تناولت الصحف الغربية الصادرة اليوم تطورات الانتخابات المصرية بين منتقد ومؤيد لها، وأولت اهتماما خاصا بفتور حماسة الناخبين وبقائهم بعيدا عن مراكز الاقتراع بأعداد كبيرة. ففي مقاله بصحيفة غارديان البريطانية كتب مجدي عبد الهادي (صحفي ومحلل سياسي) أن فوز المشير عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة المصرية يبدو مرجحا، ولكن التعلم من أخطاء الماضي سيكون حاسما لنجاحه. ويصف السيسي بأنه "محافظ وقومي مستبد، وهو في هذا ينسجم إلى حد كبير مع العديد من المصريين، بل قد يكون هذا هو سبب شعبيته الكبيرة". وأضاف أنه بالرغم من ذلك لم ينجح الاستبداد في علاج الكثير من أمراض مصر في الماضي، وليس هناك سبب للاعتقاد أنه سيفعل هذا الآن لأن الشفافية والمحاسبة وحكم القانون هو الحل. وهنا يكمن (يضيف عبد الهادي) التحدي الأكبر للسيسي: أن يتعلم من الأخطاء التي أدخلت مصر في أزمات متلاحقة وجعلتها تبدو حتى الآن أقل بكثير من إمكاناتها والتزاماتها. ويقول الكاتب إن السيسي، مثل كثير من السلطويين من جيله والمؤسسة التي ينتمي إليها عموما، ما زال لا يستطيع هضم (ناهيك عن التعايش مع) فكرة أن الديمقراطية صاخبة وكثيرة الضجيج وسليطة في كثير من الأحيان، وتعلم التعايش مع هذا الأمر يمكن أن يكون المفتاح لنجاحه بينما الفشل في ذلك سيكون أخبارا سيئة له ولمصر. ديمقراطية زائفة ومن جانبه، يرى روبرت فيسك في مقال بصحيفة إندبندنت أن انتخابات الرئاسة المصرية تمثل تتويجا لقيصر جديد يرى أن الديمقراطية تبعد عن مصر عشرا أو عشرين سنة. ويعتقد الكاتب أن السيسي لديه ثلاثة أشياء تعمل لصالحه، فهو يعرض تحرير المصريين من ثلاث سنوات من الديمقراطية الزائفة في ظل حكم محمد مرسي، ولديه معظم دول الخليج الغنية، باستثناء قطر، تقف إلى جانبه لإنقاذ مصر من الإفلاس، والأميركيون ستبقى أفواههم مغلقة وخزانتهم مفتوحة للجيش المصري شريطة أن يضمن السيسي أمن إسرائيل. وأضاف أن شيئا آخر وهو أن السيسي عرض تقديم الاستقرار الذي ينشده الجميع، وخاصة الغرب والإسرائيليين الذين يواجهون "الإرهاب الإسلامي" في الشرق الأوسط، وعقب على ذلك بأن هذا هو ما يقدمه الحكام المستبدون دائما. تغريدات انتقادية وفيما يتعلق بجو الانتخابات، كتبت صحيفة نيويورك تايمز أنه مع الحظر القانوني للتظاهر بالشوارع، بدا المصريون وكأنهم يسجلون فتور حماستهم من الانتخابات التي نظمتها الحكومة المدعومة من الجيش بالبقاء بعيدا عن مراكز الاقتراع بأعداد كبيرة أو بإفساد أصواتهم أو بالسخرية من العملية برمتها على الإنترنت. وألمحت الصحيفة إلى بعض الانتقادات اللاذعة من المعارضين للعملية الانتخابية، ومنها تبادل صور مراكز التصويت الخاوية على عروشها في بعض الأماكن والأصوات الاحتجاجية وإحدى مقاطع الفيديو التي لقيت رواجا كبيرا على موقع يوتيوب يقوم فيه شخص بتسويد بطاقات التصويت لصالح السيسي ثم حملها شخص آخر يرتدي بدلة عسكرية مموهة. وأوردت الصحيفة بعض التغريدات الانتقادية التي نشرت على الإنترنت، ومنها أن أحدهم كتب "في محاولة لزيادة الإقبال الجماهيري المنخفض، الحكومة تعرض التصويت بالنيابة عنكم"، ومنها أيضا "I don't Sisi any voters"، يريد أن يقول أنا لا أرى أي ناخبين وحرف كلمة أرى بالإنجليزية ووضع بدلا منها اسم سيسي لقرب التشابه في النطق. ومنها صورة جندي يساعد سيدة مسنة للإدلاء بصوتها بأحد مراكز التصويت ولا أحد غيرها في المكان، وصورة أخرى أرسلها شخص قال فيها إن مركز التصويت في منطقته كان فارغا والزحام كان على محل الفلافل المجاور. ومن جانبها، كتبت مجلة تايم أن انخفاض الإقبال على صناديق الانتخابات يثبت أنه عقبة أمام طموحات القائد العسكري السابق عبد الفتاح السيسي الذي ما زال متأكدا من فوزه.