أفضل طريقة لإقناع اليمنيين بأهمية التفوق العلمي ل”البنات” أنك تقول لهم:”أثبتت الأبحاث الوراثية أن سبب ذكاء الولد هو أمه، وسبب ذكاء البنت هو أبوها”!!. خلود وريم وسناء وأمل وزهرة ووفاء وانشراح وحفصة وسماح وأروى ولبنى ووفاء وعائشة وأروى وياسمين وسهام وعبير وآمال وأنوار وميسون وريم وهيفاء وإيمان وآلاء وآسيا وهالة ورنا ورحاب ويسرى ورملة وندى وسيناء ونورا وفطوم ووجدان، وعمر وسليم وأحمد وهاشم ونور الدين ومحمد وعلوي وأيمن وجهاد وخالد وهمام ومشتاق.. (أوائل الجمهورية). طالما أغلبية أوائل الجمهورية من البنات هل سيأتي الوقت الذي نرى فيه أغلبية أعضاء مجلس النواب من النساء؟!
من العجائب في هذا البلد أنك تجد أباً يتمنى لو كانت بنته ولداً، لا لشيء إلا لأنها من الأوائل في دراستها، والولد بالكاد ينجح، وتستغرب وأنت تسمع أباً يقول:”إيش فائدة البنت لو تجيب تسعة وتسعين بالمائة مصيرها تتزوج ولا بيت زوجها؟”. وكأن الزواج والتعليم لا يجتمعان. ورغم تعدد الإحباطات استطعن أن يحققن أعلى الدرجات الدراسية مع تنامي وعيهن بقيمة العلم وزيادة إصرارهن على النجاح، فتيات استطعن أن يحققن ذواتهن بالعلم ويثبتن لأهلهن أنهن عند مستوى التحدي، ولكم أن تشاهدوا فتاة نجحت بامتياز في كل مراحل التعليم وتخرجت من الجامعة وعملت ووقفت بجانب أبيها المريض وتكفلت بكل صرفة البيت وتساعد حتى إخوتها الذكور الذين يعانون من البطالة بعد أن أهملوا الدراسة. عام بعد عام يتراجع مقياس التحصيل العلمي للبنين، في حين يرتفع مؤشر التفوق العلمي للبنات؛ لأنهن أكثر اجتهاداً ومواظبة وحباً للعلم والمعرفة. تجد من الأولاد من يقول لك:”أصلاً البنت ما معها إلا الدراسة وواجبات البيت”، اللي يسمعك يقول: إنك متحمل البيت فوق أكتافك وبتبكر تشقى من صباح الصبح، هذا وأنت بتستلم خمسة أضعاف مصروفها من أبيك، تدرس، وتكنس، وتغسل مواعين الغداء، وكل من يشتي شيء في البيت يا بنية تعالي.. يا بنية هاتي.. وفوق هذا آخر السنة تجيب الأولى وعمو شنبو اللي مرتاح ومخزن وبيمكنهم أشتي أذاكر بالكاد يدي ستين أو سبعين بالدهفة، وتجد أباه يحتفل به وما يحتفل بابنته اللي جابت أوائل.. ربما تراجع التحصيل العلمي للأولاد مع تنامي حالة الإحباط التي يعيشونها مع تردي الأوضاع في البلاد وغموض المستقبل؛ فالطالب منهم يعتبر الشهادة شيئاً ثانوياً، وقد ينشغل عنها في دوامة البطالة والفراغ والقات والحراف وأحياناً يتحمل مسؤولية الهم الاقتصادي والمعيشي الذي ينعكس على تحصيله العلمي. وقديماً قال المثل اليمني: “اخطب لبنتك ولا تخطب لولدك”، وقد يأتي الوقت الذي نقول فيه علم بنتك ولا تعلم ولدك..! عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.