دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    القائم بأعمال رئيس هيئة مكافحة الفساد يكرم والد الشهيد ذي يزن يحيى علي الراعي    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    بيان تحذيري من الداخلية    إيران تفكك شبكة تجسس مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    حلّ القضية الجنوبية يسهل حلّ المشكلة اليمنية يا عرب    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    قراءة تحليلية لنص "خطوبة وخيبة" ل"أحمد سيف حاشد"    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    لملس يبحث مع وفد حكومي هولندي سبل تطوير مؤسسة مياه عدن    الحديدة أولا    الحرارة المحسوسة تلامس الصفر المئوي والأرصاد يحذر من برودة شديدة على المرتفعات ويتوقع أمطاراً على أجزاء من 5 محافظات    الاتصالات تنفي شائعات مصادرة أرصدة المشتركين    رئيس بوروندي يستقبل قادة الرياضة الأفريقية    جولف السعودية تفتح آفاقاً جديدة لتمكين المرأة في الرياضة والإعلام ببطولة أرامكو – شينزن    حكاية وادي زبيد (2): الأربعين المَطّارة ونظام "المِدَد" الأعرق    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    ريال مدريد يقرر بيع فينيسيوس جونيور    نائب وزير الشباب والرياضة يطلع على الترتيبات النهائية لانطلاق بطولة 30 نوفمبر للاتحاد العام لالتقاط الاوتاد على كأس الشهيد الغماري    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    البروفيسور الترب يحضر مناقشة رسالة الماجستير للدارس مصطفى محمود    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    قراءة تحليلية لنص "خصي العقول" ل"أحمد سيف حاشد"    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



11 فبراير الحزين و " كلٍ يُغني على ليلاه "

عاش اليمانيون ونُخبه السياسية مثل هذا ليوم قبل خمسة اعوام بشكل مُختلف والجميع شارك في صنع هذ اليوم (الحادي عشر من فبراير)؟ ، فمنهم من خرج وتظاهر بالساحات العامة من مُختلف المشارب الثقافية والسياسية ، فمنهم من راقب المشهد بتوجس وحذر ويهمس في ذاته ليقول أهذه فعلاً ثوره ؟ أم تمرد أم عصيان ، والغالبية من المواطنين تسمّروا في أماكنهم وعلى أرائكهم ومفارشهم يَرقبون المشهد بخوف من الحدث والإندفاع المشحون بالعواطف 0
مَن سينكر ان مشهد كهذا لم يكن يُفرح ويُرعب الناس في آن واحد ، وخاصة وهي موجةٍ شعبيةٍ عارمةٍ موجهه عن بُعد وأكتسحت عدد من الدول العربية كمصر أم العروبة ، وسوريا قلعة الصمود القومي ، وتونس الخضراء المتصفة بالإستقرار النسبي ، وليبيا الثائرة الهادرة واليمن السعيد المساند للقضايا العربية ، ان إجتياح هذه البلدان المستقرة " نسبياً " بخروج المآت من الآلاف وحتى الملايين بشعارات شبه موحدة وكأنما هناك مركز موحد يقوم بتوجيه كل هذه الهيستيريا الشعبية الممتدة في أقطار عدد من البلدان العربية 0 ومع تسارع الاحداث وسقوط ثلاثة رؤساء عرب في غضون أسابيع محدودة وسقوط حكوماتها بأجهزتها الضبطية والأمنية وحتى التشريعية ولم نعد نسمع غير هدير أصوات المحتجين والغاضبين في شوارع القاهرة وتونس ودمشق وطرابلس وبغداد وحتى المنامة ، ازداد لهيب تغذية المشاعر والآمال لدى عدد من الشرائح اليمنية وبالذات الشباب الذي تاق وحلم كل واحدٍ منهم بمستقبله الشخصي والمهني والحياتي ومشروعه السياسي الفردي والجماعي ( وكلٍ يغني على ليلاه )
