على طول طريق محطمة وبالقرب من احد الأحياء الشعبية بمديرية المعلا بمدينة عدن يمضي رجل في العقد السادس من عمره ويدعي "محمد صالح علي" وهو حاملا بين يديه جالونات مياه صغيرة ويلوح بها عاليا في طريقه إلى سيارة مياه تزاحم الأهالي حولها صباحا بهدف التزود بالمياه . يبتسم "صالح" ويقول بلهجة ساخرة :" انقلوا ياصحفيين حرب 1994 عادت الينا من جديد لا كهرباء لامياه لاطرقات كل الأوضاع اليوم بائسة الله يرحم أيامك ياجنوب .
انقطاع المياه لثلاثة ايام متوالية عن اعرق أحياء مدينة عدن على الإطلاق "المعلا" اعاد إلى الواجهة ذكريات قديمة عتيقة عاشها أهالي المدينة قبل 18 عام من اليوم حينما حاصرت قوات شمالية المدينة وقطعت إمدادات المياه عنها لأشهر .
صباحا تجولت "عدن الغد" بمديرية المعلا ورصدت عدد من المظاهر المشابهة لحرب صيف 1994 بوزة صغيرة تقف على قارعة طريق عامة فيما يتزاحم العشرات من الأهالي من الجنسين بهدف الحصول على شربة ماء.
تقول امرأة في العقد الخامس من عمرها وهي تقف إلى جانب طفليها وبيدها جالونات مياه صغيرة ل"عدن الغد" لم نتزاحم لأجل الحصول على شربة ماء منذ 1994 لاحد يستمع لنا او يحل مشاكلنا في عدن بتنا نعيش خوف وحرب واليوم عطش.
على جدران كثيرة خطت الكثير من الشعارات التي تنادي باستقلال الجنوب عن الشمال لكن صباحا احدهم كان يمد يده لأجل ان يخط شعارات مخالفة بشارع قصير وسط المعلا كتب "احدهم" ((نريد ماء ياحكومة)) في إشارة إلى تصاعد معاناة الناس مع انقطاع المياه.
اخرون من الأهالي عبروا عن احتجاجاهم على انقطاعات المياه بتنفيذ أعمال قطع طرقات استهدف طرقات عامة تقع في الاحياء العلوية من مديرية المعلا وتحديدا الطرقات الماره بالقرب من خط الدائري.
يقول الأهالي وإنهم ومنذ ايام خلت يعانون انعداما للمياه عن عدد من احياء مديرية المعلا في ظاهرة تعد هي الأولى من نوعها . الأهالي ناشدوا عبر "عدن الغد" الحكومة المحلية بإنهاء معاناتهم مع انقطاعات المياه التي قالوا أنها ارهقت كاهلهم . "ماجد عزان" رئيس نقابة عمال المياه بعدن تحدث هو الاخر ل"عدن الغد" قائلا ان ماحدث هو بسبب عطب تعرض له انبوب تزويد المياه الواصل الى المعلا . وقال :" نتيجة لكسر انبوب مقاس 24في جبل حديد في موقع لمواقع الضخ لمناطق المعلا والتواهي وكريتر مما أدى إلى انقطاع خدمة المياه لهذه المناطق والذي سبب نتائج غير مرحبة لنا في المؤسسة المحلية التي لم تنقطع هذه الخدمة حتى خلال احلك الظروف التي مرت عليها مدينة عدن ولكن لان الظرف خارج عن إرادتنا مما أدى إلى انقطاع الخدمة.
واضاف :"فكسر البيب جاء سبب لانقطاع الخدمة عن بعض مديريات المحافظة وتم إصلاح الكسر الأول وعند تشغيل الخط انكسر من موقع أخر في نفس المكان مما أدى إلى الاستمرار بالعمل ونحن إذ نهيب بالمواطنين بالصبر خاصة وان عمالنا مستمرين في الإصلاح وبخاصة وان اغلب عمال الصيانة في هذي المنطقة من أهالي المعلا والتواهي وكريتر فأنهم لن يألو بمجهوداتهم في سبيل إرجاع الخدمة إلى المواطنين. حيث نؤكد ان عدن غالية على الجميع وأهلها هم عمال هذي المؤسسة فلن نرضى بشي يسيء محافظتنا الغالية منا او من غيرنا فمنكم الصبر ومنا الوفاء خاصة وان الظرف خارج عن الإرادة.
