إن الناظر الى حالنا اليوم ونحن نتخبط بين ثلاث ظُلم ، لا يكاد احدنا يرى فيهن يده، يقف مُتعجباً بل مذهولاً مما نقول ونفعل عالم باسره ينام على الاوجاع والاهات، عالم باسره ينام على البكاء والعويل، عالم باسره ينام على رائحة الادوية ان لم ينم على رائحة الجثث المنتشره هنا وهناك! ونحن!! بين شيخ يخاف على اولاده واحفاده، ونساء عجائز يُشفق عليهن اولادهن، وبين مُروع لا يريد الا ان يشبع رغباته بالاستمتاع في بث المخاوف بينهم، ومُستهزياُ ومستهتراً لا يرى بلاء الله ولا يراعي لغضبه ،فهو بين رسائل ضحك ومجالس استهتار وعدم مراغبة الله تعالى، وبين ناقداً لا يسمع الا ما يقول ولا يقول الا ما يريد! تجده ينتقد الشعوب ويقترح الحلول، وفي نفس الوقت يبادر في انتهاك اعراض الناس دون كلا او لا! مما يقول هذا الصنف : ان رُوقي الشعوب وتحضرها لم يساعدها ولو بشيء البسيط في مكافحة هذا الوباء "كوفيد19" هذه مقولة جاهل لا يعي مايقول ، ولو انه واعياً لقال قبل هذا، ان البلاء ما انزله الله بين الشعوب " الا لترتقي حقاً " لان كل ما وصلت اليه هذه الشعوب من رُقي لا يعد شيئاً امام الرُقي الذي اردهُ الله لها ان ترتقيه، وهو "الرُقي الايماني". ولو نظرنا وتمعنا جيداً لوجدنا ان جل الشعوب بل كلهم! خضعت تحت "الرُقي الايماني" نجد كافة التعليمات الاسلامية الاخلاقية تُطبق على العالم باسره ، وان كل ما اوصى به ديننا الحنيف يُطبق بين اليهود والنصارى اليوم لكن!! وضع تحت "لكن" الف خط اين تعاليم ديننا منّا ؟ بل اين نحن من تعاليم ديننا ؟ ونحن اليوم بأمسّ الحاجة اليها -نجد من يستهزي بها ولا يراها مُجديه نفعاً -ونجد المنتقد لها باسم الدين وهو من الدين في ضلال تجده ينتقد اغلاق المساجد وتعليق الجامعات وهجران الاسواق ومكوث والتزام البيوت! وهو يقول : لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا اتظن انك انت الوحيد من تؤمن بلله واقداره ؟ ام تظن ان الاقداد لا تاتي باسباب ؟ وما علم ان الماكث في بيته، مصلياً وداعياً ومحتسباً له اجر شهيد وان لم يمت ! قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس من رجل يقع الطاعون ، فيمكث في بيته صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد " صحيح رواه أحمد (26139) قال ابن حجر رحمه الله :" اقتضى منطوقه أن من اتصف بالصفات المذكورة يحصل له أجر الشهيد وإن لم يمت " فتح الباري (194/10) ونجد الصنف الخايف بين مُهولاً ومستهزاً وناقد ضعاف لا يملكون الا سؤال هذا وذاك وتلك عَلهم يجدون خبراً ساراً يُذهب روعهم ومخاوفهم التي غرستها تلك الاشاعات والترويجات التي تهدف الى زرع المخاوف بين الناس. نقول لهذا الصنف اصبروا وصابروا، فوالله ما اصابكم ماكان ليُخطاكم وما اخطاكم ماكان ليُصيبكم والصبر في البلاء تُضاعف اجور صابريه، وهي والله فرصه لمن قصر وفرط الزم بيتك وفرش سجادتك وافتح كتاب ربك والتزم الدعاء وبدعاء يزول البلاء واقتنم الاجور فالحسنة بعشر امثالها