سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حذر من تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والدولي في حال ساءت الأوضاع باليمن.. القربي يتهم إيران بالتدخل السافر ويؤكد رفض أي تعاون إيراني مع أي طرف يمني
عدن أونلاين/ متابعات اتهم وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إيران بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية لليمن. ونفى القربي في حديث ل"الخليج" الإماراتية أن تكون هناك ضغوط أمريكية على بلاده لإقامة قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى، وجدد نفي أن يكون هناك تدخل عسكري أمريكي مباشر في الحرب التي يخوضها الجيش اليمني ضد تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، مشيراً إلى أن الجيش اليمني هو من يقوم وبشكل منفرد بخوض المواجهات المسلحة المتصاعدة في مناطق عدة بابين، وأن الدور الأمريكي لا يتجاوز تقديم الدعم اللوجيستي لتعزيز قدرات قوات مكافحة الإرهاب في اليمن. واعتبر الدكتور القربي مؤتمر أصدقاء اليمن الذي عقد الأربعاء الماضي في العاصمة السعودية الرياض "ناجحاً".. وقال: كان هناك من يشكك في نجاح المؤتمر، لكنني أعتقد أن المؤتمر كونه عقد في موعده المحدد وتميز بمستوى مشاركة عالية نتيجة أن هناك دولاً لم تكن من قبل ضمن مجموعة أصدقاء اليمن والتحقت بأصدقاء اليمن، دليل على أن الإقليم والمنطقة والعالم مهتم اهتماماً خاصاً باليمن وأنه يريد أن يقف معه في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة لمساعدته على اجتياز العامين القادمين بما يهيئ لمستقبل تبنى فيه الدولة اليمنية الحديثة ومؤسسات الدولة وتعالج فيه الاختلالات التي عشناها منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام،2006 فقد كنا نخرج باستمرار من أزمة لندخل في أزمة جديدة. وأشاد الوزير القربي بالعلاقات المتميزة بين بلاده والإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أن العلاقة بين البلدين تاريخية، وأعرب عن أمله في أن تقدم الإمارات المزيد من الدعم لليمن، وأن مؤتمر أصدقاء اليمن الذي عقد الأربعاء الماضي في الرياض أكد تفهم دول المنطقة والإقليم والعالم لأهمية الأمن والاستقرار في اليمن. وأكد وزير الخارجية اليمني القربي في حديث إلى “الخليج” أن العلاقات اليمنية - الإماراتية متميزة وقوية ولها خصوصية منذ أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) الذي قدم لليمن الكثير من الدعم التنموي. وأضاف أن الإمارات كانت من الدول التي أسهمت حقيقة بدور فاعل في استمرارية المبادرة الخليجية والحفاظ عليها في أوقات كان البعض يعتقد أن هذه المبادرة ستفشل. وقال: “نحن في اليمن نعول على دولة الإمارات اليوم لكي تقف مع اليمن وبخاصة في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة سواء بتوفير الدعم التنموي أو مجال التعاون الأمني الذي سيعزز ليس فقط من أمن واستقرار اليمن وحدها ولكن من أمن واستقرار المنطقة كلها”. وأعرب عن تقديره العالي لموقف المملكة العربية السعودية ومبادرتها بالإعلان عن دعم اليمن بمبلغ أكثر من ثلاثة مليارات دولار. وقال: “هذا دليل على أن المملكة تدرك مسؤوليتها تجاه أمن واستقرار اليمن وحرصت أن تعلن هذا المبلغ في هذا الاجتماع رغم أن مؤتمر المانحين هو عادة المناسبة التي تعلن فيها التعهدات التمويلية، إلا أن السعودية استبقت هذا المؤتمر كي يكون موقفها واضحاً من دعم أمن واستقرار اليمن”. وأشار القربي