لنقترب من مشهد الحدث في اليمن اكثر ونوصّف خروج الجماعات والأحزاب وحتى الطوائف الى الساحات وقد عُرف ما سُمي يومها بتجمع شارع الستين وضم الفآت والأحزاب الآتية : – وهم ( الشباب المستقل ، الناشطات والنشطاء المستقلين ، شيوخ القبائل واتباعهم ، والحراك الجنوبي السلمي ، والحوثيين " أنصار الله " ، وأحزاب اللقاء المشترك ( تجمع الأخوان المسلمين الإصلاح ، الحزب الاشتراكي ، الحزب الناصري الوحدوي ، حزب الحق ، ) ، الجنود المنشقين من الجيش بقيادة اللواء / علي محسن الأحمر وكلٍ يُغني على ليلاه 0
النخبه السياسية مثل هذا ليوم قبل خمسة اعوام بشكل مُختلف والجميع شارك في صنع هذ اليوم (الحادي عشر من فبراير)؟ ، فمنهم من خرج وتظاهر بالساحات العامة من مُختلف المشارب الثقافية والسياسية ، فمنهم من راقب المشهد بتوجس وحذر ويهمس في ذاته ليقول أهذه فعلاً ثوره ؟ أم تمرد أم عصيان ، والغالبية من المواطنين تسمّروا في أماكنهم وعلى أرائكهم ومفارشهم يَرقبون المشهد بخوف من الحدث والإندفاع المشحون بالعواطف 0 مَن سينكر ان مشهد كهذا لم يكن يُفرح ويُرعب الناس في آن واحد ، وخاصة وهي موجةٍ شعبيةٍ عارمةٍ موجهه عن بُعد وأكتسحت عدد من الدول العربية كمصر أم العروبة ، وسوريا قلعة الصمود القومي ، وتونس الخضراء المتصفة بالإستقرار النسبي ، وليبيا الثائرة الهادرة واليمن السعيد المساند للقضايا العربية ، ان إجتياح هذه البلدان المستقرة " نسبياً " بخروج المآت من الآلاف وحتى الملايين بشعارات شبه موحدة وكأنما هناك مركز موحد يقوم بتوجيه كل هذه الهيستيريا الشعبية الممتدة في أقطار عدد من البلدان العربية. ومع تسارع الاحداث وسقوط ثلاثة رؤساء عرب في غضون أسابيع محدودة وسقوط حكوماتها بأجهزتها الضبطية والأمنية وحتى التشريعية ولم نعد نسمع غير هدير أصوات المحتجين والغاضبين في شوارع القاهرة وتونس ودمشق وطرابلس وبغداد وحتى المنامة ، ازداد لهيب تغذية المشاعر والآمال لدى عدد من الشرائح اليمنية وبالذات الشباب الذي تاق وحلم كل واحدٍ منهم بمستقبله الشخصي والمهني والحياتي ومشروعه السياسي الفردي والجماعي ( وكلٍ يغني على ليلاه). لنقترب من مشهد الحدث في اليمن اكثر ونوصّف خروج الجماعات والأحزاب وحتى الطوائف الى الساحات وقد عُرف ما سُمي يومها بتجمع شارع الستين وضم الفآت والأحزاب الآتية : – وهم ( الشباب المستقل ، الناشطات والنشطاء المستقلين ، شيوخ القبائل واتباعهم ، والحراك الجنوبي السلمي ، والحوثيين " أنصار الله " ، وأحزاب اللقاء المشترك (تجمع الأخوان المسلمين الإصلاح ، الحزب الاشتراكي ، الحزب الناصري الوحدوي ، حزب الحق ، ) ، الجنود المنشقين من الجيش بقيادة اللواء / علي محسن الأحمر وكلٍ يُغني على ليلاه. يقابله تكتل سياسي بساحة السبعين وميدان التحرير بالعاصمة صنعاء وضم : – حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه من الأحزاب والقوى الوطنية الأخرى ، وتكتلات شبابية وعدد من منظمات المجتمع المدني وتحالف عدد من القبائل وكان حاضراً في المشهد بمؤسساته الرسمية كلها.
هذان التكتلان شبه المتعادلان شكلا توازن رعب ضامن للبحث عن حلٍ سياسي وسط بين الفرقاء اليمنيين. لكن دعونا نقراء معاً في أوراق ووثائق الاهداف المعلنة والخفية لكل حزب ومجموعة ساهمت في هذا الحراك الشعبي العام او التمرد او الثورة على مستو الوطن .
