اندلعت مواجهات مسلحة ضارية في مدينة تعز منتصف ليلة الأربعاء بين المقاومة الشعبية التي تكفلت بحماية المعتصمين وقوات من الحرس الجمهوري وقوات نظامية تنتشر بأعداد هائلة في المدينة التي انطلقت منها الثورة الشعبية ضد حكم صالح. واندلعت المواجهات بعد أن قصفت قوات صالح محيط ساحة الحرية وأحياء في المدينة بالرشاشات ومدفعية الدبابات المتمركزة في باحة مستشفى الثورة الحكومي الذي حولته السلطات العسكرية على ثكنة عسكرية منذ اقتحمت ساحة الحرية قبل شهر وقتلت عشرات المعتصمين. وأصيب في إطلاق النار على ساحة الحرية الشاب عادل الصبري الذي اخترقت رصاصات فخذه وحوضه. وافاد سكان محليون أن المواجهات شملت أحياء الثورة كلابة والحوبان وزيد الموشكي وامتدت إلى القرب من القصر الجمهوري حيث يتحصن فيه قادة قوات الجيش والأمن بتعز خوفاً من أن يهاجمهم مسلحو المقاومة الشعبية. كما اندلع قتال في شارع الستين الذي يلتف على مدينة تعز من الشمال حتى الغرب على امتداد 30 كيلومتراً وشقته السلطات حديثاً ويتحصن في الهضاب الواقعة على جوانبه مسلحو المقاومة الشعبية القادمين من مناطق شرعب. وذكر نشطاء يوم الثلاثاء أن قوات صالح بدأت تفتيش المركبات واعتقلت عدداً من المواطنين المنتمين إلى منطقة شرعب وفقاً لهوياتهم. ومنذ ثلاثة أسابيع، تندلع اشتباكات ليلية عنيفة بين القوات النظامية والمسلحين المناصرين للثورة. وغالياً ما تقصف القوات النظامية أحياء في المدينة بالأسلحة الثقيلة. وكان آلاف المحتجين واصلوا التظاهر داخل مدينة تعز يوم الثلاثاء للأسبوع الثالث على التوالي ضد بقايا نظام صالح والتدخلات الخارجية لتحجيم الثورة اليمنية. وكان آلاف قد تظاهروا يوم الاثنين وهم يحملون مكبرات صوت على جمل نتيجة توقف حركة المركبات بعد انعدام المشتقات النفطية وللتعبير عن استمرارهم في الثورة بكل الوسائل المتاحة.