بعد الترقب والانتظار الطويل للشارع في المحافظات المحررة لقيام رئيس الجمهورية باتخاذ قرار إقالة كاملة للحكومة التي كانت بمثابة سوط عقاب لمواطنيها، حيث تحمل الشعب ضربات سوطها القاسية في تردي الاوضاع الأمنية وضعف الخدمات وانهيار الوضع الاقتصادي الذي ارتفع به لهيب سوطه وبلغ اعلى مرتبة واشد حدّة، فعلى ضوئه انهارت قيمة الريال اليمني وأدى ذلك الى ارتفاع مستوى الفقر واتساع رقعته. لقد جاءت قرارات تعيين رئيس الجمهورية الاخ معين عبدالملك رئيس وزراء بعد قرار اعفاء أحمد عبيد بن دغر من منصبه وإحالته للتحقيق، وتعيين الأخ سالم أحمد الخنبشي نائب رئيس الوزراء مخيبة لآمال الجمهور الذي كانت تطلعاته ان تتضمن القرارات تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة بكامل اعضائها وتكون ديباجته رمز وعنوانه لمحاربة الفساد المالي من خلال البدء بتخفيض صرفيات كبار المسؤولين، بالتالي تحتوي في بنودها تقليص لعدد الوزارات من خلال دمج بعضها بأخرى لكون كثير من الوزارات تقلصت مهامها ولم تفعل كثير من مرافقها منذ اندلاع الحرب واستمرارها، وحسب تقديري ان يبقي فقط وزير الداخلية الأخ أحمد الميسري في منصبه فهو الوحيد الذي اثبت جدارته من خلال ثباته في عدن وقيامه بالعمل المتواصل وشحذ الهمم، لمنع انجرار البلاد نحو فوضى جارفة، ومحاولته الحفاظ على الاستقرار في ظل ظروف صعبة ودوامة صراعات مستمرة. في كل الاحوال نامل ان تكون القرارات الاخيرة مصدر انفراج لهم المواطن فتعمل الحكومة بنوايا مخلصة على حل الازمات وتحقيق الحلم وتنهج الشفافية وتترك العمل في الدهاليز المظلمة، فكل مايهم المواطن وينشده من رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالباري ان تقوم حكومته باسقاط عقوباتها عنه وان تولي اهتمامها الكبير للجانب الاقتصادي وتبحث في سبل رفع الايرادات لخزانة الدولة ومحاربة الفساد المالي والحد من العبث بالمال العام. حتى يتسنى لها وقف التدهور في قيمة العملة ليس هذا وحسب بل تعزيز قيمتها والدفع لمحاولة استعادت صحتها، فطوفان الغلاء الفاحش تسبب في غرق المواطن ويهدد بتدمير حياته، لذلك ينبغي ايضا على دول قيادة التحالف العربي تقديم الدعم السخي والمساندة المالية للبنك المركزي في هذه المسألة الهامة حتى تستطيع الحكومة الوقوف على قدميها في مواجهة خطر هذا الطوفان وتقف في صفها ايضا جميع القوى السياسية والوطنية متناسية خلافاتها ومصالحها الحزبية والشخصية الضيقة، رافعة شعار ،،الاولوية لتخفيف معاناة المواطن،، فتساعدها وتكون بذلك عون للمواطن وتخلق مناخ صحي لعمل الحكومة يساعدها ويكون داعما لها في فترتها الجديدة القادمة حتى تتمكن من الاقتراب وتحقيق آمال شعبها وانقاذ استقراره المعيشي وكذلك العمل على تحسين الخدمات الضرورية، وان لا يحدث ويتكرر ما يخشاه المواطن وهو ان تعمل كسابقتها وتمثل نسخة من حكومة بن دغر فتحل الكارثة على رأس المواطن ويكون حاله كما يقول المثل.. رٌبَّ أمنيةٍ جلبت منيةَ.