اعلن المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض لؤي صافي ان اول حكومة سورية منبثقة عن الائتلاف ستعلن الليلة بعد الانتهاء من التصويت على البيان الوزاري والوزراء، ومن بينهم امرأة، هم الذين اعلن عنهم رئيس حكومة الائتلاف المؤقتة احمد طعمة. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد رحب بموافقة الائتلاف الوطني السوري على حضور مؤتمر جنيف اثنين على قاعدة تشكيل حكومة انتقالية لا تشمل الرئيس السوري بشار الأسد او "الذين تلطخت ايديهم بالدماء."
ميدانيا، قالت لجان التنسيق المحلية في سورية ان اثنين وثلاثين شخصا قتلوا، معظمهم في درعا وحلب ودمشق وريفها، وان عددا آخر اصيب جراء سقوط قذيفة هاون، بالقرب من فرع الأمن الداخلي في منطقة الخطيب بالعاصمة السورية.
كما اوردت وسائل الاعلام الرسمي السوري مقتل تسعة اطفال وأصابة آخرين بجروح اثر سقوط قذائف هاون على مدرسة في حي القصاع وسط العاصمة وحافلة تقل طلابا في حي باب شرقي القريب منه.
وفي ريف حلب قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض إن احد عشر شخصا قتلوا في مدينة عين العرب، التي تسكنها غالبية كردية على الحدود مع تركيا، اثر تفجير انتحاري بالقرب من مبنى الهلال الأحمر الكردي.
وعلى صعيد آخر، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان مصر بالقاء القبض على أكثر من الف وخمسمئة لاجئ سوري، قبل إجبار معظمهم على مغادرة البلاد.
وقد قبض على اللاجئين، ومن بينهم أطفال، بينما كانوا يحاولون الهجرة إلى أوروبا على متن قوارب مهربين.
وتقول المنظمة ان اللاجئين الفلسطينيين من سوريا هم الاكثر عرضة للخطر على وجه الخصوص وأن مصر لا تقدم أي حماية مما تسميه حقول القتل السورية، باستثناء الاعتقال إلى أجل غير مسمى في ظروف بائسة.
شروط وكان الائتلاف قج قال خلال اجتماعات عقدها في مدينة أسطنبول التركية إن من بين شروط حضوره المؤتمر أن يفضي إلى عملية انتقال سياسي لا يضطلع فيها الرئيس بشار الأسد أو أركان نظامه بأي دور، بجانب إطلاق سراح معتقلين سياسيين والحصول على ضمانات تكفل وصول وكالات الإغاثة إلى المناطق المحاصرة.
هذا وقد سبق وأن أعلنت الحكومة السورية مرارا رفضها أي شروط تسبق عقد المؤتمر المقترح.
وحسب البيان الختامي للاجتماع، فإن الهيئة أعلنت "الاستعداد للمشاركة (في مؤتمر جنيف 2) على أساس نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات."
وطالب البيان بأن تشمل هذه الصلاحيات الجوانب "الرئاسية والعسكرية والأمنية."
واشترط الائتلاف أيضا ألا يكون للرئيس السوري "بشار الأسد وأعوانه الملطخة أياديهم بالدماء أي دور في المرحلة الانتقالية".
كما أصر على ضرورة توفير ممرات إنسانية آمنة للوصول إلى المدنيين المحاصرين وإطلاق المعتقلين، خصوصا النساء والأطفال منهم.
ولا تختلف هذه الشروط عن تلك التي أعلنها الائتلاف سابقا.
ومن المتوقع أن يجدد الرئيس السوري رفضه هذه الشروط.
وكانت دمشق قد أكدت رفضها لأي شروط مسبقة للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 الذي تسعى الولاياتالمتحدة وروسيا حثيثا لانعقاده في أقرب وقت، سعيا لحل الأزمة السورية بالوسائل السلمية.
ولم يشر بيان المعارضة إلى مسألة مشاركة إيران المحتملة في المؤتمر.
وكانت هذه المشاركة، المثيرة للجدل، أحد أسباب إخفاق الاخضر الإبراهيمي، الوسيط الدولي العربي، في إقناع الأطراف المعنية الأسبوع الماضي بالتوافق بشأن موعد انعقاد المؤتمر.
تفويض وكان متحدث باسم الائتلاف قد أعلن الأحد أن الائتلاف لن يشارك في مؤتمر جنيف من دون موافقة فصائل المعارضة المسلحة في الداخل.
واعتبر البيان الختامي لاجتماع اسطنبول أن نجاح أي مؤتمر دولي يهدف إلى تحقيق انتقال سياسي، يستدعي التزام النظام بالمبادئ والقرارات الدولية ذات العلاقة، وعلى الاخص بيان "مجموعة أصدقاء الشعب السوري"، الصادر في لندن الشهر الماضي.
وكان بيان المجموعة قد تضمن "وثيقة لندن" التي جاء فيها أنه "يجب ألا يكون للرئيس السوري ومساعديه المقربين الذين تلطخت أيديهم بالدماء أي دور في سوريا."
وقال رئيس المكتب الإعلامي للائتلاف، خالد الصالح، في مؤتمر صحفي بإسطنبول، إن "الائتلاف يسعى الى الزام النظام السوري بهذه الوثيقة وتطبيقها".
من ناحية أخرى، فوض عدد من الأحزاب السورية عضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، ونائب رئيس مجلس الوزراء السوري المقال قدري جميل لتمثيلهم في اللقاءات التي يجريها تحضيرا لمؤتمر جنيف 2.
وقالت تلك القوى والاحزاب السورية، في بيان رسمي، إن التفويض "يأتي منسجما مع وثائق الائتلاف، على قاعدة وقف العنف، ووقف التدخل الخارجي، وإطلاق العملية السياسية الكفيلة بحقن دماء السوريين وإحداث التغيير السلمي الديمقراطي المطلوب."
من ناحية أخرى، اتهم عضو الائتلاف كمال اللبواني في حديث لبي بي سي سفراء غربيين بالضغط على أعضاء الائتلاف للتصويت لصالح انضمام المجلس الوطني الكردي الى الائتلاف.