تظل الحاجة الوطنية لحوار وطني حقيقي من أولوية المرحلة، ومن أبرز المهام أمام القوى السياسية الوطنية هو التوصل لقاعدة من التوافق والإتفاق يفرز حالة حوار وطني يستوعب أطرافه حقائق اللحظة الوطنية ومخاطرها وتحدياتها وكذا المطلوب وطنياً لكي نجنب الوطن والمواطن مغبة الانزلاق في أتون التمزق الاجتماعي الذي حتماً سيقع إن بقينا نتفرج على التداعيات الوطنية وتبعاتها والتي تأخذ مساراتها نحو مزيد من التعقيدات ونحو توسيع الفجوة بين شركاء المشهد السياسي الوطني , ولهذا لا نزل ندعوا حكماء الوطن ورموزه ولا نزال نراهن على حكمة فخامة الأخ / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والشيخ /عبدالمجيد الزنداني والدكتور/ ياسين سعيد نعمان والأخ الأستاذ /محمد اليدومي ومعهم بعض عقلاء المشترك ونحن على ثقة أن توافق هؤلاء ولقائهم وتفاهمهم فعل من شأنه أن يطفئ كل بؤر التوتر فلدى هؤلاء من القدرة على فعل ما يجنبنا كل مشاكل المرحلة وخاصة تلك التي برزت على خلفية التباينات السياسية والمكايدة الحزبية ومن ثم توسعت ومنحت بؤر ورموز التوتر شرعية التمدد والفعل والخروج عن كل الثوابت الوطنية وهو ما ضاعف من أزماتنا التي ترافقت مع بروز سلسلة من المتغيرات الإقليمية والدولية والتي على إثرها وجدنا أنفسنا نواجه سلسلة من التحديات والمخاطر التي توسعت رقعتها لعوامل عديدة أبرزها تلك المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالخارطة الإقليمية والدولية وقد منحت هذه المتغيرات مؤشرات جد خطيرة تمثلت بالتواجد الدولي على مياهنا الوطنية والقومية وبصورة مثيرة , ثم أزمة اقتصادية حافلة بكل المخاطر التي ترتبت علىها رؤى ومفاهيم دولية جديدة انطلقت وفق كثير من الحسابات السياسية , كل هذا ساهم في مضاعفة أزمات الداخل الوطني إضافة لمنظومة من الاختلالات الداخلية المكتسبة أبرزها تفشي ظاهرة (الفساد) وهو الداء الذي إليه تعود مجمل الظواهر الأزماتية , ولهذا وكنتاج لغياب الرؤى السياسية الوطنية لدى أطراف العمل الوطني سواء كانوا ينتمون لحزب الحاكم أو لأحزاب المعارضة فإننا نناشد حكمة الرموز الأربعة ونتمسك بمناشدتنا هذه ونكررها حتى نصل بصوتنا لذاكرة هؤلاء الرموز (الأربعة) والذين علىهم وبهم يراهن شعبنا بكل شرائحه وطبقاته فالأمل بعد الله في خلاصنا بيد هؤلاء الحكماء الأربعة الذين بهم تنجو سفينتنا من (غرق مؤكد وحتمي) إن لم يتداركنا هؤلاء الأربعة ويقفوا بوعي وبمسئولية أمام تداعيات الخارطة الوطنية ليبحثوا السبل المتاحة للإنقاذ بعيداً عن صفاقة الخطاب السياسي الغير مسئول أيا كان مصدره ونوايا وأهداف أطرافه فإن حصر واختزال الحل الوطني بيد ( فرسان الحكمة الأربعة ) يظل خيارنا وأملنا ولهذا ندعوا لحشد رأي عام ضاغط باتجاه لقاء الحكماء والتفاهم على أي صيغة وطنية للإنقاذ بعيداً عن التوظيفات السياسية والحزبية وبعيداً عن استعراض العضلات والبطولات وإدعاء الحكمة والموعظة والرؤى الصائبة فالوطن لم يعد حقيقة يحتمل المزيد من المناكفات والتوظيفات السياسية والحزبية , والمواطن لم يعد بدوره يحتمل المزيد من الأزمات وتبعاتها , كوننا نمر في منعطف وطني خطير لا يمكن البقاء علىه , ولا يمكن تجاهل تبعاته , ولا يمكن فصل معطياته عن تبعات قد ندفع ثمنها غالياً , وحتى نتجنب المزيد من التداعيات علىنا أن نعمل بجد على لقاء قمة تجمع الحكماء الأربعة وبيد هؤلاء فقط الحل والمخرج من كل ما نحن فيه وما نعانيه , ودون تحقيق هذا اللقاء بين هؤلاء الأربعة ودون تفاهم الرموز الأربعة فإن الوطن يتجه إلى مسارات خطرة ودروب وعرة ولا يمكن الرهان بعد ذلك على أيا من ظواهر التقدم والتحضر والتنمية والاستقرار .. إننا حين ندعوا الحكماء الأربعة ونكرر دعوتنا لدينا الرغبة والإرادة في تعزيز دعوتنا هذه بمليون توقيع وربما أكثر ومن ثم نحول الدعوة إلى رغبة شعبية تعكس إرادة وتطلعات الشعب اليمني الذي يراهن على هؤلاء الرموز ولا يزال يركن مصيره ومستقبله ومستقبل أجياله على حكمة هؤلاء وقدرتهم ووطنيتهم التي لم تكن يوماً محل شك من قبل أي طرف ..فهل وصلت دعوتنا لوعي رموزنا ..؟ وهل بدأ هؤلاء الرموز في التفكير الجاد بدعوتنا ..؟ نقول ذلك ونؤكد بدافع إيماننا بحقيقة المخاطر والأخطار التي تواجهنا والوطن بكل تحولاته وهذه المخاطر تحتاج لمواقف استثنائية شجاعة وفاعلة وسريعة وحاسمة وليس ثمة من هو أهلا لهذا وقادراً على اتخاذ مثل هذه القرارات المطلوبة غير الرموز الأربعة الذين نعنيهم ونقصدهم ونستجديهم و نتوسلهم أن يقوموا بهذا من أجل اليمن وحتى لا يكتب التاريخ علىنا هذه (الكبوة) ولا تقول الأجيال لاحقاً إن هذه الكبوة قد وقعت وحصلت في زمن هؤلاء الرموز المشهود لهم بالوطنية والشجاعة والإقدام والقدرة على صناعة الأحداث وتطويع مسارها .. فهل نأمل بموقف سريع من حكمائنا ..؟ نحن في الانتظار ..