قررت لجنة الانتخابات في مصر تمديد فترة الانتخابات الرئاسية ليوم إضافي، لتنتهي اليوم بدلا من أمس وسط مخاوف من إقبال ضعيف للناخبين، حسب ما ذكر الإعلام الرسمي. ومع بدء عمليات فرز الأصوات مساء اليوم حيث تعرف النتائج الأولية، تشير التوقعات إلى أن الانتخابات ستسفر عن تنصيب قائد الجيش السابق المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا جديدا للبلاد، مع تركيز الأنظار في الداخل والخارج على نسبة المشاركة في التصويت كمؤشر مهم لمدى التأييد الشعبي الذي يحظى به السيسي، مقابل منافسه السياسي اليساري مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، وسيتم الإعلان عن الفائز رسميا في موعد أقصاه الخامس من يونيو المقبل. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن عضو لجنة الانتخابات، المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، أن قرار تمديد الانتخابات ليوم إضافي لتنتهي اليوم بدلا من أمس، اتخذ ل«إتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من الناخبين، للإدلاء بأصواتهم ومنح فرصة للوافدين للعودة إلى دوائرهم الأصلية للإدلاء بأصواتهم». ويأتي القرار وسط مخاوف لدى أنصار المرشح الأوفر حظا عبدالفتاح السيسي من ضعف الإقبال على التصويت في الانتخابات. انفجار في «مصر الجديدة» قالت وزارة الداخلية في صفحتها على «فيس بوك» إن انفجاراً وقع في حي مصر الجديدة، شمال شرق القاهرة أمس، لكن لم يسفر عن إصابات أو خسائر مادية، وأضافت أن الانفجار «محدود ناتج عن عبوة بدائية متوسطة الحجم (وضعت) وسط مخلفات». وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء هاني عبداللطيف، لوكالة «فرانس برس»، إن «عبوة محلية الصنع متوسطة (القوة) كانت موضوعة وسط القمامة في أحد الشوارع أسفرت عن الانفجار المحدود». وتشترك قوات كبيرة من الجيش والشرطة في تأمين العملية الانتخابية. ويضع بعض عناصر الأمن، خارج مراكز الاقتراع، أقنعة سوداء على وجوههم، بينما تقف عناصر شرطية بملابس مدنية. رقص على صفحة السيسي على «فيس بوك» وضع معجبون مئات من صورهم وهم يرتدون قمصاناً عليها أعلام مصر أو تعليقات وطنية، وعلى أصابعهم الحبر الفسفوري الذي يبين أنهم أدلوا بأصواتهم. ورفع آخرون لافتات عليها عبارة «تحيا مصر» شعار السيسي. وفي بعض اللجان الانتخابية ردد أنصار السيسي الأغاني ورقصوا على أنغام أغنية كتبت خصيصاً لحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم. شكاوى شكت حملة صباحي من مخالفات كثيرة، منها اعتداءات جسدية على مندوبين، وتدخل الشرطة والجيش في اليوم الأول من التصويت. ووصفت الحملة الانتخابية لصباحي الإقبال على التصويت في اليوم الأول بأنه «متوسط وأقل من المتوسط في بعض اللجان». وكانت الحكومة قد قررت أن يكون يوم أمس عطلة عامة، لمنح المواطنين فرصة أكبر للمشاركة في التصويت، وتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم، لمنع تكدس الناخبين أمام اللجان الانتخابية. وكالت وسائل الإعلام المحلية، المؤيدة للحكومة، الانتقادات للناخبين لعدم التصويت بأعداد كبيرة في الانتخابات، وتلقى مصريون رسائل نصية على هواتفهم المحمولة تذكرهم بغرامة التخلف عن الإدلاء بالأصوات. وأفاد المراسلون المنتشرون في مختلف المحافظات المصرية بأن الإقبال في صبيحة اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية، محدود وخجول، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الجيش والشرطة. إلى ذلك أشار مراسل في العاصمة المصرية إلى أن المشهد في القاهرة لا يختلف عن بقية المحافظات من حيث انخفاض نسب الإقبال. وعند فتح مراكز الاقتراع لم يكن هناك أي صف في أحد مراكز الاقتراع بالقاهرة، وفي مركزين آخرين كان يقف نحو خمسة إلى ستة ناخبين للأدلاء بأصواتهم، وهو أقل من اليوم الأول الذي كانت فيه صفوف تضم عشرات الناخبين. كذلك في الفيوم أتى الحضور خجولاً وضعيفاً، مقارنة باليوم الأول، حيث بلغت النسبة نحو 20% وهي نسبة مقبولة نظراً إلى وضع المحافظة التي شهدت توترات أمنية خلال الأشهر القليلة الماضية. وكما في العديد من المحافظات، سجلت حلوان أيضاً أجواء هادئة جداً على الرغم