بعيداً عن دواعي الإحباط التي خلقها الجشعون وأجواء القلق والكآبة التي يسببها المتطرفون, من حق أبناء اليمن، بل ومن المهم لهم أيضا أن يعيشوا أجواء للفرح والابتهاج، وأن يعملوا على خلق أسباب ذلك كلما سنحت الفرص واستطاعوا إلى ذلك سبيلا. بعيداً عن دواعي الإحباط التي خلقها الجشعون وأجواء القلق والكآبة التي يسببها المتطرفون, من حق أبناء اليمن، بل ومن المهم لهم أيضا أن يعيشوا أجواء للفرح والابتهاج، وأن يعملوا على خلق أسباب ذلك كلما سنحت الفرص واستطاعوا إلى ذلك سبيلا. كنت لا آبه برياضة الكرة كثيراً، ونظرت إليها لبعض الوقت كملهاة لتبديد جهود الشباب وتضييع أوقاتهم عن جليلات الأمور, وربما أنه قد ساعد في بلورة تلك النظرة لدي سياسة بعض الدول في إقليمنا التي تشجع الشباب على الانخراط في شؤون الرياضة، وتسمح بالخوض في أمور الدين، لكنها تصد عن الاقتراب عما عدا ذلك من الشؤون العامة.. وقلت في مجلس النواب، معلقا على كلام لأحد الزملاء، أنني لا أفهم كثيرا في الرياضة، وهذا صحيح وليس من قبيل التواضع، ومع ذلك كم كنت سعيداً وأنا الحظ الفرحة ترتسم على وجوه كثير من أبناء اليمن خصوصا الشباب طيلة أيام خليجي عشرين. في دورة في القيادة،حضرتها في معهد البنك الدولي بواشنطن مع الزميل نجيب غانم في شهر يونيو الماضي، لم أفاجأ، وأنا متفائل غالبا، عندما كانت نتيجة إجاباتي دون المتوسط فيما يخص السعادة، ومرتفعة أو معقولة في جوانب أخرى في اختبار الذكاء العاطفي Emotional Intelligence)) حيث أدرك مسببات ذلك وأنا القادم من بلد صارت المحبطات فيه كثيرة وعديدة، لا يتجاهلها إلا قلة من الفاسدين وهم الذين خلقوا أكثر أسبابها في الحقيقة.. غير أن جيمس تريللي وهو خبير تدريب عالمي، أصر على النصيحة بضرورة الاحتفاء بأشياء ولو صغيرة وثانوية، تجلب السرور وتبدد الإحباط ولو لبعض الوقت. كان المدربون خبراء من جميع القارات تقريباً، أما المشاركون في تلك الدورة المكثفة فكانوا من بلدان مثل كوسوفو وهايتي وليبيريا وكينيا ونيجيريا وجنوب السودان إضافة إلى اليمن، وتلك البلدان إما خارجة من اضطراب أو تعيشه، أو مرشحة للدخول فيه، ويطلق عليها دول هشة … (Fragile States)، وبما أن خطب الوعاظ في المساجد وخطابات القادة السياسيين وجلسات النواب ومقالات الكتاب لم تعد مما يقوي العزائم وينير الطريق لدى أبناء اليمن، فدعونا نبحث عما يساعد على تخفيف حدة التشاؤم ويجلب قدراً من التوازن النفسي والعقلي حتى تنفرج! ربما أن الفنون المحترمة والرياضة بأشكالها ستساعد في ذلك كثيرا.. كل ما في الأمر هو أن نُقبل على الحياة، وحتى النضال لمن يرى ذلك ضرورياً، بمزاج صحي ومتوازن، أو على الأقل، بمزاج أقل اضطراباً واكتئاباً وانحرافاً، حتى لا تتكرر أخطاؤنا الكبيرة ومآسينا المحزنة التي تتوالد منذ أكثر من مائة عام من تاريخنا المعاصر! أظن إن دورة خليجي عشرين الرياضية قد بددت قدرا من التشاؤم، وأشاعت جوا من البهجة والسرور، ولكن حذار من الغرور كما هي العادة ! [email protected]