمرهم إنهم ليس إلا نافذين بطرق مختلفة تحت يافطة الاستثمار وبناء المدن العقارية كمدينة الأوائل في اليمن (نيو سيتي) التي لم تكتفي في يوم من الأيام بتحويش ألاف الأفدنة بالقوة العسكرية وإنفاق عشرات الملايين مقابل ذلك وحرمان أهلها منها ليتم وضعهم في زاوية ضيقة بعششهم المبنية من (القش) سريرهم الأرض وغطائهم السماء يلتحفون التراب ويفترشون الشوك بحثا عن من ينتشلهم مما هم عليه.
لم يتوقف الأمر عند ذلك فحسب بل ذهب رشاد وهو الولد العاق لهائل سعيد أنعم عليه رحمة الله, ومدير مدينة (نيو سيتي) إلى التخلص منهم للأبد ليطلب منهم بيع ما تبقى من الأرض التي استولى عليها بالقوة, مشترطا عليهم هذه المرة تحويش أرضهم له ليتم شرائها منهم جاهزة عن طريق أياد محلية, وبعد العمل وفق الاتفاق تم تسوير الأرض, ليفاجأ أهل الأرض بتنصل مالك مدينة الأوائل (نيو ستي) ومديره العام خالد شرف عن كل شيء ولم يدفع إلا10% من قيمة الأرض المباعة له ضاربين بكل الاتفاقات عرض الحائط ابتداء بالسكن الذي يبلغ مساحته ثلاثة فدان من أصل ما لا يقل عن مئة وسبعون فدان تم إسقاطه على شارع خمسين, وانتهاء بقيمة الأرض وما عليهم من التزامات لحل بعض مشاكل الأرض. وهنا يتساءل: أهل الحق أفتوني يا أولياء الله في الأرض هل البقعة البيضاء التي تركها الحاج هائل سعيد أنعم في نفوس الفقراء والثكالى واليتامى والمساكين ستتحول إلى بقعة سوداء وذنباً يلاحقه إلى قبره لما يفعله بعض القائمين على تركته في سلب حقوق الناس والتهرب عن مسئولياتهم بما هو واجب عليهم أن يقدموه بعيدا عن التململ واللامبالاة. (وتستمر الحكاية)