بعد أشهر قليلة من تدشين الرئيس لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الخارج بسعر زهيد, أتحفتنا الحكومة اليمنية بأزمة غاز خانقة ،جثمت بكلكلها على المواطن اليمني بثقل لا يرحم ،الأزمة التي ما كان للمواطنين أن يتوقعوها، رغم اعتيادهم على كوابيس الحكومة المزعجة ، في ظل تحديات وأزمات تعانيها البلاد" ،إذ ظلوا على التوقع الخائب بأن الحكومة لن تحملهم أزمة أخرى ثقيلة كهذه في وضع لم يعد يحتمل العيش فيه. إلى جانب ما تشهده من عودة السيناريو البغيض لانقطاع للتيار الكهربائي بصورة متزايدة بعد تحسن ملحوظ وتناقص الظاهرة في الأشهر الأخيرة..تعاني العاصمة صنعاء منذ ما يقارب الشهر من عدم توفر الغاز المنزلي ،الأمر الذي أدى لوصول أسعاره إلى أكثر من (200) ريال للاسطوانة الواحدة مع عدم توفره ،في الوقت الذي يتزايد سعر الاسطوانة في المحافظات المجاورة للعاصمة. كابوس هذه الأزمة التي أرقت المواطنين بشكل لم يعهدوه من قبل ، لم يوقض وزارة التجارة والصناعة من نومها العميق لاتخاذ إجراءات حازمة وعاجلة لضمان توفر مادة الغاز في الأسواق, أو العمل على ضبط المخالفين لآلية التوزيع المعتمدة والرقابة على المحطات ومعارض بيع الغاز, أو حتى بتصريحات صفراء تسلينا بها ولو كان ذلك من باب الهروب من تحمل المسؤولية القانونية,حيث أن المواطن يكتوي بنار أزمة الغاز وانقطاعات الكهرباء المتكررة وارتفاع أسعار بعض السلع كالسكر،فيما الحكومة ظلت ولا تزال منشغلة بالحمار الوطني دون أن تعير اهتماماً للمواطن الغلبان على أمره وكأن الأمر لا يعنيها والاهتمام بالمواطن عندها لم يعد له في حسبانها أي اعتبار سوى للتباهي زيفاً بتحمل مسئولية شعب أرهقته الأزمات والانتظار الممل لتوافق القوى السياسية في البلاد التي يبدو أن لا هم لها سوى السلطة و الحصول على أكثر من مقعد على حساب شعب يبحث عن اسطوانة غاز دون جدوى ويصرخ ولا مجيب لصراخه سوى الصراخ . مصادر كانت قد أرجعت السبب في الأزمة إلى قطاع قبلي نفذته مجموعة تنتمي لقبائل عبيدة بمحافظة مأرب على طريق صافر- مأرب ،واستمر 4 أيام مرجحة أن يكون وراء أزمة الغاز المنزلي،لكن ما يثير الغرابة والطفش معاً استمرار الأزمة خاصة وأن القطاع القبلي قد ارتفع ولا مبرر لهذا الاستمرار المريب. وعلى صعيد الكهرباء،عادت ظاهرة الانقطاعات المتكررة لتؤرق الجميع..وتعيد للأذهان هواجس عاشها قاطنو صنعاء رمضان الماضي عندما بلغت الانقطاعات ذروتها. وتصاعدت حدة الانقطاعات منذ شهرين لساعات في اليوم الواحد, كل مرة،ولم يتم معرفة الأسباب في تلك الانطفاءات الطويلة. وتتسبب الانطفاءات عادة بالتأثير على كثير من الأجهزة الالكترونية في المنازل والمحلات التجارية والمكاتب, كما تعمل على إعاقة كثير من الأعمال التي أصبحت مرتبطة ارتباطا كاملا بالكهرباء.