أصبح اليمن حقلًامليئًا بالألغام،والأحقاد في ظل سياسة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي تولى حكم جزء مهم في وطننا العربي، وله اهمية للأمن القومي المصري، فزراعة الأحقاد فن يمارسه الرئيس منصور هادي في جغرافيا الشمال اليمني المكتظ بالسكان والطبائع الريفية الصارمة،ونظرًالنشأته "البريطانية" صاحبة مبدأ "فرق تسد" الاستعمارية التي مارسها المحتل الانجليزي في جنوباليمن قبل ميلاد ثورة 14 اكتوبر في جنوباليمن، يستمر "هادي" في تطبيق شعارها ومبدأها على القوى الشعبية في المناطق الشمالية لليمن، دون أن يكلف نفسه عناء المصالحة بين هذه التنظيمات واثبات وجود الدولة واستغلال الدعم الدولي والاقليمي والحاجة الشعبية التي آمنت به وأعطته تفويضاً تاريخياً لم ينله كل من سبقوه في حكم "اليمن". استطاع "هادي" من خلال"عائلته الجديدة" ترؤس "الحراك" الجنوبي وتوحيده ليكون القوة المشمولة في مواجهة التفكك الشمالي الذي يغذي صراعاته بصورة مؤسفة، و يدعم "هادي" رفع الإخوان بنادقهم على الحوثيين، بمبررات طائفية ومذهبية وسلطوية، كما يوجه الفريقين المتناحرين باعتبار المؤتمر الشعبي العام ممثلاً برئيسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح "العدو" الافتراضي لكليهما . "هادي" الذي يعتبر جزءًا من فصيل "الزمرة"، وهو وصف للفريق المهزوم في صراع "الرفاق" الدامي بأحداث عام 1986 بجنوباليمن،جذب إليه بقية الزمرة وبعض الطُغمة الذين قاتلهم في حرب صيف 94، واستطاع التحكم بمفردات اللعبة السياسية في جغرافيا الجنوب، من خلال دعمه الخفي لمناهضة النظام السابق الذي كان جزءًا لا يتجزأ منه بصفته نائبًا للرئيس آنذاك، عبر كيان الحراك المسلح، وجعل نائبه في الحراك الجنوبي "ناصر النوبة" وهو شخص لا يشكل أي رقم سياسي أو جماهيري في الجنوب بصورة عامة، إلا أن الدعم الرسمي أتاح له عقد لقاء موسع داخل العاصمة صنعاء في ذكرى وحدة اليمن وانتصار الشرعية الوحدوية على الانفصاليين من قيادة الحزب الاشتراكي قبل عشرين عاماً . هذه الخطورة تتجاوز كل شيء مع الوصول لقناعة تامة بأن الرجل الجالس على كرسي "اليمن" هو ذاته الذي يرأس تنظيمات مسلحة وانفصالية وإرهابية مثل "الحراك" و"القاعدة"، و يتحالف مع "الإخوان" الذين سيطروا عليه خلال أزمة "الربيع" التدميرية، إلى أن بدأ التحول الخليجي والعربي تجاه حكم الاخوان الفوضوي لبعض البلدان العربية وتصنيفهم كجماعات ارهابية، فيواجه "هادي" التحدي السعودي خاصةً، بتحدٍ داخلي عبر إجراء تعديلات في حكومة "الوفاق الوطني" دون الرجوع للأحزاب المشاركة في التوقيع على "المبادرة الخليجية"، فيوصل إرهاب جماعة الإخوان إلى درجة "نائب رئيس وزراء" ويولي الأمن الداخلي للبلد بيد الجماعة الإرهابية . لقد أسهم "هادي" في عقاب قناة "اليمن اليوم"، وهي قناة تليفزيونية خاصة وأرسل قوات الحماية الرئاسية لنهب معدات القناة بصورة استفزازية فاضحة لكل مساحيق التجميل التي يريد إضفاءها على دولته الفاشلة، وهناك من يعيد أسباب ديكتاتوريته مع الإعلام الخاص وخصوصاً قناة "اليمن اليوم" إلى تحالف القناة مع ثورة 30 يونيه المصرية ومشاركتها الفاعلة في الحملة الانتخابية للمشير عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، في الوقت الذي يستمر إعلام الرئيس "هادي" الحكومي بدعم الخطاب الإخواني المناهض لقرارات دول مجلس التعاون الخليجي الرافضة للفوضى الإخوانية الإرهابية . في مقابل هذه التحديات المرعبة يسيطر الانهيار الممنهج على مفاصل الدولة التي يرأسها ويفشل في دعم اقتصادها واستقرار شئونها ورعاية مواطنيها، وبالتالي فإن تطبيق مبدأ الاستعمار البريطاني "فرق تسد" في ظل ظروف الدولة السيئة يهدد كل شئ ويقوي كيانات هلامية فوضوية بشعة لالتهام الوطن وتركه نهباً للتناحر والموت. ولعل ما حدث في محافظه عمراناليمنية من تدمير للمدينة وحرق للممتلكات من قبل الحوثيين والإخوان المسلمين وتدمير للواء 310 مدرع والاستيلاء على ترسانته العسكريةالضخمة لدليل ان الرئيس اليمني الحالي يسعى الى تدمير الجيش اليمني بكل الوسائل الممكنة، ومن ثم تسليم البلد للإخوان المسلمين يرتعون فيها كيفما يشأون، وهذا هو التحدي الأخطر لليمن، والمستقبل المجهول الذي ينتظر البلاد في ظل قيادة "فخامته" التفريقية . * الدستور المصرية