احتشدت مئات ال0لاف من الجماهير الحضرمية في مليونية 18 يوليو 2020 في المكلا لتهتف بصوت واحد عن تأييدها للإدارة الذاتية وتفويضها للمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل شرعي وحامل لقضيتهم. وبالرغم من مخاوف عدوى فيروس كرونا الا ان اعداد الحشود المشاركة كشفت عن ان اهداف المليونية كانت على درجة بالغة من الاهمية لجميع الحضارم بالاجماع دون ادنى شك، وكشفت الاجراءات الاحترازية الوقائية المتميزة التي قامت بها لجان الانتقالي الطبية عن رضاء جميع المشاركين وهو ماعزز ثقتهم بالانتقالي وقدرته على ادارة المهام، وحماية من غامروا بارواحهم لأجل تحقيق اهداف المليونية. لقد عكس الشعار الابرز للمليونية المتمثل في تأييد قرار الادارة الذاتية ان الحضارم قد مسهم الضرر البليغ من ادارة الحكومة الشرعية المركزية وعدم ثقتهم بها. كما ان شعارات تفويضهم للمجلس الانتقالي قد كشفت عن عدم ثقتهم بمن يدعون تمثيل حضرموت تحت مسميات قبلية وسياسية وتاريخية اخرى. كما ان شعار التمسك باتفاق الرياض الموقع بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي وما احتواه من بنود التي ابرزها الاتفاق على تشكيل حكومة تشارك بين الانتقالي والشرعية وان يكون للانتقالي صفة الرقابة الشعبية على اداء الحكومة في المحافظات الجنوبية بدد هذا الشعار ادعاءات اعلام الحكومة الشرعية بنعت المجلس الانتقالي بالانقلابي او الانفصالي وكذلك مزاعم ادعاء اعلام الشرعية المتمثل في ان الانتقالي معرقلا لاتفاق الرياض، واظهر ان جوهر الخلاف بين الجماهير الجنوبية الممثلة بالمجلس الانتقالي وحكومة الشرعية ليس سوى خلاف يتمحور في سوء ادارة الدولة ومواردها الاقتصادية. كما ان تمسك الجماهير بمبدأ الادارة الذاتية في ظل حكومة وطنية مشتركة وفق اتفاق الرياض قد جاء متوافقا مع مخرجات الحوار الوطني (الذي تتغنى به حكومة الشرعية كأحد مرجعيات شرعيتها والمبني على المبادرة الخليجية المقرة من قبل مجلس النواب ومجلس الامن الدولي) والذي اقر تحول اليمن من نظام حكم مركزي الى نظام ادارة ذاتية فيدرالية، وان تذمر الجماهير من اداء الحكومة الشرعية والتدهور الاقتصادي المشهود امامهم خلال الخمس السنوات من اداء الحكومة المركزية، تكفي لان تكون سببا في مطالبتهم بالتعجيل بتنفيذ مطلب التحول نحو الادارة الذاتية وفق منظومة فيدرالية والتي لا تعتبر مطلبا جنوبيا بل مطلبا لكل الشعب بكل فئاته التي شاركت في مؤتمر الحوار والذي اعطى الشرعية لمجلس النواب الذي اقر مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية التي عقد الحوار في ضوؤها بإشراف واعتماد دولي. كما ان شعار رفض الاساءة والاستهداف لقوات امن النخبة الحضرمية وتوصيفها بالمليشيات من قبل حكومة الشرعية وتوقيف رواتبها في الوقت الذي تعتبر هذه القوة تشكلت وفق قرار من رئيس الجمهورية وتصدر رواتبها وترقياتها من قبل رئيس الجمهورية قد شكل استنكار ورفض اخر لأداء الحكومة الذي يتعارض مع القرارات الجمهورية ومع حاجة المجتمع لتلك القوات في حفظ امنها، ومطالبتهم لرئيس الجمهورية عبر اللجنة الرئاسية بتوسيع قوامها في المناطق الداخلية التي تشهد اختلالات امنية ووافق عليه. وعليه فان هذه المليونية قد وضعت الكثير من النقاط على الحروف ليتضح جوهر الاشكالات التي تعيق مسيرة هذا الشعب وقرار رؤيتهم بالاجماع لتصحيحها امام القيادة السياسية اليمنية وقيادات دول التحالف العربي المكلفة من قبل مجلس الامن بمعالجة اوضاع الشعب اليمني وقيادات المجتمع الدولي. عاش اليمن الاتحادي حرا موحدا،وعاشت اداراته الذاتية الفيدرالية لرسم وتنفيذ خطط تحقيق طموحاته وترجمة سياسات قيادته العليا.