تغاريد حرة.. هذا ما احاول ان أكون عليه.. الشكر لكم    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    الداخلية تعلن ضبط أجهزة تشويش طيران أثناء محاولة تهريبها لليمن عبر منفذ صرفيت    عاجل: هجوم صاروخي للحوثيين في خليج عدن وإعلان أمريكي بشأنه    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    شيخ الأزهر يعلق على فقدان الرئيس الإيراني    بن دغر يدعو للتحرك بشأن السياسي محمد قحطان.. وبن عديو: استمرار اختطافه جريمة بحق الوطن    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    الوزير الزعوري يتفقد سير العمل بمشروع إعادة تأهيل شوارع ومداخل مستشفى المعاقين ومركز العلاج الطبيعي عدن    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



11 فبراير الحزين و " كلٍ يُغني على ليلاه "

عاش اليمانيون ونُخبه السياسية مثل هذا ليوم قبل خمسة اعوام بشكل مُختلف والجميع شارك في صنع هذ اليوم (الحادي عشر من فبراير)؟ ، فمنهم من خرج وتظاهر بالساحات العامة من مُختلف المشارب الثقافية والسياسية ، فمنهم من راقب المشهد بتوجس وحذر ويهمس في ذاته ليقول أهذه فعلاً ثوره ؟ أم تمرد أم عصيان ، والغالبية من المواطنين تسمّروا في أماكنهم وعلى أرائكهم ومفارشهم يَرقبون المشهد بخوف من الحدث والإندفاع المشحون بالعواطف 0
مَن سينكر ان مشهد كهذا لم يكن يُفرح ويُرعب الناس في آن واحد ، وخاصة وهي موجةٍ شعبيةٍ عارمةٍ موجهه عن بُعد وأكتسحت عدد من الدول العربية كمصر أم العروبة ، وسوريا قلعة الصمود القومي ، وتونس الخضراء المتصفة بالإستقرار النسبي ، وليبيا الثائرة الهادرة واليمن السعيد المساند للقضايا العربية ، ان إجتياح هذه البلدان المستقرة " نسبياً " بخروج المآت من الآلاف وحتى الملايين بشعارات شبه موحدة وكأنما هناك مركز موحد يقوم بتوجيه كل هذه الهيستيريا الشعبية الممتدة في أقطار عدد من البلدان العربية 0 ومع تسارع الاحداث وسقوط ثلاثة رؤساء عرب في غضون أسابيع محدودة وسقوط حكوماتها بأجهزتها الضبطية والأمنية وحتى التشريعية ولم نعد نسمع غير هدير أصوات المحتجين والغاضبين في شوارع القاهرة وتونس ودمشق وطرابلس وبغداد وحتى المنامة ، ازداد لهيب تغذية المشاعر والآمال لدى عدد من الشرائح اليمنية وبالذات الشباب الذي تاق وحلم كل واحدٍ منهم بمستقبله الشخصي والمهني والحياتي ومشروعه السياسي الفردي والجماعي ( وكلٍ يغني على ليلاه )
لنقترب من مشهد الحدث في اليمن اكثر ونوصّف خروج الجماعات والأحزاب وحتى الطوائف الى الساحات وقد عُرف ما سُمي يومها بتجمع شارع الستين وضم الفآت والأحزاب الآتية : – وهم ( الشباب المستقل ، الناشطات والنشطاء المستقلين ، شيوخ القبائل واتباعهم ، والحراك الجنوبي السلمي ، والحوثيين " أنصار الله " ، وأحزاب اللقاء المشترك ( تجمع الأخوان المسلمين الإصلاح ، الحزب الاشتراكي ، الحزب الناصري الوحدوي ، حزب الحق ، ) ، الجنود المنشقين من الجيش بقيادة اللواء / علي محسن الأحمر وكلٍ يُغني على ليلاه 0
