نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    "الوية العمالقة" تُحذّر الحوثيين: لا عبث مع القبائل اليمنية!    محمد علي الحوثي: "غادري يا ميسون فهو الأفضل لش".. بمن يتغزل "الطبل"؟    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    "هؤلاء" ممنوعون من التنفس: قيود مخابراتية حوثية تُخنق صنعاء    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    مليشيا الحوثي تواصل اختطاف خبيرين تربويين والحكومة تندد    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    صيد ثمين بقبضة القوات الأمنية في تعز.. وإفشال مخطط إيراني خطير    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وداعاً للروتين.. مرحباً بالراحة: بطاقة ذكية تُسهل معاملات موظفي وزارة العدل!    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    يوفنتوس مصمم على التعاقد مع ريكاردو كالافيوري    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    العليمي يصل المنامة للمشاركة في القمة العربية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    كلوب يسخر من واقعة المشادة مع صلاح    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    الخطر الحقيقي على الجنوب وقضيته يكمن في معاشيق    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    «البلسم»تختتم حملتها الطبية في اليمن وتنجح في إجراء 251 عملية قلب مفتوح وقسطرة تداخلية للكبار والأطفال    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    الرئيس الزُبيدي يقرر إعادة تشكيل تنفيذية انتقالي شبوة    عار على الجنوب وقيادته ما يمارسه الوغد رشاد كلفوت العليمي    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    صراع على الحياة: النائب احمد حاشد يواجه الحوثيين في معركة من أجل الحرية    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ما معنى الانفصال:    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسائل الإمام الشهيد حسن البنا (الحلقة السابعة والثلاثون)
نشر في أخبار اليوم يوم 06 - 09 - 2012


الثقة
و أريد بالثقة:
اطمئنان الجندي إلى القائد في كفاءته وإخلاصه اطمئنانا عميقا ينتج الحب والتقدير والاحترام والطاعة, (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65).
والقائد جزء من الدعوة, ولا دعوة بغير قيادة, وعلى قدر الثقة المتبادلة بين القائد والجنود تكون قوة نظام الجماعة, وإحكام خططها, ونجاحها في الوصول إلى غايتها, وتغلبها على ما يعترضها من عقبات (فَأَوْلَى لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) (محمد:20-21).
وللقيادة في دعوة الإخوان حق الوالد بالرابطة القلبية, و الأستاذ بالإفادة العلمية, والشيخ بالتربية الروحية, والقائد بحكم السياسة العامة للدعوة, ودعوتنا تجمع هذه المعاني جميعا, والثقة بالقيادة هي كل شيء في نجاح الدعوات.
ولهذا يجب أن يسأل الأخ الصادق نفسه هذه الأسئلة ليتعرف على مدى ثقته بقيادته:
1 – هل تعرف إلى قائده من قبل و درس ظروف حياته ؟
2 – هل اطمأن إلى كفايته وإخلاصه ؟
3 – هله هو مستعد لاعتبار الأوامر التي تصدر إليه من القيادة في غير معصية طبعا قاطعا لا مجال فيها للجدل ولا للتردد ولا للانتقاص ولا للتحوير مع إبداء النصيحة والتنبيه إلى الصواب؟
4 – هل هو مستعد لأن يفترض في نفسه الخطأ وفي القيادة والصواب, إذا تعارض ما أمر به مع ما تعلم في المسائل الاجتهادية التي لم يرد فيها نص شرعي ؟
5 – هل هو مستعد لوضع ظروفه الحيوية تحت تصرف الدعوة ؟ وهل تملك القيادة في نظره حق الترجيح بين مصلحته الخاصة ومصلحة الدعوة العامة.
بالإجابة على هذه الأمثلة وأشباهها يستطيع الأخ الصادق أن يطمئن على مدى صلته بالقائد, وثقته به, والقلوب بيد الله يصرفها كيف يشاء (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:63).
واجبات الأخ العامل
أيها الأخ الصادق:
إن إيمانك بهذه البيعة يوجب عليك أداء هذه الواجبات حتى تكون لبنة قوية في البناء:
1 – أن يكون لك ورد يومي من كتاب الله لا يقل عن جزء, واجتهد ألا تختم في أكثر من شهر, ولا في أقل من ثلاثة أيام.
