الزندان أحرق أرشيف "شرطة كريتر" لأن ملفاتها تحوي مخازيه ومجونه    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    شاهد لحظة اختطاف الحوثيين للناشط "خالد العراسي" بصنعاء بسبب نشره عن فضيحة المبيدات المحظورة    الصين توجه رسالة حادة للحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    غزو اليمن للجنوب.. جرائم لا تسقط من الذاكرة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    استشهاد 5 نساء جراء قصف حوثي استهدف بئر ماء غربي تعز    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي ناصر محمد إتفاقا الرياض وستوكهولم لن ينهيا أزمة اليمن ولا يوقف الحرب سوى القرار الشجاع
نشر في عدن الغد يوم 15 - 02 - 2020


القاهرة – ‬اجرى ‬الحوار : ‬مصطقى ‬عمارة ‬
على ‬الرغم ‬من ‬عقد ‬إتفاق ‬الرياض ‬لإنهاء ‬النزاع ‬بين ‬قوات ‬الشرعية ‬والانتقالي ‬وعقد ‬إتفاق ‬استوكهولم ‬بين ‬قوات ‬التحالف ‬والحوثيين ‬إلا ‬أن ‬أجواء ‬النزاع ‬استمرت ‬في ‬اليمن ‬في ‬ظل ‬عدم ‬جدية ‬الأطراف ‬التي ‬وقعت ‬تلك ‬الاتفاقات ‬على ‬تنفيذها ‬، ‬فيما ‬قال ‬الرئيس ‬اليمني ‬الاسبق ‬علي ‬ناصر ‬محمد ‬في ‬حوار ‬خاص ‬اجرته ‬معه ‬(‬ ‬الزمان)‬ ‬الدولية ‬أنه ‬ليس ‬ضد ‬اتفاق ‬الرياض ‬الذي ‬وقّع ‬بين ‬الحكومة ‬الشرعية ‬والمجلس ‬الانتقالي ‬بإشراف ‬دولتي ‬الامارات ‬والسعودية، ‬واضاف ‬ناصر ‬محمد ‬:‬ ‬تابعنا ‬توقيع ‬هذا ‬الاتفاق ‬وكنا ‬نأمل ‬أن ‬يؤدي ‬الى ‬انفراج ‬وتحقيق ‬الأمن ‬في ‬عدن ‬المنكوبة ‬والوطن ‬الجريح. ‬وكما ‬هو ‬معروف ‬أن ‬الموقعين ‬عليه ‬من ‬قيادة ‬الحزب ‬الاشتراكي ‬اليمني، ‬الخنبشي ‬عضو ‬مكتب ‬سياسي ‬والخبجي ‬عضو ‬لجنة ‬مركزية، ‬وذلك ‬بعد ‬انتقالهم ‬من ‬موقع ‬الى ‬آخر، ‬وهذا ‬قرارهم ‬وخيارهم. ‬ولكن ‬كل ‬ما ‬يهمنا ‬أن ‬يقوم ‬هذين ‬الرفيقين ‬ومن ‬يمثلونهما ‬بالمساهمة ‬في ‬حل ‬الأزمة. ‬غير ‬أن ‬الاتفاق ‬يذكرني ‬بما ‬قاله ‬لي ‬صديق ‬فلسطيني ‬بأنه ‬كاتفاق ‬أوسلو ‬الذي ‬قال ‬عنه ‬الرئيس ‬حافظ ‬الاسد ‬أن ‬كل ‬بند ‬فيه ‬بحاجة ‬الى ‬اتفاق ‬بدليل ‬انه ‬لم ‬ينفد ‬الى ‬اليوم ‬بعد ‬27 ‬عاماً ‬وجاءت ‬صفقة ‬القرن ‬لتعصف ‬بما ‬تبقى ‬منه. ‬كما ‬أن ‬اتفاق ‬الرياض ‬لم ‬يبدأ ‬تنفيذه ‬بعد ‬منذ ‬5 ‬نوفمبر ‬2019م، ‬ويمكن ‬قول ‬نفس ‬الأمر ‬عن ‬اتفاق ‬ستوكهولم ‬بين ‬الشرعية ‬وانصار ‬الله ‬منذ ‬ديسمبر ‬2018م.‬