أولاً : – قطاع واسع من الشباب والناشطين ومنظمات المجتمع المدني وهنا بداء للجميع دون استثناء إنهم يبحثون عن أفق جديد ومستقبل يفجرون فيه طاقاتهم ومواهبم لصنع غدٍ أجمل ، وخرجوا مع ( ثوار فبراير ) لتحقيق حلمهم المأمول 0
ثانياً : – الحراك الجنوبي السلمي وغيره وهم شِيع وفرق مختلفة ومتناحرة بحثت عن هوية جديدة غير يمنية وسعت طلائعها بشتى الطرق في استعادة دولتهم المنتهية والشريكة في صنع دولة الوحدة اليمنية وكان الخروج مع ( ثوار فبراير ) مناسبة لتحقيق هدفهم المعلن وهو الإنفصال.
ثالثاً : – حركة أنصار الله ( جماعة الحوثي ) وهي جماعة قاتلت النظام السابق لستة حروب متتالية في م/ صعده على إثرها أستُشهد قائدها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي وكان الخلاف بينها وبين الدولة بانها جماعة تنادي بمظلومية آل البيت وبقية الفآت الاجتماعية اليمنية المظلومة منذ ثورة 26 سبتمبر وبقيت على الهامش السياسي والاجتماعي وأُهملت مصالحها لعقود من الزمان وهم أشبه بحاضنة لجزء مهم من اتباع المذهب السياسي الزيدي ولكنهم بنظر النظام كانوا متمردين ، وهم ايضاً خرجوا مع ( ثوار فبراير ).
رابعاً : – التجمع اليمني للإصلاح " الإخوان المسلمين فرع الجزيرة واليمن " ، هذا الحزب هو أكبر أحزاب المعارضة اليمنية تنظيماً وعدداً ويمتلك علاقات وثيقة مع حكومة المملكة العربية السعودية ودولة قطر ووفروا لها المال والدعم اللوجستي المتنوع ، وكان شريك مهم في صنع الوحدة اليمنية عام 1990م وكان شريك في حرب تثبيتها عام 1994م ، وشريك في الحكومات المتعاقبة بعد الوحدة ، وفي الإنتخابات الرآسية عام 2006م فشل مرشحه للرآسه بالسباق الرآسي الذي حاز الرئيس السابق / علي عبدالله صالح بشرف الحصول على ثقة الشعب اليمني بنسبة تتجاوز 75% من أصوات الناخبين اليمنيين ، وخرج في فبراير عام 2011م ليقود وينظم الفوضى الخلاقة مع ( ثوار فبراير)
خامساً :– الحزب الاشتراكي اليمني هو الشريك الثاني في انجاز دولة الوحدة اليمنية المباركة بتاريخ 22مايو1990م ولكنه سرعان ماتراجع عنها بقرار متطرف يهدف لفصل الجنوب اليمني عن الجمهورية اليمنية ، وصدر القرار عبر أمينه العام الرفيق / علي سالم البيض وبقرار بالإجماع من قبل المكتب السياسي للحزب وبضغط من جماعة " الحل والعقد" في قيادة الحزب آنذاك ، فأعلنوا قرار الانفصال في 21مايو 1994م 0
ساهم الحزب في تأسيس تجمع وتكتل اللقاء المشترك للعمل كمعارضة رسمية في اليمن طيلة الفترة الماضية إلى ان جائت عاصفت 2011م وخرج الاشتراكيون مع ( ثوار فبراير )0 سادساً :– التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري هو احد الأحزاب القومية العربية اليسارية باليمن ، تعرض الحزب في تاريخه السياسي الى التنكيل والمطاردة لمواقفه المناهضة للتنظيم السياسي للجبهة القومية الحاكم وإجرآته في جنوب الوطن في سبعينيات القرن الماضي ، وفي شمال الوطن تم إعتقال ومحاكمة العديد من قياداته وإعدام أمينه العام وعدد من قياداته لقيامهم بمحاولة انقلابية فاشلة للإستيلاء على السلطة في العام 1979م ، كان ضمن مؤسسي تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض ومع هبوب عاصفة المظاهرات والتمردات في العام 2011م خرج الناصريون مع ( ثوار فبراير ). سابعاً :– انشقت وحدات من الجيش والأمن بقيادة اللواء / على محسن الأحمر وعدد من السياسيين والبرلمانيين وأنظمت عدد من الأحزاب الصغيرة المتواجدة بساحة جامعة صنعاء الى ( ثوار فبراير).