2 – أن تحسن تلاوة القرآن و الاستماع إليه والتدبر في معانيه, وأن تدرس السير المطهرة و تاريخ السلف بقدر ما يتسع له وقتك, و أقل ما يكفي في ذلك كتاب (حماة الإسلام), و إن تكثر من القراءة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأن تحفظ أربعين حديثا على الأقل ولتكن الأربعين النووية, وأن تدرس رسالة في أصول العقائد و رسالة في فروع الفقه.
3 – أن تبادر بالكشف الصحي العام وان تأخذ في علاج ما يكون فيك من أمراض, وتهتم بأسباب القوة و الوقاية الجسمانية وتبتعد عن أسباب الضعف الصحي.
4 – أن تبتعد عن الإسراف في قهوة البن والشاي,ونحوها من المشروبات المنبهة, فلا تشربها إلا لضرورة, وأن تمتنع بتاتا عن التدخين.
5 – أن تعني بالنظافة في كل شيء في المسكن و الملبس و المطعم و البدن و محل العمل, فقد بني الدين على النظافة.
6 – أن تكون صادق الكلمة فلا تكذب أبدا.
7 – أن تكون وفيا بالعهد والكلمة و الوعد, فلا تخلف مهما كانت الظروف.
8 – أن تكون شجاعا عظيم الاحتمال, وأفضل الشجاعة الصراحة في الحق وكتمان السر, والاعتراف بالخطأ والإنصاف من النفس وملكها عند الغضب.
9 - أن تكون وقورا تؤثر الجد دائما, ولا يمنعك الوقار من المزاح الصادق و الضحك في تبسم.
10 – أن تكون شديد الحياء دقيق الشعور, عظيم التأثر بالحسن و القبح, تسر للأول و تتألم للثاني, و أن تكون متواضع في غير ذلة ولا خنوع ولا ملق, وأن تطلب أقل من مرتبتك لتصل إليها.
11 – أن تكون عادلا صحيح الحكم في جميع الأحوال, لا ينسيك الغضب الحسنات ولا تغضي عين الرضا عن السيئات, ولا تحملك الخصومة على نسيان الجميل, وتقول الحق ولو كان على نفسك أو على أقرب الناس إليك وإن كان مرّا.
12 – أن تكون عظيم النشاط مدربا على الخدمات العامة, تشعر بالسعادة والسرور إذا استطعت أن تقدم خدمة لغيرك من الناس, فتعود المريض وتساعد المحتاج و تحمل الضعيف وتواسي المنكوب و لو بالكلمة الطيبة, وتبادر دائما إلى الخيرات.
13 – أن تكون رحيم القلب كريما سمحا تعفو وتصفح و تلين وتحلم وترفق بالإنسان و الحيوان, جميل المعاملة حسن السلوك مع الناس جميعا, محافظا على الآداب الإسلامية الاجتماعية فترحم الصغير وتوقر الكبير و تفسح في المجلس, ولا تتجسس ولا تغتاب ولا تصخب, وتستأذن في الدخول والانصراف..الخ.
14 – أن تجيد القراءة و الكتابة, وأن تكثر من المطالعة في رسائل الإخوان وجرائدهم و مجلاتهم ونحوها, و أن تكون لنفسك مكتبة خاصة مهما كانت صغيرة, وأن تتبحر في علمك و فنك إن كنت من أهل الاختصاص, وان تلم بالشؤون الإسلامية العامة إلماما يمكنك من تصورها و الحكم عليها حكما يتفق مع مقتضيات الفكرة.
15 – أن تزاول عملا اقتصاديا مهما كنت غنيا, وأن تقدم العمل الحر مهما ضئيلا, وأن تزج بنفسك فيه مهما كان كانت مواهبك العملية.
16 – ألا تحرص على الوظيفة الحكومية, و أن تعتبرها الضيق أبواب الرزق ولا ترفضها إذا أتيحت لك, ولا تتخل عنها إلا إذا تعارضت تعارضا تاما مع واجبات الدعوة.
17 – أن تحرص كل الحرص على أداء مهنتك من حيث الإجادة والإتقان وعدم الغش و ضبط الموعد.