-‬ ‬هل ‬يعكس ‬هذا ‬الاتفاق ‬تقاسم ‬مناطق ‬النفوذ ‬بين ‬الأمارات ‬والسعودية ‬؟
نحن ‬نتمنى ‬على ‬الأخوة ‬في ‬السعودية ‬والامارات ‬أن ‬يوقفوا ‬الحرب، ‬بل ‬نتطلع ‬الى ‬اليوم ‬الذي ‬تتوقف ‬فيه ‬الحرب ‬تحت ‬إشرافهم ‬وبرعايتهم ‬كما ‬رعوا ‬اتفاق ‬الرياض ‬لأن ‬المشكلة ‬في ‬اليمن ‬لن ‬تحل ‬باتفاق ‬الرياض ‬ولا ‬اتفاق ‬ستوكهولم، ‬ونحن ‬لا ‬نقلل ‬من ‬الجهود ‬الإقليمية ‬والدولية ‬والمحلية ‬التي ‬بذلت ‬في ‬إعداد ‬هذه ‬الاتفاقيات، ‬ولكن ‬المشكلة ‬لن ‬تحل ‬إلا ‬بقرار ‬شجاع ‬ينهي ‬الحرب ‬التي ‬ستدخل ‬عامها ‬السادس ‬بعد ‬شهر ‬وقد ‬أكلت ‬الأخضر ‬واليابس ‬وتسببت ‬في ‬انهيار ‬الدولة ‬ومؤسساتها ‬وتشريد ‬الملايين ‬واليمن ‬تعيش ‬حالياً ‬إحدى ‬أكبر ‬الكوارث ‬الإنسانية ‬وهناك ‬أكثر ‬من ‬20 ‬مليون ‬تحت ‬خط ‬الفقر ‬وأصبح ‬فيها ‬اليوم ‬أكثر ‬من ‬رئيس ‬وأكثر ‬من ‬حكومة ‬وأكثر ‬من ‬جيش ‬فاليمن ‬بحاجة ‬الى ‬رئيس ‬واحد ‬وحكومة ‬واحدة ‬وجيش ‬واحد.‬

-‬على ‬الرغم ‬من ‬أن ‬البعض ‬يرى ‬أن ‬اتفاق ‬الرياض ‬قد ‬أنهى ‬أزمة ‬إلا ‬أنه ‬يعكس ‬وجود ‬أزمة ‬وتوترات ‬خفية ‬بين ‬الأمارات ‬والسعودية. ‬فما ‬حقيقة ‬ذلك ‬؟
أنا ‬لا ‬أحبذ ‬الخوض ‬في ‬العلاقات ‬بين ‬الدول ‬عموماً ‬وبالتالي ‬لا ‬أريد ‬التدخل ‬بالشؤون ‬الخاصة ‬أو ‬بالعلاقة ‬بين ‬الامارات ‬والسعودية، ‬فهذا ‬شأنهم، ‬وكل ‬ما ‬يهمنا ‬أن ‬تتفق ‬هاتان ‬الدولتان ‬على ‬إيجاد ‬حل ‬للأزمة ‬في ‬اليمن ‬ونحن ‬سنبارك ‬أي ‬جهد ‬لأنهائها ‬وإيقاف ‬الحرب ‬التي ‬تحولت ‬الى ‬حرب ‬استنزاف ‬لكافة ‬الأطراف ‬ولا ‬يستفيد ‬منها ‬إلا ‬تجار ‬الموت ‬والحروب.‬
-‬وهل ‬تعكس ‬تلك ‬الأزمة ‬تضاؤل ‬نفوذ ‬الرئيس ‬اليمني ‬عبد ‬ربه ‬منصور ‬وأنه ‬اصبح ‬شخصية ‬غير ‬مرحب ‬بها ‬؟