النخبه السياسية مثل هذا ليوم قبل خمسة اعوام بشكل مُختلف والجميع شارك في صنع هذ اليوم (الحادي عشر من فبراير)؟ ، فمنهم من خرج وتظاهر بالساحات العامة من مُختلف المشارب الثقافية والسياسية ، فمنهم من راقب المشهد بتوجس وحذر ويهمس في ذاته ليقول أهذه فعلاً ثوره ؟ أم تمرد أم عصيان ، والغالبية من المواطنين تسمّروا في أماكنهم وعلى أرائكهم ومفارشهم يَرقبون المشهد بخوف من الحدث والإندفاع المشحون بالعواطف 0 مَن سينكر ان مشهد كهذا لم يكن يُفرح ويُرعب الناس في آن واحد ، وخاصة وهي موجةٍ شعبيةٍ عارمةٍ موجهه عن بُعد وأكتسحت عدد من الدول العربية كمصر أم العروبة ، وسوريا قلعة الصمود القومي ، وتونس الخضراء المتصفة بالإستقرار النسبي ، وليبيا الثائرة الهادرة واليمن السعيد المساند للقضايا العربية ، ان إجتياح هذه البلدان المستقرة " نسبياً " بخروج المآت من الآلاف وحتى الملايين بشعارات شبه موحدة وكأنما هناك مركز موحد يقوم بتوجيه كل هذه الهيستيريا الشعبية الممتدة في أقطار عدد من البلدان العربية. ومع تسارع الاحداث وسقوط ثلاثة رؤساء عرب في غضون أسابيع محدودة وسقوط حكوماتها بأجهزتها الضبطية والأمنية وحتى التشريعية ولم نعد نسمع غير هدير أصوات المحتجين والغاضبين في شوارع القاهرة وتونس ودمشق وطرابلس وبغداد وحتى المنامة ، ازداد لهيب تغذية المشاعر والآمال لدى عدد من الشرائح اليمنية وبالذات الشباب الذي تاق وحلم كل واحدٍ منهم بمستقبله الشخصي والمهني والحياتي ومشروعه السياسي الفردي والجماعي ( وكلٍ يغني على ليلاه). لنقترب من مشهد الحدث في اليمن اكثر ونوصّف خروج الجماعات والأحزاب وحتى الطوائف الى الساحات وقد عُرف ما سُمي يومها بتجمع شارع الستين وضم الفآت والأحزاب الآتية : – وهم ( الشباب المستقل ، الناشطات والنشطاء المستقلين ، شيوخ القبائل واتباعهم ، والحراك الجنوبي السلمي ، والحوثيين " أنصار الله " ، وأحزاب اللقاء المشترك (تجمع الأخوان المسلمين الإصلاح ، الحزب الاشتراكي ، الحزب الناصري الوحدوي ، حزب الحق ، ) ، الجنود المنشقين من الجيش بقيادة اللواء / علي محسن الأحمر وكلٍ يُغني على ليلاه. يقابله تكتل سياسي بساحة السبعين وميدان التحرير بالعاصمة صنعاء وضم : – حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه من الأحزاب والقوى الوطنية الأخرى ، وتكتلات شبابية وعدد من منظمات المجتمع المدني وتحالف عدد من القبائل وكان حاضراً في المشهد بمؤسساته الرسمية كلها.
هذان التكتلان شبه المتعادلان شكلا توازن رعب ضامن للبحث عن حلٍ سياسي وسط بين الفرقاء اليمنيين. لكن دعونا نقراء معاً في أوراق ووثائق الاهداف المعلنة والخفية لكل حزب ومجموعة ساهمت في هذا الحراك الشعبي العام او التمرد او الثورة على مستو الوطن .
أولاً : – قطاع واسع من الشباب والناشطين ومنظمات المجتمع المدني وهنا بداء للجميع دون استثناء إنهم يبحثون عن أفق جديد ومستقبل يفجرون فيه طاقاتهم ومواهبم لصنع غدٍ أجمل ، وخرجوا مع ( ثوار فبراير ) لتحقيق حلمهم المأمول 0
ثانياً : – الحراك الجنوبي السلمي وغيره وهم شِيع وفرق مختلفة ومتناحرة بحثت عن هوية جديدة غير يمنية وسعت طلائعها بشتى الطرق في استعادة دولتهم المنتهية والشريكة في صنع دولة الوحدة اليمنية وكان الخروج مع ( ثوار فبراير ) مناسبة لتحقيق هدفهم المعلن وهو الإنفصال.
