قال اللواء محمد صالح الحدي إن الوحدة يجب أن لا تظل شعاراً يتغنى به البعض وهو يمرغها في الوحل، فالوحدة بحاجة إلى العدل والإنصاف وإعادة الحقوق، مشيراً إلى أن القضية الجنوبية من أهم التحديات في المرحلة المقبلة أمام القيادة السياسية التي عليها أن توجد لها الحلول الناجعة والصادقة. وفي المهرجان الجماهيري الذي أقيم بساحة الحرية في مدينة دمت بمحافظة الضالع يوم أمس الاثنين أكد اللواء الحدي على ضرورة الشراكة الوطنية الحقيقية من خلال مشاركة أبناء الجنوب في السلطة والقرار والثروة وإعادة الممتلكات والحقوق إلى أصحابها والتي تشمل المنازل والأراضي والمزارع وغيرها. ودعا القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس "عبدربه منصور هادي" إلى وضع حد لظاهرة التقطع التي قال إنها بدأت تصل إلى مناطق ومحافظات لحج وأبين وعدن وتعز والضالع وإب والبيضاء، وفيما عدها الحدي ظاهرة مرضية خطيرة دخيلة على قيم وأعراف أبناء هذه المناطق قال إنه لا بد من استئصالها والقضاء عليها. كما دعا لإنهاء ظاهرة الثأر بين القبائل اليمنية التي قال إنها خرجت عن قيم وأخلاقيات اليمنيين المتعارف عليها بأن الطريق مهجرة والأسواق مهجرة فما بالنا وقد وصلت إلى العاصمة وإلى الطرقات وإلى المدن وفي سبيل إنهاء هذه الظاهرة نرى ضرورة إصدار صلح عام وتشكيل لجنة لإنهاء هذا المرض السرطاني الخطير، ورفع المعاناة عن كاهل أبناء الوطن من خلال توفير مستلزمات الحياة الضرورية. ولفت الحدي إلى حجم الظلامة التي عانتها مناطق الهضبة الوسطى بشكل مقصود ومتعمد وأهم تلك المظالم حرمان عدد كبير من أبناء هذه المناطق من الحق المكتسب من الدرجات الوظيفية والرتب العسكرية وحرمان هذه المناطق من التعويض عن منازلهم وقراهم التي دمرت في سنوات الأحداث. وأشار إلى أن الشهداء من أبناء هذه المناطق يستلمون راتباً شهرياً لا يتعدى ال1500 ريال والبعض 800 ريال وهي أقل من أن تكون صدقة، كما أن المنقطعين من أبناء هذه المناطق من العسكريين والمدنيين بعد حرب 94م لم يعادوا إلى الآن ولم يتم تسوية مرتباتهم أسوة بزملائهم. وطالب القيادة السياسية بإطلاق من لا زالوا في السجون على ذمة الاعتصامات والمسيرات السلمية وعلى رأسهم الشيخ / ظافر سيف يحيى علي الحدي والأخ / محمد عبد الله الأسعدي. من جانبه قال سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بدمت"ناجي عمر العداشي" إن شباب الثورة أعادوا لليمن مجده وعزته وأصبحوا بحق ضمير وشرف وكرامة الأمة. وقال عمر إن الشباب أشعلوا ثورة ال11 من فبراير 2011م السلمية وما انتخابات ال21 فبراير التوافقية إلا نتاجاً أولياً للثورة السلمية المباركة، هذه الانتخابات التي ولدت من رحم الثورة ومثلت علامة فاصلة بين عهدين، عهد نظام صالح المخلوع وعهد الظلم والحكم الفردي الأسري والتوريث عهد الفساد والأزمات والحروب وتفكيك أوصال المجتمع وعهد جديد لبناء الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية وبلد يسوده العدل والمساواة والشراكة الوطنية واحترام الحقوق والحريات. وأضاف إن هذا العهد الجديد هو بداية تنفيذ أهداف ومبادئ الثورة الشعبية السلمية والتي قال إنها سوف تظل مستمرة حتى تحقيق كامل الأهداف التي خرج من أجلها الشباب والشعب اليمني بكافة فئاته وشرائحه. وأوضح عمر أن يوم 21 فبراير أكد التوجه العام لأبناء الشعب اليمني للتغيير وأسقط كل أوهام المشاريع التدميرية وعتاولة الاستبداد وحيتان الفساد، مشيراً إلى أن الزخم الشعبي والمشاركة الواسعة لأبناء الشعب من أقصاه إلى أقصاه يجعل من الرئيس هادي يمتلك شرعية شعبية واسعة النطاق وقادراً على اتخاذ قرارات شجاعة تلبي مطالب وتطلعات الشعب اليمني وتضحياته في سبيل تحقيق أهداف الثورة السلمية. وألقى "مسعد الأشول" كلمة عن اللجنة الشعبية بدمت قال فيها: إن نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة والتي أصبح هادي يمثل أحد ثمار الثورة وهدفاً من الأهداف التي ضحى من أجلها شباب الثورة بدمائهم وأوقاتهم في جميع الساحات والميادين. ودعا الأشول الرئيس هادي إلى سرعة اتخاذ إجراءات عملية حول إعادة هيكلة الجيش من خلال اللجنة المكلفة وسرعة الدعوة للحوار الوطني بحسب الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية. وعلى المستوى المحلي قال الأشول إن المحافظة والمديرية شهدت انفلاتاً أمنياً تمثل في عملية إقامة نقاط التقطع للسيارات تقوم بها عناصر مجهولة من خارج المديرية ونهب سيارات وقاطرات، ما تسبب في ردة فعل مماثلة ضحيتها أبناء المديرية، مطالباً الجهات المسئولة القيام بواجبها في إعادة السيارات المنهوبة وضبط الجناة والمتسببين في تلك الحوادث الخارجة عن القانون. وكانت قد ألقيت في المهرجان عدد من القصائد الشعرية والأناشيد، احتفت جميعها بنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة وتحقيق الهدف الأول للثورة ودعت لبناء يمن جديد آمن ومزدهر. وشهدت محافظة الضالع يوم أمس الاثنين مهرجاناً ومسيرة في مدينة دمت انطلقت من ساحة الحرية وجابت الشارع العام وهي تردد الهتافات والشعارات المحتفية بنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة وانتخاب مرشح التوافق الوطني / "عبدربه منصور هادي" ودعت لسرعة هيكلة الجيش على أسس علمية ووطنية ليكون جيشاً لليمن بكامل ترابها لا تسيطر عليه أسرة ولا منطقة جغرافية. وفي المسيرة رفع المشاركون الأعلام الوطنية والسورية، كما رفعوا صور رئيس الجمهورية المنتخب "عبدربه منصور هادي".. ومن الهتافات "مطلبنا مطلب واحد..نشتي جيش يمني واحد " يا يمني واصل نضالك.. حتى تتحسن أحوالك " رشحنا عبد ربه... ما نشتي فاسد جنبه " حققنا الهدف الأول والباقي حسب الجدول " يا الله يا جبار... إهلك عصابة بشار " عهداً يا كل الأحرار... سوف نواصل المشوار ".