في مشهد يتسم بالثبات والإصرار، ارتفعت صرخات التحدي والبراءة من المجرمين، وهتافات الولاء والوفاء في محافظاتتعز وحجة والحديدةوعمران، حيث احتشد أبناء القبائل والطلاب في وقفات ومسيرات تعبوية أكدت أن أبناء المحافظات المطلة على سواحل اليمن الغربية في أقصى درجات الجهوزية لكل الخيارات وإغراق كل المؤامرات. الحضور تشكّل من كُلّ أبناء المجتمع بمختلف شرائحه، ما جعل المشهد يبدو وكأن الأرض نفسها تشهد على عهد متجدد للشهداء، وعلى رفض كُلّ من ينوي الغدر أَو خيانة الأُمَّة. وبمشاركة واسعة تدفقت إلى ميادين الولاء والوفاء والاستنفار، شكّل الحاضرون لوحة حية تنطق بالعزيمة والإيمان، وتؤكّد أن روح التعبئة لا تعرف الكلل أَو الملل، وأن الجهوزية هي نبض القلوب في وجه كُلّ تهديد. ومن تعز المطلة على باب المندب الذي صار مصيدة للعدو ورعاته والمتعاملين معه، اجتمع أبناء مديرية حيفان في وقفة مسلحة حاشدة تجسدت فيها أصالة الانتماء والإيمان، بحضور العلامة كامل عوهج ومسؤول التعبئة أرحب العريقي، وقيادات عسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية. المشاركون من أبناء تعز الأبية رصّوا الصفوف، وكان كُلّ صف كالجبل الراسخ، يرفع شعارات الوفاء للشهيد الفريق الركن محمد الغماري، ويعلن البراءة من العملاء والخونة، مطلقين رسالة للعالم: هذا الشعب لا يساوم على كرامته ولا على دماء شهدائه، وثباته على موقفه الإيماني نصرةً لفلسطين لا يعرف التراجع. وبالصعود شمالًا نحو تهامة الوفاء والفداء والإسناد، كان أحرار الحديدة على الموعد ليؤكّدوا أنهم سيظلون حراسًا للبحر الأحمر وموتًا أحمر لكل المجرمين، حَيثُ احتشدت القبائل في مديرية الزيدية ونظموا وقفة مسلحة، رفعوا فيها شعارات الاصطفاف والتلاحم، استعدادًا للتوجّه إلى ميادين الجهاد. وبمشاركة شخصيات من كُلّ الشرائح في المجتمع التهامي الجامع بين العلم ورقة القلوب وقساوتها على الأعداء، تجسدت فيهم صورة الانتماء العميق للدين والعروبة، فيما عبّرت كلمات المشاركين عن أهميّة هذه الوقفات في تعزيز الوعي والجاهزية، وترسيخ الانتماء للأُمَّة والدفاع عن فلسطين ومقدساتها. أما البيان، فكل كلمة فيه كانت صدى لروح المقاومين، وكل هتاف دليلًا على أن العزم اليمني لا ينكسر. الشريط الساحلي اليمني الغربي أكمل أمواجه البشرية الهائجة بوقفة كبرى ومسيرة حاشدة بجامعة حجّة، حَيثُ التحم الأكاديمي والطالب بباقي أبناء المجتمع القبلي، فحلقت ألوان العِلم مع نفير القبائل المسلحة لتؤكّد الجاهزية على كُلّ المستويات. وتحت شعار "وفاءً لدماء الشهداء.. التعبئة مُستمرّة والجهوزية عالية"، أكّد العمداء ونوابهم وأساتذة الجامعات ومشايخ القبائل أنهم سيظلون في الصفوف الأمامية في كُلّ ميادين الجهاد والإسناد من مواقعهم، مجددين العهد بالثبات على المبادئ الإيمانية والأخلاقية، ورفع الجاهزية لمواجهة أي تحَرّك للعدوان ومرتزِقته. وفي الجوار، وتحديدًا في محافظة عمران، كان الأفق مزدانًا بعلم الوطن وريات البراءة وفوهات البنادق، حَيثُ احتشد أبناء القبائل في وقفة مسلحة، لتجديد العهد للشهداء بالثبات على الموقف وحمل الراية حتى النصر المؤزر، معلنين النفير لكل خيار قد تتطلبه المرحلة. وصدرت عن الوقفات بيانات كانت فصل الكلام، حَيثُ حملت البراءة من الخونة والعملاء، وحذرت كُلّ من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن، مؤكّدة أن القبائل ستظل سدًا منيعًا، وأن الجهوزية مُستمرّة على كُلّ المستويات، مع رفع الدعم الكامل للقوات المسلحة وتنفيذ توجيهات القيادة في المعركة المصيرية القادمة. كلمات وتأكيدات جعلت الوقفات مرايا تعكس ثبات الشعب اليمني، وارتباطه العميق بالقيم الدينية والوطنية، وتأكيده على دعم فلسطين ونصرة أهلها. كما أن كُلّ حضور قيادي، وكل بيان، وكل شعلة رفعها المشاركون كانت رسائل نارية تحمل دلالات القوة والوفاء والاستعداد الدائم لمواجهة كُلّ مخاطر الغدر والخيانة؛ أي أن المشهد بأسره كان خطابًا بصريًّا ووجدانيًّا يصنع جسرًا بين التاريخ والحاضر، بين الدماء التي أريقت على طريق القدس والعزم الذي لم ينكسر.