ثالثاً : – حركة أنصار الله ( جماعة الحوثي ) وهي جماعة قاتلت النظام السابق لستة حروب متتالية في م/ صعده على إثرها أستُشهد قائدها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي وكان الخلاف بينها وبين الدولة بانها جماعة تنادي بمظلومية آل البيت وبقية الفآت الاجتماعية اليمنية المظلومة منذ ثورة 26 سبتمبر وبقيت على الهامش السياسي والاجتماعي وأُهملت مصالحها لعقود من الزمان وهم أشبه بحاضنة لجزء مهم من اتباع المذهب السياسي الزيدي ولكنهم بنظر النظام كانوا متمردين ، وهم ايضاً خرجوا مع ( ثوار فبراير ).
رابعاً : – التجمع اليمني للإصلاح " الإخوان المسلمين فرع الجزيرة واليمن " ، هذا الحزب هو أكبر أحزاب المعارضة اليمنية تنظيماً وعدداً ويمتلك علاقات وثيقة مع حكومة المملكة العربية السعودية ودولة قطر ووفروا لها المال والدعم اللوجستي المتنوع ، وكان شريك مهم في صنع الوحدة اليمنية عام 1990م وكان شريك في حرب تثبيتها عام 1994م ، وشريك في الحكومات المتعاقبة بعد الوحدة ، وفي الإنتخابات الرآسية عام 2006م فشل مرشحه للرآسه بالسباق الرآسي الذي حاز الرئيس السابق / علي عبدالله صالح بشرف الحصول على ثقة الشعب اليمني بنسبة تتجاوز 75% من أصوات الناخبين اليمنيين ، وخرج في فبراير عام 2011م ليقود وينظم الفوضى الخلاقة مع ( ثوار فبراير)
خامساً :– الحزب الاشتراكي اليمني هو الشريك الثاني في انجاز دولة الوحدة اليمنية المباركة بتاريخ 22مايو1990م ولكنه سرعان ماتراجع عنها بقرار متطرف يهدف لفصل الجنوب اليمني عن الجمهورية اليمنية ، وصدر القرار عبر أمينه العام الرفيق / علي سالم البيض وبقرار بالإجماع من قبل المكتب السياسي للحزب وبضغط من جماعة " الحل والعقد" في قيادة الحزب آنذاك ، فأعلنوا قرار الانفصال في 21مايو 1994م 0
ساهم الحزب في تأسيس تجمع وتكتل اللقاء المشترك للعمل كمعارضة رسمية في اليمن طيلة الفترة الماضية إلى ان جائت عاصفت 2011م وخرج الاشتراكيون مع ( ثوار فبراير )0 سادساً :– التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري هو احد الأحزاب القومية العربية اليسارية باليمن ، تعرض الحزب في تاريخه السياسي الى التنكيل والمطاردة لمواقفه المناهضة للتنظيم السياسي للجبهة القومية الحاكم وإجرآته في جنوب الوطن في سبعينيات القرن الماضي ، وفي شمال الوطن تم إعتقال ومحاكمة العديد من قياداته وإعدام أمينه العام وعدد من قياداته لقيامهم بمحاولة انقلابية فاشلة للإستيلاء على السلطة في العام 1979م ، كان ضمن مؤسسي تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض ومع هبوب عاصفة المظاهرات والتمردات في العام 2011م خرج الناصريون مع ( ثوار فبراير ). سابعاً :– انشقت وحدات من الجيش والأمن بقيادة اللواء / على محسن الأحمر وعدد من السياسيين والبرلمانيين وأنظمت عدد من الأحزاب الصغيرة المتواجدة بساحة جامعة صنعاء الى ( ثوار فبراير).