في الجهة المقابلة وقف المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصاره بثبات كالجبال الرواسي مع انه قد خسر ونزف العديد من عناصره القيادية والمتوسطة ، وعبر لاحقاً عن حالة المؤتمر الشعبي العام وموقفه وموقعه قائده وزعيمه / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق ورئيس المؤتمر في أكثر من مناسبة وقال بان حزب المؤتمر (تطَهَر) من عناصره الفاسدة واصبح قوياً أكثر من ذي قبل ويستطيع ان يخوض معترك مسؤلية المعارضة بإقتدار كما قاد الوطن لأكثر من 33 عاماً في البناء والتنمية البشرية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية.
إعادة القرائة للمشهد منذ لحظة انطلاقة المظاهرات من ميدان التحرير بالقاهره: شَكلت الاعتصامات الشبابية والكهولية في الساحات ملاذ آمن و حاضنة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة كتنظيم القاعدة وعصابات الاتجار بالمخدرات وحتى الأسلحة باعتبار هذه الساحات محمية بنظام أمني يقوده شباب من تنظيم الإخوان المسلمين والمتعاونين معهم طُبخت فيها أكثر المؤآمرات إجرامية وأتخذت لها مسميات كلها مستعارة من الصحف السيارة كمسمى جمعة الكرامة ، و "هولوكوست " تعز أي المحرقة التي لم يُثبت من الواقعة شيء سوى التزوير ، وموقعة كنتاكي بتقاطع شارع الزبيري بصنعاء وكانت الطامة الكبرى هي طبخة مؤآمرة تفجير مسجد دار الرآسة في اول جمعة من شهر رجب الموافق 3يونيو2011م وكان المخطط الإجرامي هو إبادة قيادة الدولة برمتها لتكتمل حلقة ( ثورتهم ) للإنقضاض على الدولة بمجملها. والقارىء اللبيب قد عَرف بقية الحكاية وأصبحت معروفة منذ انطلاقة المبادرة الخليجية بآليتها المزم
نة لعامين بالوفاء والتمام والحوار الوطني الشامل والالتفاف على نتائجه وقيام وسقوط حكومة التوافق السياسي الى ان تم التوقيع على وثيقة السلم والشراكة وما بعدها الى صبيحة يوم 25مارس2015م حينما شن تحالف العدوان العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بتواطىء دولي وصمت عالمي مخيف وها نحن في الشهر الحادي عشر للعدوان والحصار على الشعب اليمني المسالم لازال متواصلاً . وفي الأثناء تشكلت قوتين سياسيتين على ارض الواقع نتاج كل ما سلف ذكره:-
القوة الأولى : – تكونت من أحزاب وجماعات الإخوان المسلمين "تجمع الإصلاح" ، و الاشتراكيين ، والناصريين ، والعسكريين المنشقين ، وقطاعات من الشباب ، والعناصر المتساقطة من المؤتمر الشعبي العام ، إذ شكلوا حلف سياسي وعسكري مع الرئيس / عبدربة منصور هادي لجلب المرتزقة والجيوش الغازية للعدوان على اليمن وحصاره وتبرير جرائمه ، وهؤلاء هم (ثوار فبراير2011م) 0
القوة الثانية : – المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثيين " أنصار الله " وبقية القوى الوطنية والشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية والحاضنة الشعبية الاجتماعية من الشباب ومنظمات المجتمع المدني ، شكلوا حلف منيع لمقاومة العدوان العربي بقيادة السعودية.
إذاً ما الغرابة لو كل واحدٍ احتفل بهذه المناسبة على طريقته ووفق هواه ( كلٍ يغني على ليلاه ).
