نحتفل جميعاً في مثل هذه الأيام من كل عام وتحديداً يوم السبت الموافق 15 مارس بذكرى يوم المدينة العربية ، وهو اليوم الذي تأسست فيه منظمة المدينة العربية في العام 1967 م / واتخذت مدينة الكويت مقراً لها ... فكم نحن بحاجة إلى تعزيز مفهوم شعار هذا العام (مدن مستدامة .. تحضر مستدام) في عقولنا وسلوكنا ، وإلى تعزيز مفهوم هذا الشعار ومضمونه في مدننا لتصبح آمنة في الوقت الحاضر وغير مهددة في المستقبل ، فالمدن المستدامة والتحضر المستدام يهدفان إلى توفير الخدمات الكافية والأمن وفرص العمل واستغلال الموارد الطبيعية مع المحافظة عليها وإصحاح بيئي مستدام .
إن المدن بصورة عامة وفي العقود الأخيرة بالذات شهدت تزايداً كبيراً في أعداد سكانها حينما انتقل إليها الكثير من سكان المناطق الريفية ، وذلك لأنها توفر الكثير من متطلبات العيش وتوفر الصحة والتعليم وفرص العمل وغيرها من الاحتياجات التي أصبحت مطلوبة لكل مواطن ، وكذلك الحال بالنسبة لمدينتنا عدن التي شهدت وتشهد تزايداً في أعداد السكان وبشكل متسارع مما يتطلب التخطيط والتنظيم لها على مدى بعيد وبشكل أفضل حتى تستطيع استيعاب الأعداد المتزايدة من السكان وتوفير احتياجاتهم والنهوض بخدماتهم والارتقاء بها إلى مصاف المدن المستدامة القادرة على توفير احتياجات سكانها من الخدمات وضمان عدم تعرض حقوق الأجيال القادمة للهضم والتهديد وحياتهم للخطر .
إننا بمناسبة يوم المدينة العربية لهذا العام نوجه رسالة لأنفسنا ولكافة أفراد المجتمع ولجميع مسئولي الدولة بأننا بحاجة إلى بناء مدن صديقة للبيئة ، مدن شوارعها مخططة تخطيطاً سليماً تنتهي فيها كافة مظاهر العشوائية ، مدن آمنة يقضى فيها على الفقر ويحد فيها من البطالة ، أننا بحاجة إلى مدن صديقة للبيئة خالية من كل أسباب التلوث ومصادره ، أننا بحاجة إلى مدن خضراء ، إلى تحسين نوعية وسائل النقل لتقليل الانبعاثات المضرة بالصحة والبيئة والاعتماد على وسائل الطاقة المتجددة والمحافظة على الموارد الطبيعية لتكون متاحة العيش الآمن لنا وللأجيال من بعدنا .
إننا جميعاً كأفراد في المجتمع يقع علينا دور كبير في تحقيق هذه الغايات والعمل جنباً إلى جنب مع مؤسسات الدولة لتحقيق الاستدامة لمدينتنا ولمجتمعنا .. وليكن شعارنا جميعاً ((لنعمل جميعاً على تحقيق المدن المستدامة والتحضر المستدام))