في الجهة المقابلة وقف المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصاره بثبات كالجبال الرواسي مع انه قد خسر ونزف العديد من عناصره القيادية والمتوسطة ، وعبر لاحقاً عن حالة المؤتمر الشعبي العام وموقفه وموقعه قائده وزعيمه / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق ورئيس المؤتمر في أكثر من مناسبة وقال بان حزب المؤتمر (تطَهَر) من عناصره الفاسدة واصبح قوياً أكثر من ذي قبل ويستطيع ان يخوض معترك مسؤلية المعارضة بإقتدار كما قاد الوطن لأكثر من 33 عاماً في البناء والتنمية البشرية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية.
إعادة القرائة للمشهد منذ لحظة انطلاقة المظاهرات من ميدان التحرير بالقاهره: شَكلت الاعتصامات الشبابية والكهولية في الساحات ملاذ آمن و حاضنة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة كتنظيم القاعدة وعصابات الاتجار بالمخدرات وحتى الأسلحة باعتبار هذه الساحات محمية بنظام أمني يقوده شباب من تنظيم الإخوان المسلمين والمتعاونين معهم طُبخت فيها أكثر المؤآمرات إجرامية وأتخذت لها مسميات كلها مستعارة من الصحف السيارة كمسمى جمعة الكرامة ، و "هولوكوست " تعز أي المحرقة التي لم يُثبت من الواقعة شيء سوى التزوير ، وموقعة كنتاكي بتقاطع شارع الزبيري بصنعاء وكانت الطامة الكبرى هي طبخة مؤآمرة تفجير مسجد دار الرآسة في اول جمعة من شهر رجب الموافق 3يونيو2011م وكان المخطط الإجرامي هو إبادة قيادة الدولة برمتها لتكتمل حلقة ( ثورتهم ) للإنقضاض على الدولة بمجملها. والقارىء اللبيب قد عَرف بقية الحكاية وأصبحت معروفة منذ انطلاقة المبادرة الخليجية بآليتها المزم
نة لعامين بالوفاء والتمام والحوار الوطني الشامل والالتفاف على نتائجه وقيام وسقوط حكومة التوافق السياسي الى ان تم التوقيع على وثيقة السلم والشراكة وما بعدها الى صبيحة يوم 25مارس2015م حينما شن تحالف العدوان العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بتواطىء دولي وصمت عالمي مخيف وها نحن في الشهر الحادي عشر للعدوان والحصار على الشعب اليمني المسالم لازال متواصلاً . وفي الأثناء تشكلت قوتين سياسيتين على ارض الواقع نتاج كل ما سلف ذكره:-
القوة الأولى : – تكونت من أحزاب وجماعات الإخوان المسلمين "تجمع الإصلاح" ، و الاشتراكيين ، والناصريين ، والعسكريين المنشقين ، وقطاعات من الشباب ، والعناصر المتساقطة من المؤتمر الشعبي العام ، إذ شكلوا حلف سياسي وعسكري مع الرئيس / عبدربة منصور هادي لجلب المرتزقة والجيوش الغازية للعدوان على اليمن وحصاره وتبرير جرائمه ، وهؤلاء هم (ثوار فبراير2011م) 0
القوة الثانية : – المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثيين " أنصار الله " وبقية القوى الوطنية والشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية والحاضنة الشعبية الاجتماعية من الشباب ومنظمات المجتمع المدني ، شكلوا حلف منيع لمقاومة العدوان العربي بقيادة السعودية.
إذاً ما الغرابة لو كل واحدٍ احتفل بهذه المناسبة على طريقته ووفق هواه ( كلٍ يغني على ليلاه ).