مع ‬الأسف ‬أن ‬الرئيس ‬عبد ‬ربه ‬منصور ‬فقد ‬تأثيره ‬وسيطرته ‬وسلطته ‬في ‬اليمن ‬منذ ‬مغادرته ‬صنعاء ‬وعدن ‬وبقي ‬خارج ‬الوطن ‬منذ ‬2015م ‬وحتى ‬اليوم ‬هو ‬وغيره ‬من ‬القيادات ‬في ‬السلطة ‬والمعارضة، ‬وقد ‬طالبت ‬أكثر ‬من ‬مرة ‬باعتباره ‬رئيساً ‬للبلاد ‬بأن ‬يعود ‬الى ‬وطنه ‬الذي ‬يتسع ‬له ‬وللجميع ‬ولكن ‬يبدو ‬أنه ‬طاب ‬لهم ‬المقام ‬في ‬فنادق ‬الرياض ‬وأبوظبي ‬والقاهرة ‬وقطر ‬واسطنبول ‬وعُمان ‬والذي ‬يدفع ‬الثمن ‬هو ‬الشعب. ‬وكنت ‬قد ‬توجهت ‬الى ‬الرئيس ‬عبد ‬ربه ‬منصور ‬هادي ‬برسائل ‬بعد ‬تسلمه ‬السلطة ‬في ‬مارس ‬2012م ‬هنأته ‬باستلام ‬مهام ‬رئيس ‬الجمهورية ‬وأشرت ‬عليه ‬من ‬باب ‬الحرص ‬والنصح ‬بمجموعة ‬من ‬الاجراءات ‬التي ‬كنت ‬أرى ‬من ‬الضروري ‬والمصلحة ‬أن ‬يتخذها ‬الرئيس ‬الذي ‬آلت ‬إليه ‬أمور ‬البلاد ‬والعباد ‬حينها ‬لمعالجة ‬الأزمة ‬التي ‬تمثلت ‬بمجموعة ‬من ‬القضايا ‬على ‬رأسها ‬القضية ‬الجنوبية ‬التي ‬كانت ‬بحاجة ‬الى ‬حل ‬سياسي ‬يرتضيه ‬الجنوبيون، ‬وكذلك ‬قضية ‬صعدة ‬وتجاوز ‬آثار ‬الحروب ‬الستة ‬التي ‬عانوا ‬منها ‬في ‬فترة ‬الرئيس ‬علي ‬عبد ‬الله ‬صالح. ‬كما ‬أكدنا ‬له ‬على ‬ضرورة ‬تسوية ‬أوضاع ‬الجنوبيين ‬الذين ‬تأثروا ‬بعد ‬حرب ‬1994م، ‬وكذلك ‬محاربة ‬الإرهاب ‬وإعادة ‬الأمن ‬والاستقرار ‬لليمن ‬ثم ‬الدعوة ‬الى ‬حوار ‬وطني ‬جامع ‬يلتقي ‬فيه ‬جميع ‬اليمنيين ‬بجميع ‬أطيافهم ‬لمناقشة ‬القضايا ‬الوطنية ‬وعلى ‬رأسها ‬القضية ‬الجنوبية ‬وقضية ‬صعدة ‬وقضية ‬شباب ‬التغيير ‬على ‬طريق ‬إنهاء ‬الأزمة ‬ووضع ‬دستور ‬جديد ‬للبلاد ‬وإجراء ‬الانتخابات ‬الرئاسية ‬والبرلمانية ‬للشروع ‬في ‬بناء ‬دولة ‬مدنية ‬حديثة. ‬وللأسف ‬فإنه ‬لم ‬يستمع ‬لنصائحنا ‬ونصائح ‬الآخرين.‬
-‬ ‬وهل ‬ترى ‬سوء ‬إدارة ‬الرئيس ‬اليمني ‬الحالي ‬للأزمة ‬احد ‬اسباب ‬تمكن ‬الحوثيين ‬في ‬السيطرة ‬على ‬مساحة ‬كبيرة ‬من ‬اليمن ‬وعلى ‬رأسها ‬صنعاء؟
