تمكنت القوى التقليدية اليمنية من وئد الوحدة المعلنة عام 90 م بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية واحتلال الجنوب في صيف 94 م ومن حينها والجنوب واهله يعيش في نفق مظلم يمارس ضده كل انواع التعذيب والويلات والتنكيل ... وهذه حقيقة لا يجهله عاقل ولا معتوه . ولم يكن امام شعب الجنوب وسيله تخرجه من محنته هذه سوى قبس نورٍ في نهاية ذلك النفق المظلم (نور الحرية والاستقلال) رغم وجود حواجز جمه على طول امتداده .. حينها ادرك شعب الجنوب لا خلاص له من ذلك إلا الارتطام بكل تلك الحواجز مهما كانت التضحية ليصل الى هدفه المنشود ..!
بدأت المسيرات السلمية وزينت الاعلام الجنوبية جدران المنازل وشوارع مدن وقرى محافظات الجنوب .. إلا إن الاله العسكرية صوبت اسلحتها نحو الشعب الاعزل فقتلت وجرحت واعتقلت ، والقبيلة هددت وتوعدت ، والقوى الدينية كفرت وعلى القتل حرضت ، ليعيدونا الى بداية النفق ... وكانت النتيجة شهداء وجرحى ومعتقلين من خيرة شباب الجنوب ، فلم ولن تثنينا تلك القوى المتغطرسة .. بل زدنا اصراراً والمضيّ قدماً .
فخرج الملايين من شعب الجنوب بمليونياته ورفعت الاعلام عالياً على اسطح المنازل والساحات لإيصال رسالة للعالم الحر بان الجنوب على قلب رجل واحد يرفض الاحتلال .. وسُمع صدى ثورتنا كل اصقاع المعمورة وسيطرنا على ارض الجنوب .. إلا ان القوى أبت وضربت بيد من حديد محاولة إعادتنا نحو البداية فكانت الفاتورة غاليه جداً قوافل من الشهداء وآلاف من الجرحى والمعتقلين .
وجاءت المبادرة الخليجية وتمخض منها الخوار اليمني ، وفريق القضية الجنوبية ، ثم الاعتذار والذي يعتبر بمثابة اعتراف ضمني ، وبعدها لجنة 8x8 رغم إن كل هذه الاشياء المذكورة أنفاً لا تعني شعب الجنوب لا من قريب ولا من بعيد ، ونحن بخطانا ثابتون متجهين صوب الهدف المنشود (التحرير والاستقلال واستعادة الدولة) اي الخروج من ذلك النفق المظلم الجاثم على صدورنا ما يقارب العشرون عاماً .. وها نحن اليوم شارفنا على نهاية النفق ولحظة (الصدام الاعظم) فإما نكون او لا نكون .. ننتصر او سيعيدوننا إلى بداية النفق وستسيئ حالتنا اكثر من السابق بعشرات المرات .
فنتائج وأدوات الصدام جليه وواضحة سلفاً للجميع ألا وهي .. الطابور الخامس، الاصلاح المتواجد من ابناء جلدتنا ، القوات المتواجدة في الداخل ، المحاولة باستماته لجر ثورتنا إلى مربع العنف ، تسليح البلطجة ، خلق خلافات واشتباكات ، اغتيالات واعتقالات وهو الحاصل اليوم ، الهيكلة الكاذبة للمؤسسات العسكرية ، الاعلام المزيف ، دغدغة لمشاعر الجنوبيين بالمناصفة 50% ... إلخ .
فماهي الادوات لدى عقلاء القيادات التاريخية للمرحلة الأخيرة والحاسمة (عمل مؤسسي) ؟؟!! أم إننا سنضيع اللحظة التاريخية .. وسنضيع الوطن مرة اخرى ؟؟!!