*الأوائل العشرة في نهاية التعليم الثانوي العلمي حسب النتائج المعلنة يوم الاثنين عددهم (18) طالبة وطالباً من بينهم عشر طالبات، والثانوي الأدبي فاز (14) بالمراتب العشر وكلهن طالبات عدا طالباً واحداً جاء في المرتبة العاشرة ومعه طالبتان، وفي القسم الأدبي الأول طالبة والثاني طالب. الفائزون بتلك المراتب عددهم الإجمالي (34)، والبنات أكثر من ضعف الشباب، فعددهن (24) وعددهم (10) فقط. منذ سنوات وطالبات الثانوية يحصدن مراتب النجاح الأولى، ولكن في السنة الأخيرة أعدادهن أكثر ومعدلاتهن أعلى قياساً إلى العام الذي سبق إذا كان عدد الإناث (15) مقابل (12) ذكوراً مع التذكير أن الحائزات على مرتبة الأوائل حسب نتائج الثانوية العامة للعام الدراسي 2008 - 2009م كان عددهن (25) طالبة مقابل (10) طلاب، وفي العام الذي سبقه كان عددهن (30) طالبة مقابل (14) طالباً. ونحن هنا بصدد الأعوام الدراسية الأربعة الأخيرة، خلالها كان عدد الإناث الحائزات على المراتب الأول العشر على مستوى الجمهورية (94) طالبة، وعدد الذكور (46) طالباً، والتفوق لدى الطالبات لايقتصر على الأعوام المذكورة فقط، كما لايقتصر على الثانوية العامة بل تشير نتائج نهاية المرحلة الأساسية إلى تفوق الإناث على الذكور. * وينسحب الأمر نفسه على كل فصول التعليم العام، فمدارس البنات أكثر انتظاماً والطالبات أكثر قراءة وتحصيلاً دراسياً وأقل رسوباً. ونحن هنا لا نفرق بين طلابنا الذكور والإناث، وإشاراتنا السابقة إلى تفوق الإناث على الذكور في التعليم لا تحمل أي صورة من صور الانزعاج، بل على العكس تماماً، ولكننا نتساءل عن أسباب تدني التحصيل الدراسي لدى الطلاب الذكور في السنوات الأخيرة، خاصة وأن التعليم هو هو وأنماط التدريس هي هي في مدارس الذكور والإناث، وتخلف النظام التعليمي يعكس نفسه على الجميع، ولا يمكن القول إن تعليم البنات عالي الجودة، ومن ثم تفسير تفوق البنات بجودة غير متوافرة في التعليم بصورة عامة. يقال إن تفوق الإناث يرتبط بعوامل ترتبط بنوعية الجنس، أي كونهن إناثاً، وهذا يجعلهن محاطات بقيود والتزامات في البيت والمدرسة، على عكس الذكور المتحررين من أي قيود أو رقابة، ولكن هذا التفسير يغفل القدرة العقلية والمثابرة والتطلع لمستقبل أفضل لدى الإناث، ويفسر تفوقهن بأنه نتاج رقابة خارجية مفروضة على الإناث وهو تفسير غير صحيح ينتزع حق الأنثى في الاعتراف بذكائها ورغبتها في النجاح ولعب دور مؤثر في الحياة العامة.. ولو قبلنا هذا التفسير، فماذا عن الذكور هل هم أقل ذكاء ورغبة في النجاح؟ بالطبع لا، فتدني تحصيلهم العلمي له أسبابه أيضاً. * حصول الطلاب والطالبات على مرتبات عليا في نتائج الاختبارات دليل على ذكاء مرتفع وتحصيل دراسي مرتفع أيضاً، وهؤلاء يجب أن يحصلوا على تشجيع ومعاملة مميزة، لكي يحافظوا على مستوياتهم في المراحل التعليمية التالية، واعتبارهم ثروة قومية وقادة مستقبليين، ولا يكفي الاحتفال بهم حفلة قصيرة وأن توزع عليهم جوائز ثم يهملوا، فالمنح الدراسية الخارجية المميزة يجب أن تكون من حقهم، وأن تزال المعوقات التي تدفع أولياء أمور الطالبات إلى عدم إرسالهن إلى الخارج رغم تفوقهن.. وبالمناسبة نطرح سؤالاً بهذا الصدد على مسؤولي الابتعاث الخارجي، وهو أنه خلال السنوات الأربع الأخيرة كانت هناك (94) متخرجة من الثانوية العامة بمرتبة العشرة الأوائل، فكم عدد المنح التي خصصت لهن؟! وبصيغة أخرى: كم من هؤلاء ابتعثن للدراسة في الخارج؟