18 – أن تكون حسن التقاضي لحقّك, وأن تؤدي حقوق الناس كاملة غير منقوصة بدون طلب, ولا تماطل أبدا.
19 – أن تبتعد عن الميسر بكل أنواعه مهما كان المقصد من ورائها, وتتجنب وسائل الكسب الحرام مهما كان وراءها من ربح عاجل.
20 – أن تبتعد عن الربا في جميع المعاملات وأن تطهر منه تماما.
21 – أن تخدم الثروة الإسلامية العامة بتشجيع المصنوعات والمنشآت الاقتصادية الإسلامية, وأن تحرص على القرش فلا يقع في يد غير إسلامية مهما كانت الأحوال, ولا تلبس ولا تأكل إلا من صنع وطنك الإسلامي.
22 – أن تشترك في الدعوة بجزء من مالك, تؤدي الزكاة الواجبة فيه, وان تجعل منه حقا معلوما للسائل والمحروم مهما كان دخلك ضئيلا.
23 – أن تدخر للطوارئ جزءا من دخلك مهما قل, وألا تتورط في الكماليات أبدا.
24 – أن تعمل ما استطعت على إحياء العادات الإسلامية و إماتة العادات الأعجمية في كل مظاهر الحياة, ومن ذلك التحية و اللغة والتاريخ والزي والأثاث, ومواعيد العمل والراحة,والطعام و الشراب, والقدوم والانصراف, والحزن والسرور..الخ, وأن تتحرى السنة المطهرة في ذلك.
25 – أن تقاطع المحاكم الأهلية وكل قضاء غير إسلامي, والأندية والصحف و الجماعات والمدارس والهيئات التي تناهض فكرتك الإسلامية مقاطعة تامة.
26 – أن تديم مراقبة الله تبارك وتعالى, وتذكر الآخرة وتستعد لها, وتقطع مراحل السلوك إلى رضوان الله بهمة وعزيمة, وتتقرب إليه سبحانه بنوافل العبادة ومن ذلك صلاة الليل وصيام ثلاثة أيام من كل شهر على الأقل, والإكثار من الذكر القلبي واللساني, و تحرّي الدعاء في المذكور في كل الأحوال.
27 – أن تحسن الطهارة وأن تظل على وضوء غالب الأحيان.
28 – أن تحسن الصلاة وتواظب على أدائها في أوقاتها, وتحرص على الجماعة والمسجد ما أمكن ذلك.
29 – أن تصوم رمضان و تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا, وتعمل على ذلك إن لم تكن مستطيعا الآن ذلك.
30 – أن تستصحب دائما نية الجهاد و حب الشهادة وأن تستعد لذلك ما وسعك الاستعداد.
31 – أن تجدد التوبة والاستغفار دائما وأن تتحرز من صغائر الآثام فضلا عن كبارها, وأن تجعل لنفسك ساعة قبل النوم تحاسبها فيها على ما عملت من خير أو شر, وأن تحرص على الوقت فهو الحياة فلا تصرف جزءا منه من غير فائدة, وأن تتورع عن الشبهات حتى لا تقع في الحرام.
32 – أن تجاهد نفسك جهادا عنيفا حتى يسلس قيادتها لك, وأن تغض طرفك وتضبط عاطفتك وتقاوم نوازع الغريزة في نفسك, وتسمو بها دائما إلى الحلال الطيب, وتحول بينها وبين الحرام من ذلك أيا كان.
33 – أن تتجنب الخمر والمسكر والمفتر وكل ما هو من هذا القبيل كل الاجتناب.
34 – أن تبتعد عن أقران السوء و أصدقاء الفساد و أماكن المعصية و الإثم.
35 – أن تحارب أماكن اللهو فضلا عن أن تقربها, وأن تبتعد عن مظاهر الترف و الرخاوة جميعا.
36 – أن تعرف أعضاء كتيبتك فردا فردا معرفة تامة, وتعرفهم نفسك معرفة تامة كذلك, وتؤدي حقوق أخوتهم كاملة من الحب والتقدير والمساعدة والإيثار وأن تحضر اجتماعاتهم فلا تتخلف عنها إلا بعذر قاهر, وتؤثرهم بمعاملتك دائما.