الحوثيون ‬دخلوا ‬صنعاء ‬2014م ‬بتواطؤ ‬ودعم ‬الرئيس ‬السابق ‬علي ‬عبد ‬الله ‬صالح ‬وصمت ‬الرئيس ‬عبد ‬ربه ‬منصور ‬لأنه ‬عند ‬سقوط ‬عمران ‬بيد ‬الحوثيين ‬قال ‬إنها ‬عادت ‬الى ‬الوطن. ‬ونحن ‬لسنا ‬بصدد ‬الحديث ‬عن ‬هذا ‬الماضي ‬لأنه ‬أصبح ‬في ‬ذمة ‬التاريخ. ‬حظي ‬دخول ‬الحوثيين ‬الى ‬صنعاء ‬بمباركة ‬البعض ‬عندما ‬رفعوا ‬شعار ‬إسقاط ‬حكومة ‬الفساد ‬وإسقاط ‬الجرعة ‬وكان ‬هذا ‬مطلبا ‬جماهيريا ‬آنذاك ‬لقي ‬تجاوب ‬الشارع، ‬ومنذ ‬ذلك ‬التاريخ ‬وهم ‬يحكمون ‬صنعاء. ‬وكنت ‬قد ‬نبهتهم ‬في ‬نهاية ‬2014 ‬عندما ‬التقيت ‬بوفد ‬منهم ‬ونصحتهم ‬ألّا ‬يدخلوا ‬الجنوب ‬ولا ‬يقربوا ‬من ‬باب ‬المندب ‬ولا ‬يقربوا ‬من ‬شرعية ‬عبد ‬ربه ‬منصور ‬ولا ‬يستفزوا ‬الجيران.. ‬هذه ‬خطوط ‬حمراء ‬تتقاطع ‬فيها ‬وحولها ‬مصالح ‬اقليمية ‬ودولية ‬لن ‬يسمح ‬لأحد ‬باللعب ‬فيها، ‬لكن ‬للأسف ‬عملوا ‬بعكس ‬ذلك ‬بدعم ‬وتشجيع ‬من ‬الرئيس ‬السابق ‬علي ‬عبد ‬الله ‬صالح ‬وأطراف ‬أخرى، ‬وقد ‬أدى ‬ذلك ‬الى ‬الحرب ‬وتحت ‬هذا ‬المبرر ‬أُعلنت ‬عاصفة ‬الحزم ‬التي ‬مازالت ‬مستمرة ‬منذ ‬2015.‬
-‬وهل ‬ترى ‬أن ‬نفوذ ‬الرئيس ‬اليمني ‬السابق ‬علي ‬عبدالله ‬صالح ‬متمثلا ‬في ‬ابنه ‬والقوات ‬التابعة ‬له ‬لا ‬يزال ‬مؤثرا ‬في ‬اليمن ‬؟
لا ‬يمكن ‬أن ‬ننكر ‬أن ‬لأنصار ‬الرئيس ‬السابق ‬علي ‬عبد ‬الله ‬صالح ‬وحزب ‬المؤتمر ‬تأثيراً ‬على ‬الساحة ‬اليمنية ‬فقد ‬كانت ‬لديه ‬القدرة ‬على ‬نسج ‬التحالفات ‬والخلافات ‬وتسويتها، ‬وهو ‬الذي ‬حارب ‬الحوثيين ‬ست ‬حروب ‬ثم ‬تحالف ‬معهم ‬حتى ‬دخلوا ‬صنعاء ‬وعدن ‬ثم ‬تحارب ‬معهم ‬في ‬2017م. ‬واليوم ‬نتابع ‬التحالفات ‬الجديدة ‬مع ‬التحالف ‬الذين ‬كانوا ‬يقاتلونهم ‬منذ ‬بداية ‬2015م ‬وحتى ‬2017م ‬وكذلك ‬بروز ‬بعض ‬القيادات ‬العسكرية ‬المحسوبة ‬على ‬الرئيس ‬السابق ‬في ‬الساحل ‬الغربي ‬وبدعم ‬من ‬التحالف. ‬كنت ‬أتمنى ‬لو ‬إنهم ‬اكتفوا ‬بالحكم ‬السابق ‬الذي ‬استمر ‬لأكثر ‬من ‬30 ‬عاماً ‬بقيادة ‬الرئيس ‬علي ‬عبد ‬الله ‬صالح ‬ونحن ‬لسنا ‬ضدهم ‬بأن ‬يكونوا ‬شركاء ‬في ‬الحكم ‬وليس ‬حكاماً ‬من ‬جديد. ‬كانت ‬قوتهم ‬في ‬الماضي ‬والحاضر ‬في ‬الزعيم ‬علي ‬عبد ‬الله ‬صالح ‬رحمه ‬الله، ‬أما ‬المستقبل ‬فمن ‬الصعب ‬التكهن ‬به. ‬وأنا ‬لست ‬مع ‬استئصال ‬المؤتمر ‬أو ‬أنصار ‬الله ‬أو ‬الاصلاح ‬أو ‬أي ‬مكون ‬سياسي ‬كذلك ‬لست ‬مع ‬حكمهم ‬منفردين ‬وانما ‬بمشاركتهم ‬في ‬الحكم . ‬والحَكم ‬هو ‬صندوق ‬الانتخابات ‬وليس ‬المظاهرات ‬والدبابات ‬!!‬
