في اليمن دون غيرها تتعدد المشاهد الغريبة على الواقع الرياضي السقيم الذي لم يتغير، ولم تجد له الحلول في ظل غياب الوعي الإداري الكافي لأحداث النقلة ما بين مرحلة وأخرى، فقد كانت بوابة ملعب 22 مايو في الشيخ عثمان مسرحا لفصل معتاد ترسخ في المرافق الرياضية التي يتم بنائها لخدمة الأندية والمنتخبات والشباب بصفه عامة. ففي يوم ختام تجمع عدن للكرة الطائرة الذي تستضيفه الصالة الرياضية المغلقة كان الأخ أوسان محسن صالح سكرتير لجنة المسابقات ومشرف التجمع في موعد لن ينساه كما قال، فالرجل الذي أعد نفسه للإشراف وإنجاز مهمته في لهذا الموعد الرياضي صدم بالحراسة المكلفة في البوابة الرئيسة للملعب يطالبوه بالمعلوم المعتاد (المخصص المالي) والذي سبق للرجل وأن صرفه كبند متعارف عليه في الرياضة اليمنية، فحاول شرح الموقف للجماعة (حراسة البوابة) إلا أنهم رفضوا دخوله إلا بصرف معلوم آخر، وإلا فليغادر من حيث أتى. هكذا كان الموقف وهكذا تبلور المشهد.. حاول مرارا وتكرارا فكانت كل تلك المحاولات وحتى حين تدخل مدير الصالة لم يكن هناك من يسمع.. إما المعلوم وإلا لن يدخل الرجل الأول في تجمع يفترض أنه رسمي ينطوي في عمل وزارة الشباب والرياضة المسئولة الأولى عن الملاعب وكل المرافق الرياضية. المشهد الذي كان مسيء للرياضة لم يكن فيه مشرف التجمع قادرا على الانتظار بعدما سحبت فيه كرامته، وتبعثرت هيبته، وهو الذي يمثل اتحاد رياضي عام للعبة، فغادر الرجل وترك التجمع ومواجهة الختام والملعب بأكمله في مشهد لا يمكن استيعابه في الرياضة.. لكنه مستوعب في الرياضة اليمنية المطحونة بالفساد. المشهد الذي يتكرر كل اليوم على مستوى الأندية والمنتخبات والاتحادات يدرك الجميع أنه ليس بجديد على في الملاعب والصالات، لأنه معروف للجميع، إن هذه الملاعب لا تفتح أبدا إلا بصرف المخصص حتى وإن كان الموعد يومي.. بعدما بقت وزارة الشباب المصدرة لتلك الأعمال في اتجاه بعيد عن إيجاد الحلول لهذه الظاهرة المخيفة التي سبق أن كان لمنتخبات وطنية فيها حضور، ومنعت من الدخول إلى ملاعب هي في الملكية العامة وليس الخاصة.. إنها رياضتنا لا أحد يبالي أو يسمع فيها.