37 – أن تتخلى عن صلتك بأية هيئة أو جماعة لا يكون الاتصال بها في مصلحة فكرتك وخاصة إذا أمرت بذلك.
38 – أتعمل على نشر دعوتك في كل مكان وأن تحيط القيادة علما بكل ظروفك ولا تقدم على عمل يؤثر فيها جوهريا إلا بإذن, وأن تكون دائم الاتصال الروحي و العملي بها, وأن تعتبر نفسك دائما جنديا في الثكنة تنتظر الأوامر.
خاتمة
أيها الأخ الصادق:
هذه مجمل لدعوتك, وبيان موجز لفكرتك, وتستطيع أن تجمع هذه المبادئ في خمس كلمات:
(الله غايتنا, و الرسول قدوتنا, و القرآن شرعتنا, و الجهاد سبيلنا, و الشهادة أمنيتنا).
و أن تجمع مظاهرها في خمس كلمات أخرى:
البساطة, والتلاوة, والصلاة, والجندية, والخلق.
فخذ نفسك بشدة بهذه التعاليم, وإلا ففي صفوف القاعدين متسع للكسالى و العابثين.
وأعتقد أنك إن عملت بها وجعلتها أمل حياتك وغاية غايتك, كان جزاؤك العزة في الدنيا والخير والرضوان في الآخرة, وأنت منا ونحن منك, وإن انصرفت عنها وقعدت عن العمل لها فلا صلة بيننا وبينك, وإن تصدرت فينا المجالس وحملت أفخم الألقاب وظهرت بيننا بأكبر المظاهر, وسيحاسبك الله على قعودك أشد الحساب, فاختر لنفسك ونسأل الله لنا ولك الهداية و التوفيق.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ:
( 1 ) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ
( 2 ) وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ:
1 - يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
2 - وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
3 - وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ
4 - وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (الصف:10-14).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظام الأسر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه
الأسرة
يحرص الإسلام على تكوين أسر من أهله يوجههم إلى المثل العليا ويقوي روابطهم, ويرفع أخوتهم من مستوى الكلام و النظريات إلى مستوى الأفعال والعمليات, فاحرص يا أخي أن تكون لبنة صالحة في هذا البناء الإسلام.
وأركان هذا الرباط ثلاثة فاحفظها واهتم بتحقيقها حتى لا يكون هذا تكليفا لا روح فيه:
1 - التعارف:هو أول هذه الأركان, فتعارفوا وتحابوا بروح الله تعالى، واستشعروا معنى الأخوة الصحيحة الكاملة فيما بينكم, واجتهدوا ألا يعكر صفو علاقتكم شيء وتمثوا الآيات الكريمة دائما والأحاديث الشريفة, اجعلوها نصب أعينكم وتذاكروا قول الله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10), وقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (آل عمران:103), وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا), (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد).
ولقد ظلت هذه الأوامر الربانية والتوجيهات المحمدية بعد الصدر الأول كلاما على ألسنة المسلمين, وخيالا في نفوسهم, حتى جئتم معشر الإخوان المتعارفين, تحاولون تطبيقها في مجتمعكم, وتريدون تأليف الأمة, المتآخية بروح الله وأخوة الإسلام من جديد, فهنيئا لكم عن كنتم صادقين, وأرجو أن تكونوا كذلك, والله ولي توفيقكم.
2 – والتفاهم: وهو الركن الثاني من أركان هذا النظام, فاستقيموا على منهج الحق, وافعلوا ما أمركم الله به, واتركوا ما نهاكم عنه, وحاسبوا أنفسكم حساباً دقيقاً على الطاعة والمعصية, ثم بعد ذلك لينصح كل منكم أخاه متى رأى فيه عيباً, وليقبل الأخ نصح أخيه بسرور وفرح, وليشكر له ذلك, وليحذر الناصح أن يتغير قلبه على أخيه المنصوح بمقدار شعرة, وليحذر أن يشعر بانتقاصه, أو بتفضيل نفسه عليه, ولكنه يتستر عليه شهرا كاملا, ولا يخبر بما لاحظه أحدا إلا رئيس الأسرة وحده إذا عجز عن الإصلاح, ثم لا يزال بعد ذلك على حبه لأخيه وتقديره إياه مودته له, حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا, وليحذر المنصوح من العناد والتصلب وتغير القلب على أخيه الناصح قيد شعرة, فإن مرتبة الحب في الله هي أعلى المراتب, والنصيحة ركن الدين: (الدين النصيحة) والله يعصمكم من بعض, ويعزكم بطاعته, ويصرف عنا وعنكم كيد الشيطان.