–‬ما ‬هو ‬تقييمكم ‬للدور ‬الذي ‬يلعبه ‬المبعوث ‬الأممي ‬في ‬اليمن ‬في ‬ظل ‬الاتهامات ‬التي ‬توجه ‬له ‬بالفشل ‬في ‬إدارة ‬الأزمة ‬وانحيازه ‬للحوثيين؟
التقيت ‬معه ‬أكثر ‬من ‬مرة ‬هو ‬وغيره ‬من ‬المبعوثين ‬الأمميين ‬كجمال ‬بن ‬عمر ‬واسماعيل ‬ولد ‬الشيخ ‬ولقد ‬قاموا ‬جميعاً ‬بجهود ‬أممية ‬لحل ‬الأزمة ‬وايقاف ‬الحرب ‬في ‬اليمن ‬ولكنهم ‬واجهوا ‬صعوبات ‬بسبب ‬رفض ‬تجار ‬الحروب ‬الذين ‬سيتضررون ‬من ‬وقف ‬الحرب ‬وتحقيق
‬السلام. ‬وقلت ‬للسيد ‬مارتن ‬وقبله ‬للسيد ‬اسماعيل ‬ولد ‬الشيخ ‬بأن ‬القرار ‬ليس ‬بيد ‬هؤلاء ‬وانما ‬بيد ‬الكبار ‬وعليهم ‬أن ‬يتعاملوا ‬معهم ‬اذا ‬ارادوا ‬لمهمتهم ‬أن ‬تنجح ‬لاختصار ‬الطريق ‬ووقف ‬الدمار ‬وحقن ‬دماء ‬الابرياء ‬بدلاً ‬من ‬المؤتمرات ‬والزيارات ‬والتنقلات ‬بالطائرات ‬من ‬بلد ‬إلى ‬آخر ‬كما ‬يتنقل ‬غيرهم ‬من ‬المبعوثين ‬في ‬بعض ‬البلدان، ‬فالقرار ‬ليس ‬بيد ‬المتحاربين ‬في ‬هذه ‬الساحات ‬وانما ‬بيد ‬القوى ‬الاقليمية ‬والدولية ‬التي ‬مولت ‬وتمول ‬هذه ‬الحروب ‬وصرفت ‬عليها ‬مئات ‬المليارات، ‬باعتراف ‬بعض ‬المسؤولين ‬في ‬المنطقة، ‬كان ‬من ‬الممكن ‬أن ‬تعمر ‬بها ‬اليمن ‬والمنطقة ‬كلها.‬
-‬ ‬ما ‬هو ‬تقييمكم ‬للدور ‬العربي ‬بصفة ‬عامة ‬والدور ‬المصري ‬بصفة ‬خاصة؟ ‬وهل ‬يمكن ‬ان ‬يكون ‬لمصر ‬دورا ‬مؤثرا ‬في ‬المرحلة ‬القادمة؟
مع ‬الأسف ‬أن ‬الدور ‬العربي ‬ودور ‬الجامعة ‬العربية ‬تراجع ‬وكان ‬دون ‬المستوى ‬المطلوب ‬لحل ‬الأزمات ‬في ‬اليمن ‬والمنطقة ‬العربية ‬قياسا ‬بما ‬كان ‬عليه ‬الأمر ‬في ‬الماضي ‬كما ‬في ‬حروب ‬اليمن ‬والصومال ‬والسودان ‬والكويت ‬والعراق ‬وحسم ‬الحرب ‬اليمنية ‬في