إلى أن كل الخطابات في مؤتمر أصدقاء اليمن كانت داعمة للحكومة اليمنية ولجهودها في مكافحة الإرهاب والتطرف وتأكيد التزاماتها بدعم جهود الحكومة للحفاظ على أمن واستقرار اليمن. ونفى القربي أن تكون دول مجلس التعاون قد تجاهلت قضية انضمام بلاده إلى المجموعة الخليجية، وأشار إلى أن مؤتمر أصدقاء اليمن ليس له علاقة بقضية اندماج اليمن في مجلس التعاون الخليجي،فهذه القضية تعتبر في نظر الأطراف المشاركة في المؤتمر قضية ثنائية بين اليمن ومجلس التعاون وهي تسير في مسار آخر. واعتبر القربي أن استحداث قاعدة عسكرية أمريكية في جزيرة سقطرى يتقاطع مع الدستور اليمني الذي يحظر السماح بأي وجود عسكري أجنبي على أراضي البلاد، مشيراً إلى أن ما تردد عن وجود ضغوط أمريكية على الحكومة لتحويل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية أمريكية لا أساس له من الصحة. وحذر من تداعيات كارثية على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي في حال ساءت الأوضاع الأمنية في اليمن، مشيراً إلى أن اليمن يتحكم في واحد من أهم الممرات المائية في العالم عبر خليج عدن ومضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، وبالتالي فإن أي خلل في أمن واستقرار اليمن، سيمثل تهديداً للأمن والاستقرار الدولي. وفيما اتهم الوزير القربي أطرافاً لم يسمها في إيران وأخرى من خارجها مرتبطة بالحكومة الإيرانية، بالتدخل السافر في الشأن اليمني، اعتبر أي تعاون إيراني مع أي طرف من الأطراف السياسية في اليمن ليس مقبولاً إلا في الإطار المتعارف عليه. وقال: “نحن حريصون على استمرار العلاقة مع إيران والحكومة الإيرانية وهو جزء من حرص دول الإقليم كلها على خلق علاقات عربية إيرانية تخدم دول المنطقة كافة وترفض التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة من الدول”. وأضاف: “إذا كان هناك من عون لأية دولة في المنطقة فهو لكي تسهم في مساعدة الدولة الشقيقة أو الجارة، لهذا السبب نحن حريصون أن يكون لإيران الدور الايجابي في تعزيز وحدة اليمن وأمنه واستقراره وعدم التعاون مع أي طرف من الأطراف السياسية في اليمن إلا في الإطار المتعارف عليه”. ورداً على سؤال بشأن تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة والغرب والمخاوف من تزايد اندلاع حرب ثالثة في المنطقة، ألا يحفز الحكومة اليمنية للبدء جديا بالتفكير في استثمار موقعها الجغرافي كونها تمتلك مضيق باب المندب الذي يمثل الخيار البديل في حال إغلاق مضيق هرمز بسبب الحرب المحتملة، قال القربي: “بكل تأكيد، وربما هذه المخاطر هي من جعلت المجتمع الدولي تدرك جيدا أهمية تعزيز أمن واستقرار اليمن وخطورة تردي الأوضاع الأمنية في اليمن على الأمن والاستقرار الدولي كون اليمن يتحكم في واحد من أهم الممرات المائية في العالم عبر خليج عدن ومضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، وبالتالي أي خلل في الأمن والاستقرار في اليمن سيمثل تهديداً للتجارة الدولية والأمن والاستقرار الدولي. ويكفي أن نرى ما هي نتائج الانفلات الأمني في الصومال لنقدر ماذا سيحدث لو- لا قدر الله- وساءت الأوضاع الأمنية في اليمن ومن المنطقي جدا أن تحرص كافة الأطراف الدولية وكذا الأطراف اليمنية سواء كانت في السلطة أو المعارضة على الحفاظ على أمن واستقرار، وأن يكون لها الدور الداعم للحكومة وأجهزة الأمن في تحقيق هذا الأمن والاستقرار وألا تتحول قضية الأمن والاستقرار في اليمن إلى قضية مماحكات سياسية.