3 – والتكافل:هو الركن الثالث, فتكافلوا, وليحمل بعضكم عبء بعض, وذلك صريح الإيمان ولب الأخوة, فليتعهد بعضكم بعضاً بالسؤال والبر, وليبادر إلى مساعدته ما وجد إلى ذلك سبيلاً, وتصورا قول رسول الله: (لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرا), (من أدخل السرور على أهل بيت من المسلمين لم ير الله له جزاء دون الجنة), والله يؤلف بين قلوبكم بروحه إنه نعم المولى ونعم النصير.
أيها الإخوان: في الواجبات التي بين أيديكم إن وعيتموها والأعمال التي بين أيديكم إن اتبعتموها ما يكفل تحقيق هذه الأركان, فراجعوا دائما واجبات الأخ التعاوني, وليحاسب كل منكم نفسه على إنفاذها, ثم ليحرص كل أخ على الاجتماعات المحددة مهما كانت أعذاره, ثم ليبادر كل منكم إلى تسديد ما عليه لصندوق أسرته, حتى لا يتخلف عن الواجبات متخلف, فإذا أديتم هذه الواجبات الفردية و الاجتماعية و المالية, فإن هذا النظام سيتحقق ولا شك, وإذا قصرتم فيها فسيتضاءل حتى يموت, وفي موته أكبر خسارة لهذه الدعوة, وهي اليوم أمل الإسلام والمسلمين.
ويسال كثر منكم عما يشغلون به وقت اجتماعهم الأسبوعي كأسرة, وذلك أمر سهل ميسور, وما أكثر الواجبات وأقل الأوقات فليكن ما تشغل به الأسرة وقتها واجتماعاتها:
أ يعرض كل أخ مشاكله ويشاركه إخوانه في دراسة حلولها في جو من صدق الأخوة وإخلاص التوجه إلى الله, وفي ذلك توطيد للثقة, وتوثيق للرابطة (والمؤمن مرآة أخيه), وحتى يتحقق فينا شيء من مأثور قوله عليه الصلاة والسلام (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم, كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
ب مذاكرة حول شؤون الإسلام, وتلاوة الرسائل والتوجيهات الواردة من القيادة العامة للأسر, ولا محل في الأسرة للجدل أو الحدة ورفع الصوت, فذلك حرام في فقه الأسرة, ولكن بيان واستيضاح في حدود الأدب والتقدير المتداول من الجميع,فإذا أغلق شيء أو أريد اقتراح شيء أو استيضاحه احتفظ به النقيب حتى يرجع إلى القيادة, وقد عاب الله أقواما فقال: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ..) ثم أرشدهم إلى ما يجب أن يكون فقال: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ) (النساء:83).
ج مدارسة نافعة في كتاب من الكتب القيمة, وليحرص الإخوان بعد هذا على تحقيق معنى الأخوة في المجاملات الطارئة, التي لا تحضرها الكتب ولا تحيط بها التوجيهات, وأشار إليها الصادق الأمين: عيادة المريض, ومواساة المحتاج ولو بالكلمة الطيبة, وتفقد الغائب, وتعهد المنقطع.. كلها تزيد رابطة الإخاء, وتضاعف في النفوس والشعور بالحب والصلة.
ولزيادة الترابط بين الإخوان عليهم أن يحرصوا على:
1 – القيام برحلات ثقافية لزيارة الآثار والمصانع وغير ذلك.
2 – القيام برحلات قمرية رياضية.
3 - القيام برحلات نهرية للتجديف.
4 - القيام برحلات جبلية أو صحراوية أو حقلية.
5 - القيام برحلات متنوعة بالدراجة.
6 - صيام يوم في الأسبوع أو كل أسبوعين.
7 - صلاة الفجر جماعة مرة كل أسبوع على الأقل في المسجد.
8 – الحرص على مبيت الإخوان مع بعضهم مرة كل أسبوع أو أسبوعين.
حسن البنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.