‬الستينيات ‬في ‬قمة ‬الخرطوم ‬بين ‬الزعيمين ‬الرئيس ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬والملك ‬فيصل. ‬ولهذا ‬فإننا ‬نطالب ‬بدور ‬أكبر ‬للجامعة ‬العربية ‬بيت ‬العرب، ‬حتى ‬تتمكن ‬من ‬أداء ‬دورها ‬وواجباتها ‬التي ‬قامت ‬من ‬أجلها. ‬أما ‬عن ‬سؤالكم ‬حول ‬دور ‬مصر ‬فنحن ‬نقدر ‬دور ‬مصر ‬في ‬الماضي ‬والحاضر ‬فقد ‬ضحت ‬كثيراً ‬من ‬أجل ‬الأمة ‬العربية ‬وفي ‬المقدمة ‬قضية ‬فلسطين ‬واليمن ‬وغيرها ‬من ‬الدول ‬العربية.. ‬ولا ‬شك ‬أنه ‬لها ‬دور ‬وهو ‬مطلوب ‬فعندما ‬تنهض ‬مصر ‬تنهض ‬الامة ‬العربية ‬من ‬المحيط ‬الى ‬الخليج.‬
-‬ ‬ما ‬هي ‬انعكاسات ‬الخلاف ‬المصري ‬السعودي ‬على ‬الأزمة ‬بعد ‬رفض ‬مصر ‬إرسال ‬قوات ‬برية ‬إلى ‬اليمن ‬؟
أعتقد ‬أنه ‬لا ‬يوجد ‬خلاف ‬كما ‬سميتموه ‬لأنه ‬كما ‬أعلم ‬فإن ‬العلاقات ‬المصرية ‬السعودية ‬علاقات ‬طيبة. ‬أما ‬موضوع ‬ارسال ‬قوات ‬برية ‬الى ‬اليمن ‬فمصر ‬استفادت ‬دون ‬شك ‬من ‬تجاربها ‬السابقة ‬في ‬حروب ‬اليمن ‬1962 ‬الى ‬1967 ‬وهي ‬أكثر ‬من ‬ضحى ‬برجالها ‬وأموالها ‬من ‬أجل ‬اليمن ‬والحفاظ ‬على ‬النظام ‬الجمهوري ‬وتحرير ‬الجنوب ‬من ‬الاحتلال ‬البريطاني.‬
0- ‬ما ‬هي ‬انعكاسات ‬تصاعد ‬الخلاف ‬الامريكي ‬الإيراني ‬على ‬الأزمة ‬اليمنية ‬في ‬ظل ‬احتمالات ‬استخدام ‬إيران ‬للحوثيين ‬لتنفيذ ‬أجندتها ‬في ‬المنطقة ‬؟
يجب ‬أن ‬نعترف ‬بأن ‬اليمن ‬أصبحت ‬ساحة ‬لتدخلات ‬كل ‬الدول ‬الاقليمية ‬والدولية ‬ونحن ‬ضد ‬أي ‬تدخل ‬في ‬اليمن ‬سواء ‬من ‬قبل ‬إيران ‬أو ‬أميركا ‬أو ‬الدول ‬الاقليمية ‬ومع ‬علاقات ‬طيبة ‬مع ‬كافة ‬الدول ‬بما ‬يخدم ‬اليمن ‬وأمنها ‬واستقرارها ‬وسيادتها ‬الوطنية ‬ودون
‬وصاية ‬من ‬قبل ‬أي ‬طرف ‬من ‬الأطراف ‬لأننا ‬عانينا ‬لأكثر ‬من ‬60 ‬عاماً ‬من ‬التدخل ‬بالشؤون ‬السياسية ‬والأمنية ‬والعسكرية ‬لليمن ‬وقد ‬آن ‬الوقت ‬الذي ‬يجب ‬أن ‬تتوقف ‬فيه ‬هذه ‬التدخلات ‬لمصلحة ‬اليمن ‬ودول ‬المنطقة ‬والاهتمام ‬بالتنمية ‬وتجفيف ‬منابع ‬الارهاب ‬لأن ‬استقرار ‬اليمن ‬هو ‬استقرار ‬للمنطقة ‬كلها.‬
-‬ ‬في ‬النهاية ‬ماهي ‬اقتراحاتكم ‬لحل ‬الأزمة؟
تقدمنا ‬منذ ‬بداية ‬الحرب ‬2015 ‬بأكثر ‬من ‬مبادرة ‬لحل ‬الأزمة ‬اليمنية ‬وعملنا ‬على ‬تطويرها ‬بشكل ‬دائم، ‬وكان ‬آخرها ‬العام ‬الماضي ‬وقد ‬ارتكزت ‬على ‬النقاط ‬التالية:‬
أولاً:‬ ‬وقف ‬الحرب.‬
