دينهم احسن منهم .. هذا ماقالوه وجهاء شعوب الملايو في شرق اسيا ( اندونيسيا وماليزيا وبروناي وسنغفورة وغيرها ) عن أولئك السادة الحضارم الثمانية الذين هاجروا من وادي حضرموت الى شرق اسيا ما قصة السادة الثمانية الحضارم ؟؟ !! تعالوا نسمعها معا : قبل قرنين من الزمان او اكثر هاجر ثمانية اشخاص من حضرموت الى شرق اسيا فكانوا خير دعاة لدين الاسلام في تلك الاصقاع من المعمورة ، تلك البلاد حينذاك لم يكن يوجد على ارضها مسلم واحد ، بل كانت ديانتهم هي البوذية . كان اسلوب السادة الثمانية في الدعوة الى دين الاسلام مميز وفريد من نوعه ما احوجنا لمثله في هذه الايام . هل استخدم هؤلاء الثمانية السيف لنشر دين الاسلام ؟؟ !! .. الاجابة قطعا لا هل استخدم هؤلاء المفخخات والعبوات الناسفة ؟؟ !! .. الاجابة قطعا لا هل استخدم هولاء البندقية الالية ( الكلاشنكوف ) ؟؟ !! .. الاجابة قطعا لا هل هرعوا الى مكبرات الصوت ( الميكرفونات ) وقالوا للناس هلموا الى الاسلام .. كلا لم يفعلوا .. لم يستعملوا شيئا من ذلك كله ، حتى انهم لم يقولوا لشعوب الملايو نحن مسلمون !! ياترى ماهي الطريقة وماهو الاسلوب الذي استخدموه لنشر دين الاسلام ؟؟ !! لقد استخدموا اسلوب فريد من نوعه يجدر بنا دراسته وتدريسه لأبنائنا ، لانه ثبت نجاعة هذه الطريقة وهذا الاسلوب في الدعوة الى الله ونشر دين دين العدل والرحمة دين الاسلام . ان هذا الاسلوب جعل وجهاء شعوب الملايو يتلهفون لمعرفة دين هولاء الانفار الثمانية وهذا ماصرح به مهاتير محمد في احدى محاضراته في جامعة عدن عند زيارة لعدن قبل بضعة اعوام حيث قال *"لقد قعد هولاء الثمانية اكثر من الف يوم ( اكثر من ثلاثة اعوام ) واجدادنا الملايو لايعرفون شيئا عن دين هؤلاء القوم وباتوا متلهفين لمعرفة دين هؤلاء الثمانية .. اجدادنا عرفوا من هؤلاء الثمانية حسن الاخلاق ومكارمه ، الصدق والامانة والوفاء والنزاهة والاخلاص في العمل والايثار ، وقالوا في انفسهم طالما وهولاء بهذه الصفات الحسنة فمن المؤكد ان دينهم احسن منهم"* واضاف قائلا *"لقد شاهد اجدادنا الاسلام يسير امامهم ممثلا في هؤلاء السادة الثمانية ، ولكن دون ان يعرفوا اسمه"* وقام وجهاء الملايو بسؤال هؤلاء الثمانية عن دينهم ، واجابوهم بان دينهم هو الاسلام ،عندئذ قالوا وجهاء الملايو *"نريد ان نعتنقه ونريد منكم ان تعلمونا اياه"* ، ودخلوا شعوب الملايو في دين الله ( الاسلام ) افواجا افواجا ، ويقدر اليوم شعوب الملايو بحوالي 800 مليون نسمة *طوبا لأولئك السادة الحضارم الثمانية وسلام عليهم يوم ولدوا ويوم ماتوا ويوم يبعثون احياء*