يصر أصحاب القرار في إدارة شئون كرة القدم اليمنية على البقاء خارج نطاق ما هو متعارف عليه في ساحات هذه اللعبة، وكل ما هو مرتبط بها في كل زمان ومكان!!.. فبعد مشاهد العار والخزي التي كان بطلها الأول بفاتورة دفعت من قبل جهات الإنتاج في مواقع السياسة وروادها الذين عاثوا في الأرض فسادا، ومروا عبر بوابة الرياضة اليمنية بصفتها حلقة ربط مباشرة مع الشارع اليمني.. عاد الرفاق بأدوار أخرى تكميلية لما سبقها بإعلان إقامة بقايا دوري الثانية الذي يعتبر فصلا جديد لاستتباب الأمن والنظام حسب رؤى مواقع منتجي تلك المشاهد في إطار تجمعين أولهم في عدن وثانيهم في صنعاء من خلال اجتماع جرى أمس في صنعاء حضره مندوبو الأندية بعدما وعدوا بمليون ريال لكل نادٍ. قرار أبسط ما يقال فيه "إنه استهبالي بعقول كل المتابعين، وتسلطي لأنه أصاب بعض التطلعات التي بقت عند بعض الأندية التي لها شأن في تنافس الصعود بالإحباط".. الجزء الاستهبالي يتحدد في ملامحه من خلال سعي غير منطقي لأصحاب القرار لإكمال دوري الثانية، ولو من مساحة لم يحدث مثلها يوما في كل بلدان العالم، لتجني شيئا لها ليس للأندية التي فقدت كثيرا من مقوماتها في الفترة الماضية بعد أن ارتكنت بلاعبيها في زاوية راحة سلبية، وسرحت لاعبيه المحليين والأجانب نظرا لعدم قدرتها على دفع المرتبات.. فالبقايا التي فيها شأن خاص لكل لون على حده، سيكون فيها من الظلم ما يكفي للفرق التي ستأتي من بعيد للتواجد في محافظات التجمعات التي بعد إقرارها ستكون فرق وحدة عدن وشمسان واليرموك ونجم سبأ الأكثر فائدة، حيث سيكون بإمكانها العبور إلى دوري الأولى كونها ستلعب ما تبقى من هذا الدوري المسيء لأصحابه في أرضها وبين جماهيرها.. فيما ستكون باقي الأندية في اتجاه الريح، و(طز) في تطلعات لاعبيها مادام قد أسكتت قياداتها مليون ريال عدا ونقدا. أما الجانب التسلطي، فهو يمر من خلال عدم قراءة أصحاب القرار لكل ما هو مرتبط بالمنافسة والفرق والألوان ومواقعها، فمن غير المعقول أن يكون فريق الشعلة المنافس القوي على بطاقتي التأهل عن المجموعة الثانية مع اليرموك ونجم سبأ، مطالبا بالذهاب إلى حيث المنافسين، وأن يلعب في أرضهما ما بقي في مشواره، أمر ينطبق على باقي الفرق التي تمتلك الحظوظ في العبور نحو دوري الأولى.. ثم أن هناك جزئية لا أدري كيف أغفلت عن هؤلاء المتهبشين المتخبطين، هي تتعلق بنادي خنفر أحد فرسان الصراع على بطاقتي التأهل في مجموعته الذي لم يعد يملك أبسط مقومات ليخوض بها دوري تنافسي لتحقيق غايات شبابه التي طحنت في أبين، حيث ألوان الحرب متعددة، بقصف الطيران والمدفعية من قبل جيش لا يعرف إلى أية جهة يميل في هذه الحرب التي شردت أبناء زنجبار وجعار إلى مدارس عدن ولحج. لا نعرف سببا منطقيا حتى اليوم في إصرارا الاتحاد على العبور على نفسيات الجميع في ظل ما يعانيه الوطن بالأمهات الثكالى وآباء اليتامى وإكمال دوري الثانية بعدما مر بدوري الأولى من الزاوية نفسها وعلى مساحات مازال لرائحة الدماء الزكية فيها حضور.. إلى أين يريد هؤلاء أن يصلوا؟!!.. وإلى متى سيظلون في اتجاه مفتوح للقفز فوق تطلعات الجميع؟!.. سؤال في اتجاه من يصنعون هذه القرار ويعدون تفاصيله!.