ثانياً:‬ ‬العمل ‬على ‬إنهاء ‬الصراع ‬عبر ‬حوار ‬جاد ‬بين ‬مختلف ‬الأطراف ‬اليمنية ‬وبرعاية ‬إقليمية ‬ومباركة ‬دولية ‬انطلاقاً ‬من ‬الأسس ‬والمبادئ ‬التالية:‬
الاتفاق ‬على ‬أن ‬الحوار ‬هو ‬الطريق ‬الوحيد ‬لحل ‬المشاكل ‬المتراكمة ‬في ‬اليمن ‬وأن ‬الشراكة ‬في ‬إدارة ‬الدولة ‬والمجتمع ‬أساس ‬للتعايش ‬وضمان ‬لاستعادة ‬بناء ‬الدولة ‬وإعادة ‬الإعمار ‬والشروع ‬في ‬التنمية.‬
الاتفاق ‬على ‬أن ‬الدولة ‬الاتحادية ‬هي ‬أفضل ‬الخيارات ‬للمشاركة ‬انطلاقاً ‬من ‬دولة ‬اتحادية ‬من ‬إقليمين ‬(‬شمال ‬وجنوب)‬ ‬ودراسة ‬بقية ‬الخيارات ‬الأخرى.‬
الاتفاق ‬على ‬الأولوية ‬المطلقة ‬لإعادة ‬بناء ‬الدولة ‬ومؤسساتها ‬وتسليم ‬كافة ‬الأسلحة ‬إلى ‬وزارة ‬دفاع ‬واحدة ‬متفق ‬على ‬هيكليتها ‬وإنهاء ‬كافة ‬الميليشيات ‬والمجموعات ‬المسلحة ‬عبر ‬توحيد ‬المؤسسات ‬العسكرية ‬والأمنية.‬
الاتفاق ‬على ‬أن ‬اليمن ‬جزء ‬فاعل ‬في ‬الإقليم ‬يحافظ ‬على ‬أمن ‬وسلامة ‬جيرانه ‬ويحفظ ‬حدودهم ‬ويصون ‬المصالح ‬المشتركة.‬
ونحن ‬على ‬مشارف ‬العام ‬السادس ‬للحرب ‬نتمنى ‬على ‬دول ‬التحالف ‬وكافة ‬القوى ‬الأخرى ‬أن ‬يُجروا ‬تقييماً ‬لتجربة ‬الحرب ‬التي ‬كان ‬البعض ‬يراهن ‬على ‬إنهائها ‬في ‬مدة ‬أقصاها ‬45 ‬يوماً، ‬وثبت ‬عكس ‬ذلك، ‬وأن ‬يستفيدوا ‬من ‬تجارب ‬الحروب ‬في ‬اليمن ‬بين ‬الملكيين
‬والجمهوريين ‬1962م ‬– ‬1967م ‬وحروب ‬لبنان ‬والسودان ‬والصومال ‬والعراق ‬وإيران ‬وغيرها ‬حيث ‬أن ‬كل ‬هذه ‬الحروب ‬حسمت ‬عبر ‬الحوار.‬
وقد ‬حان ‬الوقت ‬لأن ‬تتوقف ‬هذه ‬الحروب ‬العبثية ‬التي ‬يمر ‬بها ‬اليمن ‬منذ ‬60 ‬عاماً، ‬فاليمن ‬لا ‬يمكن ‬أن ‬يستقر ‬الا ‬باستثمار ‬خيراته ‬وثرواته ‬التي ‬عطلت ‬استخراجها ‬واستثمارها ‬الحروب، ‬فاليمن ‬يمثل ‬عمق ‬استراتيجي ‬لدول ‬المنطقة ‬كلها ‬بحكم ‬موقعه ‬في
‬الجزيرة ‬العربية ‬وباب ‬المندب ‬والبحر ‬الاحمر ‬والمحيط ‬الهندي. ‬ومن ‬مصلحة ‬دول ‬المنطقة ‬أن ‬يكون ‬لهم ‬حليفٌ ‬قويٌّ ‬وليس ‬قوى ‬ضعيفة ‬وتابعة ‬للقوى ‬الاقليمية ‬والدولية ‬لأن ‬استقرار ‬اليمن ‬هو ‬استقرار ‬للمنطقة ‬كلها.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.