– فالمؤتمر الشعبي العام تخلص كما يقول من عبىء حمل ( العفش الزائد )وغير المفيده من على كاهل حزبه الكبير. – أنصار الله أصبحوا يمسكون بيدهم السلطة الادارية الفعلية بصنعاء وبالدولة عموماً. – التجمع الإخواني يستثمر أمواله في تركيا وقطر وبعض الدول الاوروبية واستمر شريك في السلطة وان كان مساحتها قمة هَضبة معاشيق بمدينة كريتر. – الأشتراكيون فرحون وفخورون بان أمين عام حزبهم السابق يؤدي اليمين الدستورية في مدينة الرياض كسفير لدى بريطانيا العظمى ، وهي الدولة التي قاتلها مناضلي وشهداء الجبهة القومية ووريثها الحصري الحزب الاشتراكي من أجل الإستقلال الوطني.
– الناصريون لأول مرة في تاريخهم يتبواء أمين عام حزبهم السابق حقيبة وزارة الخارجية في الجمهورية اليمنية بحدود هَضبة المعاشيق وفنادق دول الخليج. – الحراك الجنوبي المسلح رغم تناقضاته الحادة سُلمت له مقاليد السلطة في محافظتي عدن ولحج واجزء من الضالع . – كتلة الشباب والشابات ( الثوار) كوفئوا مقابل ثورتهم بجائزة نوبل "للسلام" وقياداتهم عُينوا سفراء ووزراء ونواب وزراء.
– حتى تنظم القاعدة وداعش الإرهابيين يحتفلون هذا اليوم بالثورة ويشكرون من أعماق قلوبهم (ثوار فبراير ) ، باعتبار انهم كانوا قبل نحو خمسة أعوام ملاحقين ومطاردين من قبل النظام السابق ، اما اليوم فهم اصحاب جاه وسلطان ويحكمون محافظات كبيره وأجزاء مهمة من اليمن.
والخلاصة : وللتذكير دائماً بان مستوى حياة المواطن اليمني على كل الصعد في مطلع فبراير2011م هي أفضل حالاً من معيشته اليوم في فبراير 2016م والحاذق منكم يستفسر من جاره 0
كلمة أخيرة للمغرمين بفكرة الثورات بانها المخلص لآلام الشعوب هي فكرة تحتاج الى مراجعة وتصويب فالفرنسيين بعد قرابة عشر سنوات من ثورتهم تحت شعار ( أخوة ، مساواة ، عدالة ) إختطف الإمبراطور / نابليون بونابرت السلطة وحولها من مَلكيةٍ إقطاعيه الى إمبراطوريةٍ ديكتاتورية وانتظروا قُرابة 200عام من ثورتهم حتى استقامت أمورهم بالتدريج ، وشعوب الاتحاد السوفيتي الإشتراكية انتظروا 70 عام كي يلغوا إجرآت ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى بقيادة فلاديمير إلتش أوليانوف لينين وبدؤا البناء من أول وجديد ، والشعب الصيني انتظر أربعين عام حتى تعدلت أحواله بالتخلي عن فكر الثوريين الرومانسيين من رفاق ماو تسي تونج وجيله القديم ، والأمثلة من التاريخ لا عد ولا حصر لها للقادة النجباء فحسب0
ان أية ثوره بالعالم لا يقودها مفكرين مشهود لهم بعمق تجليات نظرتهم للواقع مع استشراف جاد للمستقبل وسطروا نظرياتهم لمعاجة مثل لحظة الإنقلاب او الميلاد الثوري هي ثورات فاشلة ، والتوصيف الطبيعي لمثل هذه الحالات هي صراع على السلطة لا غير وإن ( مكيجناها) وحسناها بالعبارات والشعارات المُبهرة ، لأن الواقع وحده هو الحكم والفيصل 0 وعلينا جميعاً النظر بواقعية لكل مجريات الأحداث ونعفي انفسنا من انتقاد وتجريح بعضنا البعض في احتفائنا من عدمه ليوم عابر في حياتنا وحياة العديد من الامم واتركوا الجميع يُغني ويتغنى كلٍ على ليلاه 0
والله من وراء القصد ،،،
أ0د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور
رئيس جامعة عدن – محافظ عدن السابق
صنعاء في 11 فبراير 2016 م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.