دفع الاحتلال الصهيوني بالوضع الإنساني الفلسطيني في قطاع غزة المحاصرة عسكرياً منذ سنة ونصف السنة إلى حافة الانهيار مع تشديد إغلاقها للمعابر الحدودية لليوم الحادي عشر . وقال مدير مكتب وزير الاقتصاد الفلسطيني حاتم عويصة إن إسرائيل تواصل إغلاق المعابر بذرائع أمنية، وترفض إدخال أي من السلع والبضائع التي يحتاجها القطاع .. مشيراً إلى تواصلهم مع لجنة التنسيق والجهات الأخرى من اجل الضغط لإدخال السلعوالبضائع الأساسية التي يحتاجها القطاع ولكن حتى اللحظة لم يستجب الجانب الإسرائيلي. وفي هذا السياق حذر رئيس جمعية أصحاب محطات الوقود بغزة محمود الشوا من أن الوضع في القطاع يصعب حله في ظل مماطلة الاحتلال الإسرائيلي في إمداد القطاع بالمحروقات. وأشار إلى أن مليون ونصف المليون بالقطاع مهددون في ظل منع إدخال الاحتلال للسولار الصناعي المستخدم لتشغيل محطة توليد الكهرباء وتوقف العديد من القطاعات الحيوية ,كالصرف الصحي والمياه والمستشفيات وغيرها من المناطق الحيوية. ومن جانبة قال الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" كريس غونيس: "لم تعد لدينا مواد غذائية ومخازننا فارغة"هذا يعني أن أطفالاً وربات منازل ومسنين من بين الأفقر والأضعف في الشرق الأوسط لن يتلقوا مساعدة الاونروا. وفي هذا الإطار أصدر علماء ووجهاء ومثقفو الجمهورية اليمنية حملة مليون توقيع تضامناً مع الفلسطينيين إزاء ما يقوم به الاحتلال الغاشم من عدوان يومي مستمر يحصد أرواح الضحايا والأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ ، وحصار ظالم يصادر حقهم في الحياة ، ويمنع عنهم الضرورات الإنسانية من طعام وغذاء ودواء ، وكل ما يقيم حياتهم ومعيشتهم ، مما أوصل الحال إلى كارثة إنسانية محققة على مرأى ومسمع من العالم كله ، من حكومات ومنظمات وشعوب ، دون أن نرى فعلا جادا لإيقاف هذا الظلم الذي طال أمده واهلك الحرث والنسل. واعتبر العلماء والوجهاء والمثقفون اليمنيون أن ما يحدث عدوان سافر و ظلم صريح وجريمة نكراء يوجب على الأمة حكومات وشعوب الخروج من صمتها المريب إلى الوقوف الجاد والصادق لوقف العدوان وكسر الحصار بكل السبل الشرعية والمتاحة وبصورة عاجلة . وثمن البيان الذي صدر يوم أمس السبت عاليا الثبات والصمود من إخواننا الصابرين والمرابطين في كل فلسطينوغزة وعلى وجه الخصوص ، الذين رفضوا الذل والهوان والهزيمة والاستسلام في كل الظروف والأحوال . وأشادوا بكل جهد مخلص يسعى لرفع العدوان وكسر الحصار ، ومن ذلك موقف الأخ رئيس الجمهورية الداعي إلى التدخل القوي والفعال لفك الحصار عن قطاع غزة . وطالب علماء ووجهاء ومثقفو اليمن في بيانهم الحكومة اليمنية بالدعوة لعقد اجتماع طارئ لمؤتمر القمة العربية ، ويخصص لاتخاذ قرارات حاسمة وعملية وعاجلة لفك الحصار عن قطاع غزة ، كما طالبوا الحكومة اليمنية بتوجيه كافة وسائل الإعلام الرسمية بتنفيذ حملة إعلامية توضح للرأي العام اليمني الآثار الكارثية لهذا العدوان والحصار ، وما يجب إزاء ذلك ..ودعوا الحكومات العربية والإسلامية بالخطوات الحاسمة والعاجلة لوقف العدوان الصهيوني وكسر الحصار الظالم . .وناشدوا الجامعة العربية بإنشاء صندوق خيري عربي وإسلامي لتمويل ربط قطاع غزة بشبكة الكهرباء المصرية ، وسداد تكلفة استهلاك القطاع من الكهرباء ، وحتى لا يظل القطاع مرتهنا للإدارة الصهيونية ، كما طالبوا المنظمات الدولية والإقليمية بالقيام بواجباتها القانونية والإنسانية إزاء ما يتعرض قطاع غزة له من عقاب جماعي ، وجرائم حرب صهيونية . وناشدوا جمهورية مصر العربية باستئناف دورها القومي ، والوقوف إلى جانب الشعب المحاصر في غزة ، وفتح معبر رفح بشكل دائم . وفي السياق ذاته طالب العلماء والوجهاء والمثقفون اليمنيون الأحزاب والمنظمات الشعبية اليمنية والعربية وكافة أبناء الأمة بالدور الإغاثي والاحتجاجي والإعلامي مما يؤدي إلى التعجيل بوقف العدوان وكسر الحصار . وشددوا في بيانهم على ضرورة قيام وسائل الإعلام الرسمية والخاصة بدور فعال يوضح أثار الحصار الظالم ، ويسهم في تكوين رأي عام عربي ضاغط لوقف العدوان وكسر الحصار. وأهابوا بالهيئات والمؤسسات الشعبية المعنية بفك حصار غزة بأن تقوم بالواجبات المناطة بها ، وتفعيل أساليب عملها بما يعجل بفك الحصار ورفع المأساة والتنكيل . وناشد علماء ووجهاء ومثقفو اليمن قيادات الشعب الفلسطيني وكافة فصائلة بتوحيد الصف ، ونبذ الفرقة ، وإطلاق جميع المعتقلين السياسيين ، والشروع في حوار وطني صادق يتوخى مصلحة الشعب الفلسطيني ، وحماية ثوابته وحقوقه المشروعة . وحذروا الأمة العربية والإسلامية من عواقب الخذلان والفرقة وعدم النصرة..مؤكدين وقوفهم الى جانب المحاصرين في كل الظروف والأحوال . وكان فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد طالب الأممالمتحدة وأمينها العام السيد بان كي مون بالتدخل الفعال لفك الحصار الإسرائيلي الجائر المفروض على قطاع غزة، وإنهاء معاناة أبناء الشعب الفلسطيني. وقال في تصريح أدلى به اليوم لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ":" إنه بدلا من اقتصار الأمر على مجرد إصدار بيان مناشدة للأمم المتحدة لإسرائيل بإنهاء حصارها الجائر على الفلسطينيين والكيل بمعايير مزدوجة في كل ما يتصل بممارسة إسرائيل المنافية لكل المبادئ والمواثيق الإنسانية وتحدي قرارات الشرعية الدولية، فإن على الأممالمتحدة استخدام القوة تطبيقا للبند السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وحيث أن هذا الأمر لو كان يخص دولة أخرى لانطبق عليها نفس البند". وأضاف إنه من المعيب أن يظل العالم متفرجاً على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من مآسي إنسانية يندى لها الجبين نتيجة نقص الغذاء والدواء والوقود دون أن يحرك العالم أي ساكن لإنهاء تلك المأساة".