من أن اليوم يوم إجازة. من جهته، قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات في الإسكندرية، المستشار مسعد أبوسعدة، إن الإقبال على الانتخابات بلغ، أول من أمس، 20% تقريباً، مرجعاً ذلك إلى انشغال عدد كبير من الناخبين بعملهم، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة الشديد. وعم جو من البهجة أجواء الانتخابات في مصر، خلال توجه المصريين إلى صناديق الاقتراع التي اتسمت أيضاً بمشاركة العديد من الشخصيات العامة والفنانين الذين يؤمنون بأهمية التصويت، خصوصاً في هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر. إلا أن المراقبين وصفوا الإقبال على الاقتراع بالمتوسط، وذلك على الرغم من الدعاوى والحملات التي تحفز الشعب المصري على المشاركة. وطلب السيسي نفسه، الجمعة، من المصريين التصويت بكثافة، وقال في مقابلة تلفزيونية «عليكم النزول الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البلاد، انزلوا وأظهروا للعالم كله أنكم 40 أو 45 (مليوناً) وحتى أكثر». ورغم أن العديد من المراقبين يقولون إن الإقبال كان متوسطاً، أول من أمس، إلا أن المتحدث باسم وزير الداخلية، هاني عبداللطيف، قال في تصريح لقناة التحرير الخاصة، صباح أمس، إنه «حسب التقديرات الأمنية فإن قرابة 16 مليون ناخب اقترعوا» في اليوم الأول للانتخابات. وكانت أعداد قليلة من الناخبين تقف أمام بعض مراكز الاقتراع في القاهرة عند فتح أبوابها مجدداً، صباح أمس، بحسب صحافي من «فرانس برس». وأكد أكثر من ناخب أنه جاء للتصويت للسيسي. وتغطي صور السيسي جدران العاصمة منذ اشهر عدة، وهو يعد بالنسبة لمعظم المصريين الرجل القوي القادر على إعادة الأمن والاستقرار للبلاد، بعد ثلاث سنوات من الفوضى والاضطرابات أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار وارتفاع نسبة البطالة. في المقابل، يقدم القيادي اليساري، حمدين صباحي، نفسه باعتباره المرشح المعبر عن مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير، التي عكسها شعارها الرئيس «عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية». وأعلن عدد من النشطاء الشباب الداعين للديمقراطية أنهم سيصوتون لمصلحة صباحي، بينما قررت مجموعات شبابية أخرى مقاطعة الانتخابات، وبينها حركة «6 أبريل» التي شاركت في إطلاق الدعوة للثورة على مبارك في 2011. ويقوم الاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوقية مصرية بمراقبة الانتخابات التي تعد الاستحقاق الثاني في خريطة الطريق، التي أعلنها الجيش مع عزل مرسي في يوليو الماضي، والتي يفترض أن تنتهي بانتخابات تشريعية في الخريف المقبل. ومع انتهاء التصويت، مساء اليوم ، تبدأ مباشرة عملية فرز الأصوات. ومن المقرر إعلان الفائز رسمياً في موعد أقصاه الخامس من يونيو المقبل، لكن النتائج الأولية على مستوى اللجان الفرعية قد تعرف اليوم بعد بدء عمليات الفرز. يذكر أن المرشح السيسي حصل الأسبوع الماضي على أكثر من 94% من الأصوات خلال تصويت المصريين في الخارج. ويبدو الإقبال على هذه الانتخابات أقل من الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أجريت بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق، حسني مبارك، في 2011، عندما وقف الناخبون بالمئات في صفوف امتدت عبر الشوارع المؤدية لمراكز الاقتراع. القاهرة وكالات وسائل الإعلام قدمت وسائل الإعلام المملوكة للدولة ورجال أعمال مؤيدين للسلطات المدعومة من الجيش صورة مختلفة. وكتبت صحيفة الأهرام الحكومية عنوانا يقول «المصريون يصنعون التاريخ» مع صورة لصف طويل من الناخبين الذين يقفون انتظارا للإدلاء بأصواتهم.وكتبت صحيفة المصري اليوم المستقلة «المصريون يختارون الرئيس ويعلنون نهاية الإخوان». منع الدعاية الانتخابية منعت اللجنة العليا للانتخابات أي نوع من أنواع الدعاية الانتخابية أمام اللجان أو في محيطها لأي من المرشحَين الرئاسيين، وهو ما دفع أنصارهما إلى الابتعاد عن اللجان والقيام بالدعاية لمرشحيهما. كما كانت هناك عربات صغيرة تحمل أعلام مصر ومكبرات صوت تطوف الشوارع لحث الناس على التصويت عبر إذاعة الأغاني الوطنية. الامارات اليوم