أفادت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركيَّة بأن الجيش الأميركي ومسئولي مكافحة الإرهاب يضعون رؤيتهم على الوجود المتزايد لجماعة داعش في اليمن الذي مزقته الحرب. وقالت الصحيفة إنَّ زيادة عدد الضربات الجوية ضد "تنظيم الدولة" المسمى "داعش" في اليمن زاد الأيام الماضية مقابل انخفاض للضربات ضد معاقل للتنظيم في مناطق أخرى بالشرق الأوسط". وحسب الصحيفة فإن: "ثلاث ضربات قاتلة هذا الشهر ضد معسكرات تدريب تنظيم الدولة في اليمن تمثل إعادة تركيز لقوات مكافحة الإرهاب الأميركية على الدولة في شبه الجزيرة العربية التي كانت هدفا منتظما للقوات الأميركية التي تقاتل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على مدى العقدين الماضيين". وقالت البنتاغون (الدفاع الأميركيَّة) إن الغارات الثلاث قتلت 60 ممن يعتقد بانتمائهم لتنظيم الدولة باليمن، تركزت الغارات في محافظة البيضاء. ومنذ تولي دونالد ترامب السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي كثفت الولاياتالمتحدة ضرباتها الجوية في اليمن، لتبلغ أكثر من الضربات في عهد ولاية سلفه باراك أوباما خلال ثمان سنوات. وتشير مراكز بحوث إلى أنَّ عدد الغارات الأميركيَّة منذ يناير وحتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول بلغ أكثر من 120 ضربة جوية. لكن الأكثر خطورة ومحاولة تأكيد وجود التنظيم -الذي تقتصر عملياته على الاغتيالات وعمليات تفجير دموية بإعلانات على شبكات التواصل- كانت قائمة الإرهاب ب"11" الأخيرة حيث قامت بتسمية أشخاص بصفتهم القيادية في التنظيم. وأشار بيان وزارة الخزانة الأميركيَّة إلى اسم رضوان محمد حسين علي قنان (قنان) منتصف عام 2017، أصبح قنان أحد القادة الرئيسيين في تنظيم "داعش- اليمن" ، وكان نائبا للقائد الميداني لتنظيم داعش- اليمن. واعتبارا من مطلع عام 2016، كان قنان قائدا في تنظيم داعش في اليمن الذي يقود ويوجه أعضاء وكان مسؤولا عن عمليات الاغتيال التي وقعت. خالد المرفدي: "اعتبارا من منتصف عام 2017، كان المرفدي قائدا في التنظيم والمسؤول عن تحركات مقاتلي داعش-اليمن". وينتمي المرفدي إلى بلدة "يافع" وقام بتجنيد العشرات في التنظيم، وتم اعتباره -حسب بيان وزارة الخزانة الأميركيَّة – قائد العمليات في التنظيم. وفي مطلع عام 2016، سعى المردفي للتفاوض حول إبرام اتفاقية بخصوص العمليات المشتركة بين تنظيم الدولة والقاعدة في جزيرة العرب في اليمن. أبو سليمان العدني: وتعتبر وزارة الخزانة الأميركيَّة ودول الخليج، كما في الأسماء السابقة، العدني الرأس المدبرة في تنظيم الدولة وأفادت التقارير بأن أبو بكر البغدادي رشحه في عام 2013 ليكون أمير داعش-اليمن ويقال إنه كان أيضا قائدا عسكريا في داعش-اليمن اعتبارا من أواخر عام 2016. خالد سعيد غابش العبيدي: تم اتهامه بكونه أمّنّ شحنات أسلحة مهربة إلى مواقع ومستودعات تخزين سلاح سرية تابعة للتنظيم. واعتبارا من أواخر عام 2016، أصبح غابش واحدا من أبرز الأعضاء الكبار في تنظيم الدولة في الغيضة، محافظة المهرة، اليمنية، كما كان أحد قادة التنظيم في محافظة حضرموت. عادل عبده فارع عثمان الذبحاني "أبو العباس": صنف مكتب وزارة الخزانة الأميركية (OFAC) عادل عبده فارع عثمان الذبحاني (فارع)، حيث تبني، أو قدم الدعم المالي، والمادي، أو التقني، أو الخدمات المالية أو غيرها من الخدمات ل، أو بما يؤدي إلى دعم، القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش-اليمن. وفي سبتمبر الماضي قالت صحيفة ميدل ايست مونيتور البريطانية "إنَّ من الممكن أنَّ تكون الولاياتالمتحدة قامت بتوسيع عملية “العزم الصلب” من العراقوسوريا إلى اليمن. وكان من الممكن أن تكون الطائرات الأميركية تعرَّضت للاعتداء من قبل أحد الخصوم. وفي الوقت الذي تتصارع فيه معركة داعش على بلدان تعتقدها آمنه مثل اليمن والفلبين، تواجه الولاياتالمتحدة تحديا متزايدا بشأن الإذن القانوني لمطاردة داعش في جبهات جديدة". وقال خليل ديوان وهو محلل معني بالحرب الأميركيَّة الخارجية إنَّ الولاياتالمتحدة تحتاج إلى إذن قانوني دولي لمطاردة داعش على جبهات جديدة مثل اليمن والفليبين، لكن ليس لدى واشنطن غطاء قانوني لمثل هذه العمليات العسكرية. حيث يغطي الترخيص الحالي لاستخدام القوة العسكرية (AUMF)) لتراخيص 11سبتمبر/أيلول. وقد استخدمت لمطاردة القاعدة وطالبان والقوات المرتبطة بها في حرب عالمية على الإرهاب أينما وجدت القاعدة. وقد أصبح هذا الإذن القانوني قديما وعفا عليه الزمن حيث ظهرت تهديدات جديدة وناشئة في السنوات القليلة الماضية في سورياوالعراق؛ لذلك فإن الترخيص لا يشمل جماعات مثل داعش. وفي مارس، قدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحولا جديدا في العمليات يسمح للجيش الأميركي بتنفيذ القوة المميتة في مناطق معينة تعرف باسم” ساحات القتال المؤقتة” لمدة تصل إلى ستة أشهر وقد مكن هذا التحول في السياسات من زيادة عدد الغارات، وغارات الطائرات بدون طيار، والعمليات الخاصة في اليمن دون موافقة الكونغرس الأميركي. وبالتزامن مع هذا التحول في مارس، دفعت وكالة المخابرات الأميركية لتوسيع صلاحياتها وزادت من الضربات السرية في أفغانستان وغيرها من البلدان. مما أثار قلق البنتاغون. وكانت إدارة أوباما حَدت من استخدام غارات مكافحة الإرهاب وضربات الطائرات بدون طيار، لكن يبدو أن إدارة ترامب سعيدة بزيادتها، ويجري الضغط حاليا على البيت الأبيض بشأن هذا القرار؛ لأن التوسع في هذه السياسة يثير المخاوف من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، لاسيما أنه بدون أي شفافية أو مساءلة، وبالتالي يشكل ذلك تطورا مهما. ويرى مراقبون، أنَّ القائمة الجديدة التي تضم أسماء تدعم الحكومة الشرعية، ستفرض ضغوطا كبيرة على الحكومة المعترف بها دولياً، التي تدعم القيادات المدرجة فيها، كما أنها ستسفر عن مزيد من الفوضى والاضطرابات في البلد الهش أمنيا.