– فالمؤتمر الشعبي العام تخلص كما يقول من عبىء حمل ( العفش الزائد )وغير المفيده من على كاهل حزبه الكبير. – أنصار الله أصبحوا يمسكون بيدهم السلطة الادارية الفعلية بصنعاء وبالدولة عموماً. – التجمع الإخواني يستثمر أمواله في تركيا وقطر وبعض الدول الاوروبية واستمر شريك في السلطة وان كان مساحتها قمة هَضبة معاشيق بمدينة كريتر. – الأشتراكيون فرحون وفخورون بان أمين عام حزبهم السابق يؤدي اليمين الدستورية في مدينة الرياض كسفير لدى بريطانيا العظمى ، وهي الدولة التي قاتلها مناضلي وشهداء الجبهة القومية ووريثها الحصري الحزب الاشتراكي من أجل الإستقلال الوطني.
– الناصريون لأول مرة في تاريخهم يتبواء أمين عام حزبهم السابق حقيبة وزارة الخارجية في الجمهورية اليمنية بحدود هَضبة المعاشيق وفنادق دول الخليج. – الحراك الجنوبي المسلح رغم تناقضاته الحادة سُلمت له مقاليد السلطة في محافظتي عدن ولحج واجزء من الضالع . – كتلة الشباب والشابات ( الثوار) كوفئوا مقابل ثورتهم بجائزة نوبل "للسلام" وقياداتهم عُينوا سفراء ووزراء ونواب وزراء.
– حتى تنظم القاعدة وداعش الإرهابيين يحتفلون هذا اليوم بالثورة ويشكرون من أعماق قلوبهم (ثوار فبراير ) ، باعتبار انهم كانوا قبل نحو خمسة أعوام ملاحقين ومطاردين من قبل النظام السابق ، اما اليوم فهم اصحاب جاه وسلطان ويحكمون محافظات كبيره وأجزاء مهمة من اليمن.
والخلاصة : وللتذكير دائماً بان مستوى حياة المواطن اليمني على كل الصعد في مطلع فبراير2011م هي أفضل حالاً من معيشته اليوم في فبراير 2016م والحاذق منكم يستفسر من جاره 0
كلمة أخيرة للمغرمين بفكرة الثورات بانها المخلص لآلام الشعوب هي فكرة تحتاج الى مراجعة وتصويب فالفرنسيين بعد قرابة عشر سنوات من ثورتهم تحت شعار ( أخوة ، مساواة ، عدالة ) إختطف الإمبراطور / نابليون بونابرت السلطة وحولها من مَلكيةٍ إقطاعيه الى إمبراطوريةٍ ديكتاتورية وانتظروا قُرابة 200عام من ثورتهم حتى استقامت أمورهم بالتدريج ، وشعوب الاتحاد السوفيتي الإشتراكية انتظروا 70 عام كي يلغوا إجرآت ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى بقيادة فلاديمير إلتش أوليانوف لينين وبدؤا البناء من أول وجديد ، والشعب الصيني انتظر أربعين عام حتى تعدلت أحواله بالتخلي عن فكر الثوريين الرومانسيين من رفاق ماو تسي تونج وجيله القديم ، والأمثلة من التاريخ لا عد ولا حصر لها للقادة النجباء فحسب0
ان أية ثوره بالعالم لا يقودها مفكرين مشهود لهم بعمق تجليات نظرتهم للواقع مع استشراف جاد للمستقبل وسطروا نظرياتهم لمعاجة مثل لحظة الإنقلاب او الميلاد الثوري هي ثورات فاشلة ، والتوصيف الطبيعي لمثل هذه الحالات هي صراع على السلطة لا غير وإن ( مكيجناها) وحسناها بالعبارات والشعارات المُبهرة ، لأن الواقع وحده هو الحكم والفيصل 0 وعلينا جميعاً النظر بواقعية لكل مجريات الأحداث ونعفي انفسنا من انتقاد وتجريح بعضنا البعض في احتفائنا من عدمه ليوم عابر في حياتنا وحياة العديد من الامم واتركوا الجميع يُغني ويتغنى كلٍ على ليلاه 0
والله من وراء القصد ،،،
أ0د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور
رئيس جامعة عدن – محافظ عدن السابق
صنعاء في 11 فبراير 2016 م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.